- مجلس الأمن الدولي يبحث في الأوضاع الإنسانية في غزة، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يدعو إلى "وقف حقيقي لإطلاق النار".
القلعة نيوز- جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط والحرب في غزة - نيويورك 29 تشرين الثاني/نوفمبر
جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط والحرب في غزة - نيويورك 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023
قدّم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، تقريره عن مجموعة اقتراحات لتطبيق القرار "2712" الداعي إلى "هُدن إنسانية" في غزة، إلى مجلس الأمن الدولي.
ووصف غوتيريش في كلمته أمام مجلس الأمن، تطبيق الهدنة حتى الآن بأنّه "محدود وغير كافٍ"، قائلاً إنّه "يجب ألاّ نغضّ الطرف".
كما أوضح غوتيريش أنّ هناك مفاوضات "مكثفة جارية لإطالة أمد الهدنة في غزة"، مؤكّداً أنّها "تحظى بترحيب قوي من الأمم المتحدة، لكننا بحاجة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية".
وأشار في السياق، إلى أنّ شعب غزة "يواجه كارثة ملحمية حالياً وانتهاكات خطيرة، إذ إنّ 80% من السكان نزحوا من منازلهم، ويجري الدفع بهم نحو الجنوب، فيما نصف المساكن دُمّرت أو لم تعد آمنة".
وتابع غوتيريش أنّ الأمم المتحدة "تعمل مع عدة دول بينها قطر والولايات المتحدة ومصر على إيصال المساعدات"، لكن "لم يصل إلى شمالي غزة إلاّ كميات محدودة رغم بقاء سكان في المنطقة".
ولفت أيضاً إلى أنّ "مستشفيات غزة تفتقر إلى كل شيء، والنظام الصحي انهار في قطاع غزة".
كذلك، تحدّث الأمين العام للأمم المتحدة عن تعرّض 182 مركزاً تابعاً لـ "الأونروا" للقصف، بحيث "قُتل 108 من موظفي المنظمة، فيما وصل عدد القتلى من الأمم المتحدة في غزة إلى 111، وهو أكبر رقم من قتلى المنظمة في حرب حتى الآن"، داعياً إلى "احترام القوانين والموظفين الأممين والمدنيين وممتلكاتهم ومنشآتهم".
وعلى ضوء هذه المعطيات الإنسانية الكارثية نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع، أكّد غوتيريش وجوب إعادة تيار الكهرباء وبقية الخدمات الصحية إلى القطاع، وإلاّ فإنّ "خطر الأمراض ماثل، لا سيما بالنسبة إلى ذوي المناعة الهشّة".
كما شدّد على وجوب فتح معبر كرم أبو سالم لإيصال المساعدات بسرعة، وأيضاً السماح للمتاجر بأن تعيد تخزين المواد التي يحتاجها السكان على أرففها.
دعوات إلى وقف شامل لإطلاق النار
بدوره، طالب مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، رياض المالكي، بتحويل الهدنة الموقتة الحالية في غزة إلى هدنة دائمة.
وقال المالكي في كلمة خلال جلسة مجلس الأمن، إنّ الشعب الفلسطيني "يواجه تهديداً وجودياً" وسط هذه الحرب، مضيفاً أنّ "إسرائيل ليس لديها الحق في الدفاع عن النفس ضد شعب تحتله".
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إنّ "الهدنة في غزة ليست كافية"، مؤكّداً على "الحاجة إلى وقف إطلاق النار".
أمّا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي ترأس اجتماع مجلس الأمن الدولي، فأكّد أنّ "استئناف القتال في غزة قد يتحول إلى كارثة تلتهم المنطقة بأكملها".
وأكّد وانغ أنّ "الحرب يجب ألاّ تشتعل من جديد في غزة، بل يجب التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار لتجنب وقوع المزيد من الكوارث الإنسانية".
كما أكّد على ضرورة "ضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى غزة من دون عوائق"، مصرّحاً بأنّ بكين "ستقدّم المزيد من الإمدادات الإنسانية الطارئة إلى القطاع".
من جهتها، قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إنّ "واشنطن لا تزال تشعر بالقلق إزاء احتمال اتساع صراع غزة بشكل أكبر"، مؤكّدةً رفض بلادها "توسيع رقعة المستوطنات الإسرائيلية"، ومؤكّدةً ضرورة "وقف هجمات المستوطنين على المدنيين بالضفة الغربية".
وتأتي هذه التصريحات فيما يسعى الوسطاء الدوليون، مصر وقطر والولايات المتحدة، لتمديد اتفاق الهدنة مع دخوله يومه الأخير اليوم، حيث جرى خلال الأيام الخمسة الماضية تحرير 5 دفعات من الأسرى الفلسطينيين وإدخال كميات محدودة من المساعدات إلى القطاع، بالتزامن مع وقف موقت لإطلاق النار، شابته بعض الخروقات من الاحتلال الإسرائيلي.