شريط الأخبار
النائب المراعية يلتقي المواطنين في قضاء المريغة .. ترجمة لرؤى جلالة الملك والوقوف على احتياجات الأهالي ..صور سياسون: ديناميكية الحكومة وميدانيتها منحاها الثقة في استطلاعات الرأي مسؤولون: رئيسة وزراء إيطاليا ستحضر تنصيب ترامب أذربيجان تبدأ محاكمة انفصاليين أرمن من قادة كاراباخ الهلال الأحمر الفلسطيني: نحن بصدد تجهيز مستشفى ميداني كبير في غزة "هيئة الأسرى": إعلان أسماء الأسرى المحررين وفق آلية تدريجية خلال أيام التبادل وزير الخارجية السوري: نتطلع للعودة إلى جامعة الدول العربية "العدل الإسرائيلية": إطلاق سراح 737 أسيرا فلسطينيا بالمرحلة الأولى من اتفاق الهدنة وزير الاتصال: الأردن حافظ في جميع مواقفه على خطاب وازن عاقل متوازن غوتيريش: هناك فرصة لتقوية المؤسسات وبسط سلطة الدولة اللبنانية على الأرض المنتدى الاقتصادي يناقش الواقع السياحي في مدينة البترا الأثرية قطر: بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة الساعة 8.30 صباح غد الأحد رؤية التحديث الاقتصادي خارطة طريق ومسار لتحويل الأردن إلى وجهة عالمية وزارة العدل تدخل مئويتها الثانية متدرجة في تطوير مهامها وأتمتة الخدمات الأونروا تعتزم مواصلة عملها في غزة والضفة رغم الحظر الإسرائيلي الاتحاد الأوروبي يحقق مع منصة إكس بسبب خرق قوانين الإشراف على المحتوى المومني يرجع ارتفاع الرضا الشعبي عن الحكومة لكثافة عملها الميداني ولطبيعة قراراتها أجواء باردة نسبيًا في اغلب المناطق حتى الثلاثاء مسلح يغتال قاضيين أمام المحكمة العليا في طهران وزارة العدل تدخل مئويتها الثانية متدرجة في تطوير مهامها وأتمتة الخدمات

سَــــأَلـــتَــــك حَــــبـــيـــبـــي ؟!

سَــــأَلـــتَــــك حَــــبـــيـــبـــي ؟!
القلعة نيوز:
سَــــأَلـــتَــــك حَــــبـــيـــبـــي ؟!

بِقَلَم :
د.محمد يوسف أبو عمارة


سألتَك حبيبي لوين رايحين ...
خلّينا خلّينا وتسبقنا سنين ...
إذا كنّا عَ طُول .. الْتَقَينا عَ طُول ...
ليش منتلَفَّتْ خايفين ...

كَلِمات تُثير التَّساؤُل ويكَأَنَّها تَصِفُ قِصَّة حَبيبَين يُحيطُهما الخَوف مِن المَجهول ... هذا المَجهول الذي رُبَّما يَكون المُستَقبَل ومَا يُخَبّئ لَهُما .. رُبَّما الأَهل والجيران .. رُبَّما الإشاعات وكَلام النَّاس .. ولكنَّهُ شَيء مَجهول مُخيف ...

ضَياع الهَوِيَّة .. والوجهة تَتَمَثَّل في التَّساؤل لَوَين رايحين ؟! ولَطالَما تَسائَلنا في شَتَّى المَجالات
لَوين رايحين ؟! اقتِصادِيًّا .. لَوين رايحين ؟! دينيًّا .. لَوَين رايحين ؟! تَربَوِيًّا ، صِناعِيًّا ، تِجاريًّا ،
صِحِيًّا ، ... لَوين رايحين ؟! طالَما ليسَت هُناك خُطَط مُنَظّمة للمُستَقبَل سَيَبقى المُستَقبَل المَجهول رَمزًا للخَوف والتَّرقُّب وسَيَبقى مَن هُوَ في دفَّة القيادة يتلَفَّت عَطول والخَوف يُحيطُ بِه مِن كُلّ الجّهات ..

فَيروز ... آه مَن صوتك الذي يُثير الشُّجون ، ومِن كَلِماتِ أغانيك التي تَصلُح لِكُلّ زَمَان و مَكان ولِكُلّ قِطاع فَهِيَ كَلِمات حُبّ وعِشق إذا رآها عاشِق وكَلِمات تُمَثّل القِطاع التّجاري إن قَرَأَها تاجِر وكَلِمات سِياسِيَّة عَميقة إن حللها سِياسي ..

وتُكمِلُ الأغنية ...

أنا كلّ ما بشوفك .. كأنّي بشوفك ...
لأول مرَّة .. حَبيبي ...
أنا كل ما تودّعنا .. كأنَّا تودَّعنا ...
لآخر مرَّة .. حَبيبي ...
قلِّي .. احكيلي نحنا مين ...
وليش مِنتلفَّت خايفين ...
ومن مين خايفين ...

يَعجَزُ الوَصف عَن هذه التَّركيبة اللّغوية الغَريبَة التّي تَحمِلُ كُلّ مَعاني الشَّوق ، هذا الشَّوق الذي يَتَجَدَّد في كُلّ مَرَّة ويكأنَّه أوّل مَرّة ...

" أنا كلّ ما بشوفك .. كأنّي بشوفك لأول مرَّة حَبيبي "
ما هذا الشّعور وما هذا الحُبّ الذي يَتَسامَى لِيَجعَل المُحِبّ في حالَة شَوق دائمة وفي حالَة بَحث لا تَنتَهي عَن المَحبوب .

" أنا كل ما تودّعنا .. كأنَّا تودَّعنا ...لآخر مرَّة حَبيبي "
وأيّ عِبارَة أَبلَغ مِن الحُزن الذي يَشعُر بِه المُحِب عِندَما يُوَدّع مَن يُحِب ويكأنّه يُوَدّع لآخِر مَرَّة مَع أَنّهُما ورُبَّما سَيَلتَقِيان بَعدَ قَليل ..

وَصف الشّاعِر تَعَدَّى حُدودَ الإبداع .. شُعور الفُقدان رُبَّما يَتَعَدّى أَلَمَه شُعورَ الخذلان .. فَلِماذا كُلّ هذا الشَّوق وكُلّ هذه المَشاعِر الفَيّاضَة !
وعِندَما بَحَثتُ وَجَدتُ أنّ لهذه الأغنية والكَلِمات قِصّة مَع فَيروز ...

كانَت فَيروز تؤدي مَع فِرقَتِها مَسرَحِيَّة بعنوان "المَحَطَّة" بالوَقت الذي أُصيبَ فيهِ زَوجها عاصي الرَّحباني بِنَزيف في المُخ وتَدَهوَرَت حالَتَهُ وذلك أصاب فَيروز بِحُزُن شَديد وكادَت أن تَعتَذِر عَن المَسرَحِيَّة ، وكانَ مَنصور الرَّحباني الأقرَب لِفَيروز وعاصي فَكَتَبَ كَلِمات هَذه الأُغنية تَعبيرًا عَن خَوف فَيروز مِن مَرَض عاصي وخَوفِها مِنَ المَجهول ومِن غِيابِ الحَبيب وشَوقِها لِعَودَتِه سالِمًا إليها ولحياته .

ولَحَّن هذه الأغنية ابنَهُما " زِياد الرَّحباني " الذي كانَ يَبلُغُ مِنَ العُمر (17) سَنَة فَقَط في وَقتِها ، وأُدرِجَت الأُغنية في المَسرَحِيَّة إلا أنّ عاصي وبَعدَ تَماثُلِهِ للشِفاء غَضِبَ لِوَهلَة لِشُعورِه أنّ فَيروز ومَنصور قَد تاجَرا بِمَرَضِه ولكنّه وبَعدَ فَترَة أُعجِبَ بِكَلِمات الأُغنية ولَحَّنَها ولَم يَعتَرِض عَليها .. وكانَت فَيروز كُلَّما غَنَّت هذه الأُغنية بَعدَ وَفاة عاصي عام (1986) تَبكي وَيَسودُها الحُزن .

وتُكمِل فَيروز ...

موعدنا بُكرة .. وشو تأخَّر بُكرة
قولك مش جايِي .. حبيبي
عم شوفك بالساعة .. بِتَكّات الساعة
من المدى جايِي .. حبيبي

بِرُغم المَجهول والخَوف مِنه ، وبِرُغم الوَداع الذي يُشعِرُك بأنّهُ الأَخير .. إلا أنَّ الأمَل مَوجود .. في المًستَقبَل الذي يَتَأَخّر ويَلعَبُ بِأعصابِنا .

" موعدنا بُكرة .. وشو تأخَّر بُكرة "

مَع أنّ السّاعات هِيَ نَفسَها إلا أنّها تَكون ثَقيلة وطَويلة ومُمِلَّة وغَير مُلتَزِمة بِدَقائقها السّتين عِندَما نَكون نَنتَظِرُ حَدَثاً أَو شَخصًا فَتَشعُر لِوَهلة أنّ السّاعة ألف دَقيقة ولَيسَت سَتَون دَقيقَة ؟!

ويا دنْيِي شتّي ياسمين ...
ع اللي تْلاقوا ومش عارفين ...
ومن مين خايفين ...
وسألتَك حبيبي لوين رايحين ...
خلّينا خلّينا وتسبقنا سنين ...

وما أجمَل اللقاء بَعدَ طولِ الانتظار ... حَريّ بالدنيا أن تُمطِر ياسميناً لهؤلاء العشّاق الذين لا يَرَونَ الجَمال إلّا مَع بَعض .. بِرُغم كلّ الخَوف من المَجهول الذي يعتَري أيّامهم المُقبِلة كَم مَرَّة قُلنا في أَنفُسِنا ونَحنُ نَنتَظِرُ حَدَثًا سَعيدًا مُهِمًّا .

" موعدنا بُكرة .. وشو تأخَّر بُكرة "

نَنتَظِرُ السَّعادَة أن تأتي .. عَبرَ ( تَكّات السّاعة ) التي لا تَزال صَوتُ عَقارِبِها تَدُقّ في مَسامِعِنا جَميعًا إيذاناً بِقُرب تَحقيق الحلم .. ذلك الحلم الذي ومن فرط سعادتنا بِه سَنَشعُر بأنّ الدُنيا تُمطِرُ عَلينا ياسمينًا يعطّر المَدى ويُلَوّن الأُفق ...

وتَبقى كَلِماتُ الأُغنية كُلّما سمعناها تَجعَلُنا نُفَكّر في مُستَقبَلِنا ... لَوين رايحين ؟!
فَهَل نَعلَمُ إلى أينَ سَنَذهَب ؟
وما هِيَ المَحَطَّة التّالية ؟!
ومَن سَيَكون مَعنا في قِطار العُمر كُلَّما تَقَدَّمت بِنا السّنين ؟!