انسحبت الميليشيات الموالية لإيران من بلدتي النبل والزهراء اللتين لم تسقطا
طوال فترة الثورة في سورياوما تلاها حتى اليوم
.ماذا يجري في سوريا . وماذا وراء هذا الهجوم المباغت والانسحاب السريع لقوى
النظام والميليشيات الإيرانية؟
======================
بسرعة فائقة، وفي غضون أقل من 72 ساعة، شنت فصائل المعارضة السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام" هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام السوري في إدلب وحلب، واستطاعت السيطرة بصورة كاملة على مدينة حلب. حققت الفصائل المعارضة هذا التقدم على وقع انسحاب قوات النظام والميليشيات الموالية لها والمدعومة من إيران من مواقعها في المنطقة، وأعلن الجيش السوري أن الانسحابات جاءت كإعادة للتموضع واستعداداً لتنفيذ هجوم مضاد بعدما قتل العشرات جراء الهجمات.
ماذا يجري في سوريا وماذا وراء هذا الهجوم المباغت والانسحاب السريع لقوى النظام والميليشيات الإيرانية؟
يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية رياض قهوجي، إن "الوضع في حلب يتطور بصورة دراماتيكية وغير متوقعة"، مضيفاً "خلال 48 ساعة، فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا تقوم بعملية عسكرية واسعة وتجتاح مساحات كبيرة وسقطت أكثر من 65 بلدة في ريفي حلب الغربي والجنوبي وأيضاً في ريف إدلب وصولاً إلى مدينة سراقب الاستراتيجية، التي تشرف على الطريقين الأساسيين اللذين يربطان ما بين دمشق وحلب والمعروفين باسم ’أم 4‘ و’أم 5‘. للمرة الأولى في تاريخ سوريا تُجتاح مدينة حلب بالكامل".
ويشير قهوجي أيضاً إلى انسحاب قوات النظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران من منطقة سراقب من دون قتال كبير وبعد مناوشات محدودة، ولا سيما من بلدتي النبل والزهراء. ويوضح المتخصص العسكري أن "هاتين البلدتين ذواتي الغالبية الشيعية لم تسقطا طوال فترة الثورة في سوريا وخلال سيطرة المعارضة على نصف مدينة حلب وأجزاء كبيرة من ريف حلب".
وخلال كل التطورات التي شهدتها سوريا لاحقاً بقيت النبل والزهراء "صامدتين واستطاعت فصائل الميليشيات الإيرانية الوصول إليهما ومنع سقوطهما". لكن خلال الهجوم الحالي للمعارضة "حصل انسحاب منهما وغادرهما أهاليهما في عملية أشبه بالفرار والإخلاء من دون أي قتال يذكر"،
حسب قهوجي الذي أشار إلى أن عدد القتلى في هذين اليومين بلغ نحو 350 فقط حتى الآن، معتبراً أن ذلك "مؤشر إلى عدم وجود قتال حقيقي لاجتياح مساحات واسعة بهذه الصورة، ومن ثم هناك عمليات فرار من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية، فيما تدخل سلاح الجو الروسي بصورة محدودة جداً لم يؤثر بأي صورة من الصور على تقدم قوات المعارضة".
وفي ضوء ذلك يرى قهوجي أن "هناك علامات استفهام حول ما يجري:
هل نشاهد عملية إقصاء لقوى الميليشيات الإيرانية كمقدمة لإخراج سوريا من محور الممانعة، خصوصاً أننا رأينا استهدافات للميليشيات الإيرانية في منطقة البوكمال ودير الزور، وذلك فوراً بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي أدى إلى تقليص وتحجيم ’حزب الله‘ بصورة كبيرة؟".
ويختم متسائلاً "هل نحن الآن أمام تغير جيوسياسي يتضمن إنهاء أذرع إيران في سوريا ولبنان" بعد تدهور حركة "حماس" أيضاً في غزة؟
قد تتضح الإجابات في ضوء التطورات التي ستحملها الأيام وربما الأشهر المقبلة.