
د. نسيم أبو خضير
في لحظة صدق مع النفس والوطن ، يقف الأردني الحرّ أمام مشهد الواقع ، متأملًا حجم التحديات من جهة ، وعظمة المسؤولية من جهة أخرى .
إن أمن الأردن وإستقراره ليسا مجرد شعار يُرفع ، بل عقيدة راسخة في وجدان كل من تربى على تراب هذا الوطن ، وشرب من مائه ، وعاش في كنف قيادته الهاشمية الحكيمة .
فالأمن ليس رفاهية ، والإستقرار ليس ترفًا . الأمن هو الأساس الذي يُبنى عليه كل شيء : تعليم الأبناء ، صحة الأمهات ، عبادة المؤمنين ، وطمأنينة العاملين . فلا نوم هانئ ، ولا صلاة بخشوع ، ولا طعام بطعم ، ولا دواء بأمان… إلا في وطن آمنٍ مطمئن .
إن الوطن ليس مجرد خريطة أو علم يُرفع على المؤسسات… الوطن هو أسرتك الصغيرة ، هو أبناؤك وبناتك وأحفادك ، هو مستقبلهم ومصيرهم ، وهو الإمتداد العميق لوجدانك وهويتك . لذلك فإن الحرص عليه واجب ، والدفاع عنه شرف ، والعمل من أجله مسؤولية جماعية لا تُؤجَّل ولا تُفرَّط .
نقولها بوضوح : لا مكان في هذا الوطن الطاهر لمن يعبث بأمنه ، أو يحاول نشر الفوضى ، أو يروّج للفكر الظلامي والتكفيري مهما كانت ملته . لا مكان فيه للجرذان التي تتحرك في الظلام ، ولا للأفاعي التي تبث سمومها ، ولا للغربان الناعقة التي تتغذى على الخراب . فالوطن أكبر منهم ، وأعظم من أن يُخدش بثغرةٍ هنا أو هناك.
الوطن كهوائنا… نريده نقيًا ، صافياً، نظيفًا، نستنشق فيه كرامتنا وإنسانيتنا . ولن نسمح لكائنٍ من كان أن يُعكر صفوه ، أو أن يُقايض أمنه بمصالح آنية أو أجندات دخيلة .
نحن الأردنيون ، كما عهدنا أجدادنا وآباءنا وأنفسنا ، وكما أراد لنا قائد الوطن ، نذود عن ترابه بالمهج والأرواح ، نبني ونزرع ونعلم ونعمل ، وفي الوقت ذاته نحمل السلاح إن لزم الأمر دفاعًا عن هذا الكيان ، عن هويتنا ، وعن كرامتنا .
فلنكن كما كنا دائمًا : صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية ، ودرعًا صلبًا في وجه كل من تسول له نفسه أن يمس هذا الوطن بسوء .
الأردن ليس مكانًا فقط… إنه قيمة ، وهوية ، وذاكرة ، ومستقبل . فليكن في قلب كل واحد منا ، وليكن فعلك شاهدًا على صدق انتمائك ، لا مجرد كلمات تُقال .