
مشروع "جذور الصمود" – تمكين الشباب عبر الصحة النفسية والهوية الثقافية
القلعة نيوز:
نشأ مشروع "جذور الصمود" كاستجابة للتحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة في المنطقة، بالإضافة إلى تراجع التمويل الدولي لبرامج دعم الشباب في مناطق النزاع.
تحت مظلة ورعاية مؤسسة سكون للصحة النفسية وهي مؤسسة أردنية في مجال الصحة النفسية، قامت خبيرة التطوير المجتمعي وعلم النفس السريري داليا الاسطة بتطوير البرنامج ليتناسب مع متطلبات المجتمع المحلي الأردني، ومتطلبات الأطفال واليافعين في المناطق الأكثر تأثرا بالظروف والتحديات المحيطة
وبالتعاون مع مجموعة من المدربين والفنانين المتطوعين الذين تم تدريبه على أدوات العلاج والتكيف العقلي والنفسي حتى يتم دمجها مع الأدوات المهارية و تدريب الأطفال والشباب على استخدامها في بيئاتهم ىحياتهم اليومية ، ومن بينهم الخبراء المحليين رأفت لافي قاص وممثل/ العلاج بالسرد القصصي، وسارة السهيل كاتبة للأطفال/ العلاج بالتدوين، وهيثم البارودي مدرب رياضي وإعلامي/ العلاج بالحركة الرياضية، ومراد سارة ناشر وروائي/ العلاج بالكتابة التعبيرية، ولانا إسماعيل فنانة/ العلاج بالرسم والألوان، وزوكا زين مدرب الحركة الإيقاعيّة/ العلاج بالموسيقى والحركة.
يهدف المشروع إلى تمكين الشباب لتعزيز الصحة النفسية والانتماء الثقافي من خلال تدريبهم على استخدام الأدوات المختلفة التي بدورها تخفف الضغوطات النفسية وتساعدهم على توفير مساحات آمنة للتعبير عن الذات عبر الفنون والأنشطة الثقافية، وتعزيز الصمود النفسي، وبناء قدرات الشباب ليكونوا قادة للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
انطلقت المرحلة الأولى من المشروع بورش عمل تفاعلية في ثلاث مناطق مختلفة. بدأت الفعاليات في مدينة مليح بمحافظة مادبا خلال الفترة من 18 إلى 20 تموز/يوليو بالتعاون مع بيت مليح الثقافي، حيث استفاد منها 35 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً. ثم انتقل المشروع إلى مخيم حطين بالتعاون مع مركز البرامج النسائية -مخيم ماركا في الفترة من 27 إلى 29 تموز/يوليو، وسيتوجه بعد ذلك إلى مخيم البقعة بالتعاون مع موسسة الزيزفون في 4 آب/أغسطس.
يعتمد البرنامج على أساليب تعليمية تفاعلية، مثل الفنون التعبيرية والأنشطة الثقافية، لتعزيز الثقة بالنفس وإحياء الفخر بالهوية والتراث.
بعد انتهاء المرحلة الأولى من المشروع في منتصف آب/أغسطس، ستبدأ المرحلة الثانية باختيار مجموعة من المشاركين المتميزين لتدريبهم على إنتاج محتوى رقمي هادف. سيركز هذا المحتوى على التوعية بقضايا الصحة النفسية، وسيتم توجيهه للشباب في الأردن والعالم العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي والوسائل الرقمية الأخرى.
يتطلع المشروع إلى توسيع نطاق عمله ليشمل المزيد من المناطق، مع التركيز على تعميم نموذج "الرعاية المجتمعية" القائم على الفنون والإبداع. كما يسعى إلى بناء شبكة من الشباب المؤثرين في مجال الصحة النفسية، وتوثيق التجارب الناجحة لنشرها كأداة إقليمية لتعزيز الصمود النفسي والتماسك الاجتماعي في مواجهة الأزمات.
"جذور الصمود" ليس مجرد برنامج مؤقت، بل هو حركة مستدامة تهدف إلى غرس الأمل وتمكين الشباب ليكونوا عناصر فاعلة في بناء مجتمعات أكثر صحةً وقدرةً على مواجهة التحديات