
القلعة نيوز - نظم ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة للعمل الثقافي، مساء أمس، ندوة حوارية حول المشهد الثقافي في إربد، تحدث فيها عضو مبادرة دعم إربد الدكتور هيثم علي حجازي.
وخلال الندوة التي أدار مفرداتها الدكتور خالد تيسير الشرايري، قال حجازي إن إربد حملت على كتفيها عبء المعرفة، واحتضنت على مدى أكثر من قرن نخبة من الشعراء والمفكرين والفنانين، وهي تشكل ذاكرة الشمال وأفقه الثقافي الرحب، وقد أنجبت قيادات فكرية وسياسية ووطنية.
وأضاف انه حين تأسست جامعة اليرموك في منتصف سبعينيات القرن الماضي، دخلت إربد طوراً جديداً من تاريخها الثقافي، إذ صارت الجامعة حاضنة للعلم والأدب والفنون، ومنبراً لمهرجانات شعرية ومسرحية جمعت طلاب العلم بالفنانين والكتاب، حتى غدت إربد عاصمة الشمال الثقافية.
وفي وصفه للمشهد الثقافي، قال الدكتور حجازي إن الواقع الثقافي في إربد اليوم متشابك، فيه إنجازات تستحق الفخر، وفيه تحديات لا يُمكن إنكارها، فقد نجحت المؤسسات الثقافية في تنظيم أنشطة مهمة، واستضافة نخب متميّزة وبارزة، ووفرت فضاءات للنقاش والإبداع، ويكفي أن نتذكر أن إربد تم اختيارها في العام 2022 لتكون عاصمة للثقافة العربية.
وعن التحديات التي تواجه الحركة الثقافية في إربد، أشار حجازي إلى أنها تتمثل بضعف التمويل والدعم، ومحدودية البنية التحتية الثقافية، والمركزية الثقافية، وعزوف وفتور الجمهور وضعف التفاعل، وتحديات العصر الرقمي.
ومن بين التحديات الملموسة في المشهد الثقافي، أشار حجازي الى ضعف التواصل بين الاجيال، وغياب التخطيط الاستراتيجي الثقافي طويل المدى، وتعدد الجمعيات والمنتديات والهيئات الثقافية، بالشكل الذي يؤدي لتشتت الجهود وغياب التنسيق الذي ينظم الفعل الثقافي بمنهجية تسهم بتعميم الفائدة، وتقلل من احتمالات التداخل الذي ندرك أنه لا يخدم أنبل أهداف الثقافة.
وعن الحلول المقترحة للنهوض بواقع الحركة الثقافية في إربد، أكد الدكتور حجازي حيوية دور البلدية ومؤسسات القطاع الخاص والشركات الكبرى، التي تؤمن أن دعمها للثقافة هو استثمار في هوية المجتمع، وجزء من مسؤوليتها الاجتماعية، كما يُمكن تشجيع رجال الاعمال من أبناء إربد، في الداخل والخارج على تقديم منح سنوية لدعم المواهب الشابة وطباعة الكتب وتنظيم الفعاليات، وكل ذلك من اجل تطوير البنية التحتية الثقافية.
-- (بترا)