رحم الله السلطان قابوس و اسكنه فسيح جنانه. هو صانع نهضة عمان الحديثة و مثبت حكمها و موحد اطرافها و باني لبنات مجتمعها. قاد رحمه الله عمان الى اعالي التقدم و الانفتاح مع الاحتفاظ الرائع بالاصالة العمانية و بالتراث و القيم الجميلة الضاربة في عمق التاريخ. فكانت نهضة السلطنة من انجح نماذج التحديث المتوازن و الفعال في العالم.
تشرفت بمعرفة جلالة السلطان، رحمه الله، و التقيته اكثر من مرة، و حضرت مجالسه في السنوات الاولى لحكمه عندما كنت معارا من الحكومة الاردنية للخدمة في السلطنة. يأسرك بنبل اخلاقه و بحكمته. له لمساته الخاصة الجميلة، واسع المعرفة، ذو اناة و بعد نظر. استطاع ان يستوعب الجميع و ينتقل بعمان الى عصر النهضة و الوحدة و الانفتاح و خاض بذلك البحر المائج كقبطان ماهر. جنب السلطنة سياسات المحاور و الاستقتطابات فاصبحت مركزا للسلام و الاتفاق، و اصلاح ذات البين. توحد و لا تفرق.
ضرب لنا، المغفور له بأذن الله، امثالاً في اداب السياسية بشكل لا يخلو من الصخب فحسب بل و غاية في الروعة. كان قصره مفتوحا للجميع و كذلك قلبه، فاحبه الناس و التفوا حوله لان نبراسه كان وضع مصلحة الوطن كهدف دائم امامه. حظي السلطان قابوس بحب و احترام العمانيين و الاردنيين و معهم كل العرب. كان اخا و صديقا للحسين، رحمهما الله.
نبارك لجلالة السلطان هيثم بن طارق تولي مقاليد الحكم، داعين الله ان يكون خير خلف لخير سلف. و هو ابن السيد طارق بن تيمور من قادة العائلة و صاحب تاريخ في بدايات النهضة.
رحم الله السلطان قابوس، عاش شريفاً و مات شريفاً. سيذكره الاردنيون و العرب الشرفاء بانه ما توانى عن احقاق الحق و لم يتخلى ابدأ عن اخلاق الفارس النبيل. كان قائدا استثنائيا. سلام عليك يا قابوس، و الى الامام يا عمان.