شريط الأخبار
الأرصاد: هطولات مطرية بدأت وتستمر وتمتد لساعات قادمة الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة مسيّرة على الواجهة الغربية إسرائيل تضرب الحوثيين للمرة الخامسة بالتوزاي مع غارات غربية الغرب يحذّر سوريا من تعيين «إرهابيين أجانب» في الجيش لبنان مُصِرُّ على «الانسحاب الإسرائيلي الكامل» من أراضيه إعلام رسمي عبري: التوصل لاتفاق مبدئي بشأن صفقة تبادل عاجل: صرخة مواطن من البادية الشمالية لرئيس الوزراء بشأن إرتفاع الأسعار وزيادة نسبة الفقر - ڤيديو قصف إسرائيلي أمريكي بريطاني على أهداف باليمن المغرب يعلن تضامنه مع الأردن ويدين نشر خرائط إسرائيلية مزعومة مندوبا عن الملك .. الأمير غازي يحضر حفل تدشين كنيسة معمودية السيد المسيح العيسوي خلال لقائه وفدا من رواد أعمال : تطلعات الملك تسير بالأردن نحو مستقبل أفضل بطريرك القدس: الأردن أرض مقدسة وآمنة بقيادة الملك صفقة شاملة أم جزئية؟.. تساؤلات وسائل الإعلام الإسرائيلية وزير الخارجية السوري: الإدارة الجديدة ملتزمة بالمبادئ التي تعزز الحرية لكل السوريين الحكومة تطرح دراسة جدوى لمشروع مركز الماضونة اللوجستي الشهر المقبل وزير الخارجية التركي: لا مطامع لتركيا في أي جزء من الأراضي السورية وزيرة السياحة: ملتزمون بالحفاظ على موقع المعموديّة كجزء من التراث الإنسانيّ المشترك النائب اللبنانية بولا يعقوبيان تكشف هوية زوجها ميقاتي يؤكد ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ووقف خروقاته للبنان وزير الخارجية الإيطالي يلتقي الشرع ويؤكد أهمية رفع العقوبات

«ترسلة» المُخلاة محط أطماع المستوطنين ولصــوص الآثـــــار

«ترسلة» المُخلاة محط أطماع المستوطنين ولصــوص الآثـــــار

القلعة نيوز : لا تزال حكاية مسجد الجيش العربي الأردني الذي وقع تحت قبضة الاحتلال في الرابع من حزيران العام 1978، تمثل شكل الصمود والبقاء العربي والفلسطيني في موقع مستوطنة «ترسلة» المخلاة في العام 2005 جنوب جنين، والذي لا يزال مستهدفاً من المستوطنين ولصوص الآثار، رغم مرور نحو 15 عاماً على إخلاء هذه المستوطنة من قبل سلطات الاحتلال في إطار خطة الانسحاب أحادي الجانب.
وحسب الباحث خالد أبو علي، فإن «ترسلة» تلة فلسطينية تقع إلى الجنوب من مدينة جنين على الطريق الرئيس الواصل بين محافظتي جنين ونابلس بالقرب من بلدة جبع، وبلغت مساحتها ما يقارب 60 دونماً، وتأسست قبل العام 1967 كمعسكر للجيش الأردني، واستخدمت مقراً لقائد لواء جنين في الجيش الأردني واسمه عواد الخالدي، وتحولت إلى مستوطنة إسرائيلية دائمة في العام 1978، ومن المعتقد أن سبب تسمية (ترسلة) جاءت من ترس الله وذكر الكثيرون أنها كانت محمية بناها جيش صلاح الدين الأيوبي وأطلق عليها هذا الاسم».
وكتب محمد بلاص يقول : خلال تجوالك في «ترسلة» المخلاة، سرعان ما تأخذك عيناك إلى مبنى قديم ضخم تم تدمير وتخريب أجزاء منه، وما زال يعرف بالمقاطعة، إلى جانب آثار مسجد قديم تم تدمير أجزاء من مئذنته وبعض جدرانه، وحوله المستوطنون إلى كنيس يهودي قبل إخلاء المستوطنة التي كانت توجد فيها صالة أفراح وناد ليلي، وسكنها مستوطنون متدينون من مستوطنات الخليل و»يتسهار».
ويتربع موقع «ترسلة» على تلة تاريخية استراتيجية تشرف على مجموعة من التجمعات السكانية جنوب جنين مثل جبع وصانور وتشرف على الشارع الرئيس الذي يربط نابلس بجنين، شهدت هذه التلة أحداثا تاريخية مهمة في العهد الإسلامي الأول مرورا بمرحلة الصليبيين.
وأنشأ الانتداب البريطاني، معسكرا لقواته ومركزا للتوقيف العام 1945 في ذلك الموقع، وبعد انسحابه أقام الجيش الأردني مركزا له في المكان وبنى مسجدا ما زالت آثاره قائمة، حتى استولت عليه قوات الاحتلال في العام 1978، وحولته إلى معسكر لجنودها، وأقامت مستوطنة صغيرة في المكان، حتى أخلتها في العام ????، وما زالت المنطقة التي كانت تتربع عليها هذه المستوطنة مهجورة من السكان ولم تشهد تنفيذ أي مشروع فلسطيني بسبب سيطرة إسرائيل عليها.
وأكد أهالي التجمعات السكانية المجاورة من هذا الموقع، أن المنطقة التي يقع عليها ذات أهمية استراتيجية كبيرة إذ يمر من خلالها الطريق الرابط بين محافظتي نابلس وجنين، إضافة إلى أهميتها الزراعية حيث حقول الزيتون والسهول المحيطة بها، وحاول السلطة الوطنية تولي المسؤولية عن هذه المنطقة لإنشاء مشاريع فيها تعود بالفائدة على المواطنين، إلا أن تلك المحولات لم تنجح في ظل تصنيف تلك المنطقة على أنها منطقة «ج».
ويطالب الأهالي بتأهيل ذلك الموقع الممتد على أرض تزيد مساحتها على 15 دونماً أقيمت عليها أكثر من 40 غرفة وساحات وممرات وغيرها، في وضع يؤهلها لأن تكون منتجعا سياحيا وفندقا ومتنزها، إلا أن الإهمال والخراب يخيمان على المكان وأصبحا سيدا الموقف.
وعلى مدار السنوات السابقة أصبحت مستوطنة «ترسلة» المخلاة، مزاراً للفلسطينيين الذين يسكنون بالقرب منها، ليقضوا فيها أوقاتهم للتنزه بشكل فردي غير منظم، فيما تحاول مجموعات من المستوطنين العودة عليها.
ووفق المراجع التاريخية، فإن اسم «ترسلة» مقتبس من الكلمة الكنعانية «ترسلة» وتعني «ترس الله»، وتدل على القوة والمنعة، وهو لا يمثل قيمته الجمالية فقط، إنما بما يحتويه من تاريخ يمتد إلى فترة الحروب الصليبية، حيث صد صلاح الدين الأيوبي الصليبيين في حملتهم الثالثة على فلسطين، عندما كانوا متجهين بقيادة ريتشارد قلب الأسد إلى القدس من بلاد الشام في العام 1187، وفق الباحث التاريخي راضي فشافشة.
وأكد فشافشة أن هذا الموقع شهد العديد من المعارك المتفرقة في زمن الانتداب البريطاني بين الثوار الفلسطينيين والإنكليز في الفترة الواقعة بين 1936 ولغاية 1939، وأنشأت القوات البريطانية مركزا عسكريا استخدمته كسجن، وبعد انسحابها تسلمته السلطات الأردنية التي أضافت عليه مسجدا.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال استخدمت هذا الموقع كمعسكر لتدريب جنودها، ووضعت بيوتاً جاهزة في المكان، وسكن فيه عشرة فنانين إسرائيليين وعائلاتهم بحراسة من جيش الاحتلال، وأصبحت تسميتها «قرية الفنانين»، إلى أن جرى الانسحاب منها وإخلاؤها من البيوت الجاهزة في أيلول العام 2005.
وأكدت وزارة السياحة والآثار أن موقع «ترسلة» يحتل مكانة مهمة، ويمتلك كافة المقومات لتأهيله كمركز جذب سياحي في منطقة تفتقد إلى مثل هذه الأماكن، ويثري السياحة الداخلية في جنين.