عندما وصل المغفور له بأذن الله الملك عبد الله الاول عمان قادما من معان في عام 1921، قال لجموع مستقبليه "اعلموا ان ما جاء بي الا حميتي و ما تحمله والدي من العبء الثقيل، فانا ادرك ان الواجب علي ، و لو كان لي سبعون نفسا لبذلتها في سبيل الامة ، و ما عددت نفسي فعلت شيئا ، كونوا على ثقة باننا نبذل النفوس و الاموال في سبيل الوطن". و قد اوفى رحمه الله ، اذ بذل روحه في القدس الشريف بعد ان اسس دولة فتية نضرة جامعة لكل العرب و حاملة لراية الثورة و وفية لمبادئها.
و قد احتفلنا في 2016 بمئوية الثورة العربية الكبرى المجيدة و التي اشعلت شرارة الاستقلال و كونت نواة الجيش العربي و ارست قيم النهضة و الحرية. و في العام القادم الذكرى المئوية الاولى لتأسيس دولتنا الحديثة ، فما الذي نعده لها و ما الذي يليق بهذه المناسبة المميزة جدا و كيف سنعبر عن انفسنا فيها ؟
الاردن اكثر من دولة و شعب و تاريخ و حضارة . الاردن رسالة و نموذج فريد للتسامح و التعايش و السلام و الامل في منطقة اصبحت تعرف بعكس كل ذلك ، فكيف نبلور رسالتنا للعالم و ما هي معالم رؤيتنا للمستقبل ؟
هلا جعلنا من عام 2021 اكثر من مجرد احتفالية بل نحولها الى عام من الاستذكار و التدارس و التعلم و الابتكار من اجل المستقبل ؟ انها فرصة ذهبية لجمع الشباب تحت راية هذه الرؤية العظيمة لبناء مرتكزات النهضة الشاملة المستقبلية . فهل نكرس عام 2021 لاطلاق مشروع نهضوي بحجم الاردن للخمسين عاما القادمة ؟ حري بنا ان نشكل مجموعة عمل استراتيجية للتخطيط لهذا العمل الوطني الكبير.
الاردن رسالة في وطن . فليكن حجم طموحنا اكبر و الهامنا اعمق . حفظ الله الادن قيادة و شعبا و رسالة.