في وقت تسابق فيه حكومات العالم الزمن لاستشراف المستقبل و الاستعداد له بالتكنولوجيا و الارقام و الخدمات نت الكفؤة ، يأتي وباء كورونا ليقلب الامور رأسا على عقب و يضع جميع الحكومات و قياداتها حول العالم على المحك . صحيح ان الوباء يصيب الافراد ، و لكنه بالفعل يشكل خطرا حقيقيا اكبر على الحكومات ، اذ انه يختبرها في الصميم و بشكل مباشر و شفاف امام شعوبها. و بما ان العلم لا زال يحاول التعامل مع المرض و جوانبه غير المعروفة ، فالمسؤولية تقع على الحكومات لتأخذ قرارت حرجة و لكنها غير مبنية على ادلة و يكون معظمها احترازيا اكثر منها قطعيا . فقد تراوحت قرارت الحكومات ما بين ايقاف الرحلات الجوية او تسييرها بحذر، الغاء الفعاليات او تقييدها ، تعليق الدارسة او تركها لقرارات لامركزية ، الحجر الصحي ثم التراجع عنه في بعض الحالات. و قد اتضح الارتباك في القرارات الناتج عن حالة عدم اليقين و التطوارت السريعة التي تتدحرج ككرة الثلج. و يبدو انه في معطم الحالات حول العالم قوبلت قرارات الحكومات بعدم الرضى الشعبي و اثارات الانتقادات المتعددة. فهناك ضغط كبير على السلطات كافة لاتخاذ اجراءات حاسمة في ظل حالة عدم الاستقرار و غياب المعلومة الكاملة و الصحيحة. و مما زاد الامر تعقيدا ان اي قرار تتخذه الحكومة له ارتدادات مباشرة على الاقتصاد كما هو واضح من خسائر الاسواق المالية و هبوط الحركة التجارية. الازمات المعقدة تجعل الحكومات تفقد زمام المبادرة الى حد ما و تلزمها برد الفعل . ازمات المستقبل كالاوبئة و الهجمات الالكترونية و الكوارث الاقتصادية تزداد تعقيدا مع سرعة المواصلات و الاتصالات و زيادة توقعات الناس و تغير انماط حياتهم مع اجيال الالفية. كل ذلك يضع الحكومات في مواقف صعبة تفاجأها و تختبر مرونتها و عمق استعدادها وقدرتها على الاستجابة و التكيف. الازمة الحالية ما هي الا تمرين عملي لحكومات المستقبل القريب. الادارة الحكومية هي محرك التنمية الحقيقية و عليها ان تعيد اختراع نفسها و بسرعة فاساليب و ثقافة الماضي لن تجدي نفعا بعد اليوم . تحولنا و بسرعة هائلة من حالات المعرفة و الوضوح ، الى الشك و الغموض ، و القادم اصعب. حمى الله الاردن وطناً وملكاً وشعباً من كل مكروه.
اللواء (م) عبد اللطيف العواملة يكتب : كورونا يتحدى الحكومات!
في وقت تسابق فيه حكومات العالم الزمن لاستشراف المستقبل و الاستعداد له بالتكنولوجيا و الارقام و الخدمات نت الكفؤة ، يأتي وباء كورونا ليقلب الامور رأسا على عقب و يضع جميع الحكومات و قياداتها حول العالم على المحك . صحيح ان الوباء يصيب الافراد ، و لكنه بالفعل يشكل خطرا حقيقيا اكبر على الحكومات ، اذ انه يختبرها في الصميم و بشكل مباشر و شفاف امام شعوبها. و بما ان العلم لا زال يحاول التعامل مع المرض و جوانبه غير المعروفة ، فالمسؤولية تقع على الحكومات لتأخذ قرارت حرجة و لكنها غير مبنية على ادلة و يكون معظمها احترازيا اكثر منها قطعيا . فقد تراوحت قرارت الحكومات ما بين ايقاف الرحلات الجوية او تسييرها بحذر، الغاء الفعاليات او تقييدها ، تعليق الدارسة او تركها لقرارات لامركزية ، الحجر الصحي ثم التراجع عنه في بعض الحالات. و قد اتضح الارتباك في القرارات الناتج عن حالة عدم اليقين و التطوارت السريعة التي تتدحرج ككرة الثلج. و يبدو انه في معطم الحالات حول العالم قوبلت قرارات الحكومات بعدم الرضى الشعبي و اثارات الانتقادات المتعددة. فهناك ضغط كبير على السلطات كافة لاتخاذ اجراءات حاسمة في ظل حالة عدم الاستقرار و غياب المعلومة الكاملة و الصحيحة. و مما زاد الامر تعقيدا ان اي قرار تتخذه الحكومة له ارتدادات مباشرة على الاقتصاد كما هو واضح من خسائر الاسواق المالية و هبوط الحركة التجارية. الازمات المعقدة تجعل الحكومات تفقد زمام المبادرة الى حد ما و تلزمها برد الفعل . ازمات المستقبل كالاوبئة و الهجمات الالكترونية و الكوارث الاقتصادية تزداد تعقيدا مع سرعة المواصلات و الاتصالات و زيادة توقعات الناس و تغير انماط حياتهم مع اجيال الالفية. كل ذلك يضع الحكومات في مواقف صعبة تفاجأها و تختبر مرونتها و عمق استعدادها وقدرتها على الاستجابة و التكيف. الازمة الحالية ما هي الا تمرين عملي لحكومات المستقبل القريب. الادارة الحكومية هي محرك التنمية الحقيقية و عليها ان تعيد اختراع نفسها و بسرعة فاساليب و ثقافة الماضي لن تجدي نفعا بعد اليوم . تحولنا و بسرعة هائلة من حالات المعرفة و الوضوح ، الى الشك و الغموض ، و القادم اصعب. حمى الله الاردن وطناً وملكاً وشعباً من كل مكروه.