القلعة نيوز :كتب فــــؤاد دبــــور
يعتبر الأمن القومي لأي دولة ركنا أساسيا وهاما في بقائها وهو يشمل الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بما يعني امتلاك الدولة القدرات والإمكانيات العسكرية وقرارها السياسي المستقل وامتلاكها القدرة الاقتصادية والمادية الكافية وبما يمكنها من الدفاع عن أمنها الوطني والقومي وعن مصالحها وحقوقها وأرضها وسيادتها. وعندما نؤكد على أن القطر العربي السوري يشكل المرتكز والقاعدة الصلبة للأمن القومي العربي اولا، ولأمن العالم ثانيا، إنما نستند إلى ما هو قائم من خلال البنى والمواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات المتوترة أن لم نقل علاقات الصراع التي تقودها دول غربية ضد دول أخرى وبخاصة الدولة العربية السورية. بما يعني عدم امتلاك الأمة القدرة على الدفع بالعدو الخارجي الذي يستهدف فرض إرادته على الأمة ومقدراتها والإبقاء عليها مجزئة وفقدانها القدرة أيضا على تهيئة الظروف للنهوض والتقدم وتحقيق طموحات أبناء الأمة في التحرر والحرية والوحدة والسيادة والاستقلال والعيش الكريم. مثلما اصبح الصراع القائم في سورية وعليها صراعا عالميا بين العديد من الدول الاقليمية والعالمية بعامة وبين القطبيين الروسي والامريكي بشكل خاص. يتم ذلك في ظل العدوان والتهديد الدائم لاستقلال العديد من أقطار الوطن العربي وسلامة أراضيها وهذا ما هو ماثل في المشهد العربي اليوم حيث تواجه العديد من أقطار الوطن العدوان الخارجي وأدواته في الداخل من الإرهابيين والقوى المرتبطة بالعدو الذي يستهدف امن الأمة العربية وحتى تحافظ الأمة العربية على أمنها فلا بد من أن تدرك أقطارها كافة التهديدات والتحديات التي تواجهها وتحديد مصادر هذه التهديدات كخطوة أساسية نحو صياغة استراتيجية أمنية قومية. لكن ومن المؤسف والمؤلم أن نقول بأن احد الخصوم الأساسية في استهداف امن الأمة ما يجري من عدوان على سورية العربية تسهم فيه إلى جانب أعداء الأمة أنظمة عربية معروفة للجميع. ويأتي استهداف سورية كونها دولة عربية مقاومة ومواجهة للمشاريع العدوانية ونظرا لموقعها الجغرافي الهام في المنطقة والعالم وكذلك امتلاكها ثروة كبيرة من الغاز الطبيعي العنصر الاساسي في الاقتصاد والصناعة العالمية. ونظرا ايضا لان سورية العربية تقاوم المشاريع والمخططات الهادفة الى تحقيق امن الكيان الصهيوني الغاصب وعلى حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني وحقوق العرب في أرضهم وثرواتهم وسيادتهم على هذه الأرض، حيث تهدف القوى المعادية لإزاحة العقبة المتمثلة بالدولة السورية عن الطريق وصولا لتحقيق المشاريع والمخططات الموضوعة لإضعاف الأمة العربية والنيل من أمنها وسيادتها واستقلالها، وعليه فإن سورية ، وهي تصمد وتدافع وتدفع الثمن الباهظ بشريا وماديا واقتصاديا وسياسيا وما يلحق بها من دمار وخراب وبأيدي إرهابية عربية وغير عربية مدعومة من أنظمة عربية وأخرى في الإقليم مثل تركيا ودول استعمارية كبرى امريكا، فرنسا بريطانيا، إنما تدفع هذه الأثمان دفاعا عن أمنها الوطني وامن الأمة العربية، بما يعني أن صمود سورية ومواجهتها للعدوان الكوني منذ الخامس عشر من آذار لعام 2011 وكذلك الحصار ومنذ عقود والذي يشهد هذه الأيام الحصار الظالم والعقوبات الوحشية تحت مسمى "قانون قيصر" هذه العقوبات التي تطال أي جهة دولة كانت ام شركة تتعاون مع الدولة السورية سواء في التجارة ام الاعمار ام غير ذلك. ومواجهة هذا العدوان العقابي الذي جاء بسبب فشل العدوان العسكري يتطلب دعم صمود سورية للحفاظ على ما تبقى من امن هذه الأمة المستباح ليس من الأعداء فقط بل ومن عرب اللسان الذين يفتقدون إلى أدنى الروابط مع الأمة العربية حيث أنهم يمارسون كل أنواع الوسائل لهدم وتحطيم الركيزة الأساسية للأمن القومي العربي ممثلة بالدولة العربية السورية التي اصبحت فعليا مرتكزا لأمن العالم عبر ما تشهده الدول الصديقة المساندة لسورية العربية، روسيا الاتحادية وجمهورية ايران الاسلامية والمقاومة الاسلامية والعربية من تهديدات وعقوبات أمريكية وغربية. ولا ننحاز ولا نتجاوز الحقيقة عندما نقول بأن محاولة إسقاط الدولة السورية إنما يعني تحقيق أهداف العدو الأمريكي – الصهيوني والدول الاستعمارية بتحقيق مشاريعهم الهادفة إلى إسقاط الأمة والهيمنة على مساحاتها الجغرافية وثرواتها النفطية بشكل خاص، وكذلك اسقاط المشروع المقاوم للهيمنة الاستعمارية الامريكية منها والغربية، وكذلك احلام اردوغان الوهمية المستندة الى تحقيق اطماعه لان يصبح سلطان العصر والزمان. نعود لنؤكد أن الدفاع عن أمن سورية إنما هو دفاع عن الأمة العربية وسيادتها واستقلالها وبناء المشروع القومي العربي النهوضي. لنؤكد على ان مواجهة العقوبات والارهاب في سورية والقضاء عليه يخدم الامن الدولي، ذلك لان العصابات الارهابية التي تسفك الدماء وتنزل الخراب والدمار في القطر العربي السوري تستهدف ايضا العديد من دول المنطقة والعالم ولنا شواهد كثيرة من ابرزها ما اصاب فرنسا وروسيا وبلجيكا وبريطانيا واسبانيا والمانيا ودول اخرى في هذا العالم. نؤكد على ان العديد من دول العالم سوف تتأثر من الحرب العدوانية المتمثلة بعقوبات قانون "قيصر" اقتصاديا وامنياً. وهذا ما يجب ان تدركه قوى الشر التي تشن الحرب العدوانية العسكرية والاقتصادية والحصار على سورية الصامدة والتي ستخرج منتصرة من العدوان بكل اشكاله.
الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي