شريط الأخبار
وزير الثقافة خدم بالتجنيد الإجباري الرواشدة يرعى افتتاح فعاليات مهرجان بني معروف في الزرقاء رغم زيارة رئيس الوزراء لها ..مدرسة جرف الدراويش مكانك سر والاهالي يرفضون دوام أبنائهم و يطالبون وزير التربية التدخل..فيديو وصور القلعة نيوز تعزي بوفاة شقيق النائب محمد المراعية مساعد رئيس مجلس النواب العماوي: استرداد مشاريع قوانين دستورية تستلزم التوافق والمشاركة مع القطاع الخاص عميد كلية عجلون الجامعية يلتقي أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية لتهنئتهم بنجاح أبنائهم في الثانوية العامة ويؤكد الموقف الوطني الثابت للجامعة بحث التعاون بين مؤسسة نهر الأردن واتحاد الجمعيات الخيرية 4.9 مليون حركة رقمية عبر تطبيق "سند" خلال شهر 3 مباريات بدوري المحترفين لكرة القدم غدا المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة7 يواصل تقديم خدماته للأهل في القطاع التسعيرة الثانية .. انخفاض كبير على أسعار الذهب في الأردن إدارة الفيصلي تعين الصربي دينيس كوريتش خلفًا لأبو عابد دينيس مديرًا فنيًا للنادي الفيصلي الأردن يواصل إرسال المساعدات إلى غزة عبر إنزالات جوية جديدة "خارجية الأعيان" تدعو لتحرك دولي لوقف الحرب على غزة القوات المسلحة تتولى تنفيذ برنامج خدمة العلم مطلع شباط 2026 "الاتصال الحكومي" تستقبل وفدًا من وكالات الأنباء الخليجية مخططات استيطانية تهدد آلاف الفلسطينيين في القدس والخليل أكاديميون: الأردن وفلسطين حصن صامد أمام أوهام "إسرائيل الكبرى" رئيس مجلس الأعيان يلتقي السفير القطري لدى المملكة

د.سمير ايوب :فضفضة في منام – سؤال يبحث عن بوح عشوائيات في الحب

د.سمير ايوب :فضفضة في منام – سؤال يبحث عن بوح  عشوائيات في الحب
القلعة نيوز - د. سمير محمد ايوب
فضفضة في منام – سؤال يبحث عن بوح عشوائيات في الحب لسنينٍ كثيرةٍ مضَتْ وما تزال ، منْ عادتي في أواخر الليل ، أن أُنصِتَ لشيءٍ منْ تراتيل المُقرئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد .
في تواليَ ليلةٍ فائتة من ليالي آذار الهدَّار ، قارسة البردِ غزيرة المطر ، رعدها مُتقطّعٌ ووميض برقها يخطف الأبصار ، رنّ جوّاليَ بإصرارٍ .
كنتُ لحظتها مُنتشيا مُنتصتا مُتبصرا في المضامين الرّبانية البديعة في قصار السور .
أخفضتُ صوتَ المُسَجِّل بجانبي دون أن أغْلِقَه . أمسكتُ بالهاتف مُبادرا بالتّحية .
ما أنْ ردَّت تَحيتي ، عرفتُها . فقد كانت لسنواتٍ طوال ، صديقةً لزوجتي وزميلةً لها في مهنة التربية والتعليم في الشارقة .
لم أسمع منها منذ أن توفيت زوجتي يرحمها الله .
ما أنْ أذِنتُ لها في أن تستعيرَ شيئا منْ وقتي للفضفضة ، قالت بقلق بيِّنٍ : يا شيخنا ، إسمح لي ان أسألك ، إن كان الحنين قد أيقظك من نومك ذات ليلة ، وليس منْ حولِك سوى الفراغ والفراق والشوق ، كما هو حاليَ الآن ؟
ماذا اعتراكَ لحظَتها ؟ هل استيقظتَ مذعورا مفزوعا ؟ هل استسلمت لأنينك ، ودخلتَ في نوبةِ وجعٍ أو رعدَ بُكاء ؟ قلتُ مُتوجّسا : نعم ، بلْ وكثيرا ولله الحمد . فأنا مِمن يحبون إطَآلة آلنَظَرِ في الحنين .
أسرح معه كَي آرى نهايتَهُ ، إبتسامة أمْ تنهيدة . ولكنْ لِمَ تسألينَ يا دكتورة ؟!
قالت بصوت يكاد يخنقه حزن موجوع : ما أن انتهى العزاء بالمرحوم زوجي ، ومنْ جاءَ رجَع .
إفْتَقدتُه .
إنه هناك ووحدي هنا .
أخذوا قليله . أخذوا قامته ، عينيه ، شعره ومبسمه . وهنا باقٍ كثيرُه . منذ أن رحل قبل أكثر من عامين ، إنكفأ بعضي على ما تبقى من بعضي ، مُزاحما ما يُدَثّرُني مِنْ كثيره . قلت مُواسِيا : مــا أصـعــب أن يُـصـبـح المرءُ تــائـهـا ، بـيـن حــلــمٍ لمْ يـَـكـتـمـل ، وواقــعٍ ما عادَ يـُـحـتَـمَـل يا سيدتي . قالت وبنفس الوتيرة من الحزن الموجوع : كلما سألني الناس عنه ، أفتقد من يربّتُ بيده على قلبي .
أحتار فيمن آخذ معي ، وأيدي كلُّ مَنْ حوليَ مشغولةٌ ؟!
شوقي للشريك ، طال واستطال في كل دهاليز حياتي .
أوليسَ منَ المُعيبِ أو المُحزنِ أنْ أشتاقَ لشريكٍ لهذه الدرجة ، ولا أجِدُه الاّ في صديقٍ يَصغرُني بعدّةِ سنين ؟!
قلت مُطمئنا لقلقٍ وحيرةٍ بانَتا في صوتِها المُتوجّس : نعم للاشتياق لذة ، لكن إن زاد عن حدّه وتمادى ، وضاق اتساع الصبر ، فهو عذاب صارخ وإن صمت . تتحول كل الأماكن الجميلة في دواماته ، أسباباً لا تدعو إلاّ للحزن المُمِضّ.
قالت بلهفة متعجلة : يا شيخنا ، بربِّ كلِّ الناس ، وأنت تعلم حجمَ الألم الذي يُعشعش في أعماقي الآن ، ألا تشتعلُ حِقدا على أرملةٍ شابَّةٍ تجاوزت الستين من عمرها ، تتعامل بلطفٍ أنيق نبيل ، مع من يصغرها بعشرٍ من السنين ، يحبها ويكافؤها في كل ما عدا عد السنين والايام ؟!
وقد حسبتها على ضفاف نوبة من البكاء ، سارعت للقول مقاطعا: بل يَعني أنها ناضجة بما يَكفي لتحتمل تبعات الابتسام .
وفي هذه اللحظة ، سمعت عبد الباسط يرتل بكل ما في صوته من عذوبة : ( والضحى ، والليل اذا سجى ، ما ودعك ربك وما قلى ، وللاخرة خير لك من الاولى ، ....) ، ما أن وصل في الترتيل إلى ولسوف يعطيك ربك فترضى ، إلا وكنت قد تذكرت أمي يرحمها الله ، فقد كانت قبل عشرات السنين ، قد أرضعتني رضاً عزَّ مثيله ، حتى إرتويت .
فغفوتُ وسكينةٌ تغمرني من رأسي حتى قدمي . ما استيقظتُ منها إلا على مؤذن الفجر يُنادي . أفقتُ ودمعيَ مُبَلِّلا مِخدتي . واصلتُ البكاءَ حتى شهقت وأنا وحديَ في السرير ، كخروفٍ أضاعَ قطيعَه . فناجيتُ ربّي قائلا : يا عالِمَ الأسرار علمَ اليقين ، يا كاشفَ الضُّرِّ عنِ البائسين ، يا قابِلَ الأعذارِ : عُدْنا إلى ظلِّكَ . فاقْبَلْ توبةَ التاَّئِبين .