القلعة نيوز : في القلب موقعها، اما على الارض فتفترش مساحة 16,504 دونمات تقع على مساحة 22 كيلومترا شمال غرب مدينة القدس المحتلة، ونحو 15 كيلومترا غربي رام الله وعلى بعد قرابة الكليو مترين من خط الهدنة، تلك هي قبية التي اعتقدوا بأنهم اسكتوها عندما اغتالوا الامن والبراءة في عيون اطفالها وقتلوا من طالوه منهم، وذبحوا النساء والشيوخ والرجال وهدموا بيوتهم قبل نحو 67 عاما اعتقاداً منهم ان الحق يمكن ان تخرسه الدماء والجرائم واعتقاداً منهم ان جرائمهم يمكن ان تسقط بالتقادم.
ولكن الاطفال الذين روعوهم كبروا وشبوا عن طوق الخوف، وقبية التي اعتقدوا بأنهم اسكتوها رعباً وتقتيلاً نهضت من جديد فقدمت الشهيد تلو الشهيد، ولا بد انهم يذكرون حسين مصطفى الخطيب، واحمد يعقوب العرجة، ومحمد سمير محمد صالحة الحلحولي والشيخ سليمان مصطفى حسن وغيرهم، فقد هبت قبية تشارك في تأجيج الانتفاضة وفي مسيرة التحرير برجالها ونسائها ولا بد انهم ما زالوا يذكرون ابن قبية الوفي راتب زيدان وغيره عشرات الشباب والشابات الذين اعتقلتهم سلطات الاحتلال بتهمة الذود عن شرفهم وشرف امتهم العربية، واليوم تمر الذكرى الـ 67 على مذبحة قبية التي نفذها وقاد ادواتها الارهابي الصهوني شارون بنفسه، ليلة 14-15/10/1953 وكان تعداد سكان المدينة آنذاك حوالي الفي نسمة او يزيدون قليلا وكانت عصابات الصهاينة آنذاك تواصل تصعيد اعتداءاتها ضد المدن والقرى العربية على جانبي خطوط الهدنة التي وقعت اتفاقاتها مع الدول العربية المجاورة.
وكان الهدف من تصعيد الاعمال الارهابية هو فرض الصلح والاستسلام على العرب بالشروط الصهيونية وتشكيل حزام مفرغ من السكان العرب على امتداد الشريط الحدودي الذي يطلقون عليه الآن اسم الخط الاخضر، وكانت مذبحة قبية التي نفذتها وحدات الجيش الاسرائيلي بقيادة الارهابي شارون هي احدى الخطط المعدة سلفاً لتحقيق هذه الاهداف.
احداث المذبحة
في تلك الليلة بدأت قوة عسكرية صهيونية تقدر بنحو 600 عنصر بالتحرك لتنفيذ المذبحة في قرية قبية الساعة الثامنة والنصف من مساء ليلة 14 تشرين الاول 1953، وقامت هذه القوة بتطويق القرية وعزلها عن سائر القرى العربية الاخرى، ثم بدأت بتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها ثم توجهت قوات اخرى الى القرى العربية المجاورة مثل (شقبا وبدرس ونعلين) لمشاغلتها ومنع تحرك اي نجدة الى قبية كما زرعت الالغام على مختلف الطرق لعزل القرية تماماً ثم دخلت القوات الصهيونية وهي تطلق النار في كل اتجاه واخذت تهاجم السكان العزل وتقتلهم وتنسف بيوتهم واستمرت هذه الاعمال حتى الساعة الرابعة من صباح 15/10/1953.
الخسائر
وقد اسفر العدوان الصهيوني الغاشم عن استشهاد 72 مواطناً من اهالي البلدة رجالا واطفالا ونساء، وهدم 56 منزلاً وتدمير مسجد القرية ومدرستها وحاووز المياه الذي يزودها بمياه الشرب. وكان الشهيد مصطفى محمود حسان هو أول من سقط شهيداً في القرية برصاص الارهاب الغاشم وأباد الارهابيون عائلة بأكملها هي عائلة عبدالمنعم قادوس البالغ عددهم 12 فرداً كما استشهد موسى ابوزيد واربعة من افراد اسرته، وزوجة محمود ابراهيم واطفالها الثلاثة واربعة من اطفال محمد المسلوت، وزوجة محمد صالح وطفله وابن شقيقه وغيرهم كثيرون. وقد أكد التقرير الدولي الذي قدمه الجنرال فان بينكيه، كبير المراقبين الدوليين في حينه في اجتماع مجلس الامن يوم 27/10/1953، اكد ان الهجوم الاسرائيلي كان نظامياً ومبيتاً، وان لا صحة للمزاعم الاسرائيلية القائلة بأن سكان مستعمرة طيرة (يهودا) وهي المستعمرة التي اقيمت على انقاض قرية العباسية العربية هم الذين قاموا بالهجوم انتقاماً لمقتل اثنين من سكان المستعمرة قبل ذلك بيومين اي في 11/10/1953، لقد كانت مذبحة مخططة ومتعمدة كواحدة من عشرات المذابح التي ارتكبتها سلطات الاحتلال ضد شعبنا.. فهل نسيناها جميعها؟؟ وهل نسيتم مذبحة قبية؟!.