شريط الأخبار
الاتحاد الآسيوي يكشف مواعيد وملاعب كأس آسيا "السعودية 2027" الكهرباء العراقية تعتزم التعاقد على 100 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز إعلام: محكوم عليهما بالإعدام يرفضان تخفيف بايدن لحكمهما إلى السجن مدى الحياة توتنهام يزف خبرا سارا لجماهيره عشية مواجهة ليفربول تباين مؤشرات الأسهم العالمية بعد صعود "وول ستريت" بقيادة "إنفيديا" الصين.. ارتفاع عدد قتلى زلزال التبت إلى 126 شخصا بعد عام من الغياب.. ألابا يعود إلى قائمة ريال مدريد في السوبر الإسباني سفيرة فلسطين تقدم أوراق اعتمادها لدى دوقية لوكسمبورغ الكبرى النائب الظهراوي لحسان: "بتعرف دولة الرئيس إنه مافي مكان ندفن فيه" الأمير فراس يشكر المعزين بوفاة والدته لا إجراءات إضافية بالأردن بشأن الفيروس الصيني الولايات المتحدة تقلص عدد معتقلي غوانتانامو إلى 15 بعد إرسال 11 يمنيا إلى عُمان بنك استثماري عالمي يغير توقعاته لأسعار الذهب في 2025 بشكل مفاجئ رادوفيتش مدربا لفريق الرمثا طقس بارد نسبياً يستمر حتى الجمعة الزعيم كيم يشيد بصاروخه المدمر الجديد: قادر على ردع الخصوم ارتفاع كبير على أسعار الذهب بالتسعيرة اليومية في الاردن عدوية ومارادونا.. ماذا قال أسطورة الأرجنتين عن الشبه بينهما؟ 3 شهداء بالضفة الغربية واشتباكات مع قوات الاحتلال الصهيوني بمخيم الفارعة الشتاء وحساسية العين.. إليك طرق علاج سهلة لهذه المشكلة

حزب الله يقود " امل " والتيار العوني " ولبنان الى الكارثة

حزب الله يقود  امل  والتيار العوني  ولبنان  الى الكارثة

حركة أمل" والتيار العوني " هما جزء من منظومة سلطة "حزب الله”، يخوضان بمواجهة بعضهما بعضاً معارك ضارية على معظم الجبهات، لكنها معارك مضبوطة بالسقف الذي حدده لهما "حزب الله".


بيروت - القلعة نيوز - كتب حازم الأمين *

يأخذنا الخلاف المرير، والبذيء أحياناً، بين "حركة أمل” والتيار العوني، والذي يرعاه "حزب الله”، إلى المرحلة التي كان يرعى فيها النظام السوري خلافات جماعاته اللبنانية، فيزكيها من جهة ويمنع انفجارها من جهة أخرى. وهو بذلك كان يؤمن لنفسه موقعاً ضرورياً ووحيداً في صياغة المشهد السياسي اللبناني. واليوم يؤدي "حزب الله” المهمة ذاتها، فهو إذ يستتبع طرفي النزاع بين "حليفيه”، ما زال قادراً على عدم تحويل الاشتباك بينهما إلى حصيلة سياسية يمكن البناء عليها.


فأن يقول جبران باسيل إن نبيه بري بلطجي، فهذه عبارة منزوعة من أي سياق سياسي. هي شتيمة عادية على بري أن يقبلها، وعلى جبران أن يعود عنها. هي شتيمة لا ترتب انشقاقاً على رغم بذاءتها وانطوائها على كراهية هائلة بين الرجلين.


الأمر نفسه يتكرر حين تسمي جيوش "أمل” الإلكترونية ميشال عون الـ”برغوت”، فهذه عبارة على رئيس الجمهورية تفادي سماعها من حلفائه، وبالتالي قبولها وابتلاعها.


في الأيام الأخيرة شهدنا اختباراً ميدانياً لهذه المعادلة. غزت "حركة أمل” الشيعية بلدة مغدوشة المسيحية. حطمت مزارات دينية واستولت على محطات البنزين في البلدة.


وصف على ضوء ذلك النائب العوني زياد أسود رئيس المجلس النيابي بأقذع الأوصاف، وذهب إلى ما بعد "البلطجة” في استعماله العبارات. هذان الأمران، أي الغزوة والشتيمة، لا تترتب عليهما خطوات سياسية.


"حركة أمل” والتيار العوني هما جزء من منظومة سلطة "حزب الله”، وممنوع عليهما ترجمة الاحتقان بينهما إلى واقع سياسي. ممنوع على التيار العوني أن يخوض معركة رفع الحصانات عن النواب في موضوع التحقيق بانفجار المرفأ، وممنوع على "حركة أمل” الذهاب بخصومتها مع ميشال عون إلى حد الوقوف إلى جانب نجيب ميقاتي في موضوع تشكيل الحكومة.


مسموح لهما، لا بل من المستحب، أن يتقاتلا في مغدوشة، وأن يتبادلا أوصاف "البلطجي” و”البرغوت”، وأن يتواصلا مساء مع مسؤول وحدة الارتباط في "حزب الله” وفيق صفا ليهدئ خواطر الغاضبين، ويعيد التحالف إلى نصابه.


هل تذكرون غازي كنعان، المندوب السامي السوري، حين كان يرعى الخلافات بين رفيق الحريري وسليم الحص، أو بين الأول ونبيه بري؟ الخلاف كان ضرورياً ومطلوباً، لكن ضمن السقف الذي كان يحدده المندوب السامي، وعلى أن يتوجه الطرفان في الصباح إلى الشام، كل إلى مربطه هناك.

لكن هذه الوتيرة من الاحتقانات المضبوطة لها فعل تراكمي، ربما تكون له وظيفة لاحقة. فمثلما تم توظيف تراكم الاحتقانات بين رفيق الحريري وبين خصومه من أتباع النظام السوري في خلق جبهة تتولى استيعاب جريمة قتله، أطلق عليها في حينه "8 آذار”، وهي جبهة ما زال لها أثر إلى يومنا هذا، فمن المرجح أن يكون لتراكم الاحتقان بين "حركة أمل” والتيار العوني، ومن خلفهما قوى أصغر حجماً مثل المردة، وظيفة مستقبلية تتولى استيعاب جريمة موازية أو انقلاب أو انعطافة كبرى تحتاج للتضحية بطرف صار من الضروري إبعاده.


ولهذا التوقع الاستباقي ما يبرره اليوم، فـ”حركة أمل” والتيار العوني يخوضان بمواجهة بعضهما بعضاً معارك ضارية على معظم الجبهات، لكنها معارك مضبوطة بالسقف الذي حدده لهما "حزب الله”. وضبط "حزب الله” هذا الاحتقان يبقى في إطار موقعهما في السلطة، فيما يتم التأسيس لضغينة أفقية موازية لا تعالجها اتصالات وفيق صفا، ولا عبارات الإطراء التي يوزعها أمين عام الحزب في خطبه المتلاحقة. ومن المرجح أن الحزب استفاد من تجربة نفوذ النظام السوري في رعاية الخلافات وفي توظيفها لتعزيز نفوذه.

في موضوع تشكيل الحكومة أمر العرقلة منوط بميشال عون، وفي موضوع المرفأ يتولى نبيه بري شل قدرة القاضي طارق بيطار على مواصلة التحقيق. بري أقرب إلى نجيب ميقاتي في مواجهته مع ميشال عون في موضوع تشكيل الحكومة، وكان قبلها أقرب إلى سعد الحريري، وميشال عون أقرب إلى طارق البيطار في موضوع التحقيق بانفجار المرفأ، لكن ليس لهذا القرب أو البعد أي وظيفة سياسية، ولا تترتب عليه خطوات فعلية. هو قرب ضمني يبلعه الرجلان المستتبعان ولا يذهبان به إلى أكثر من رسمه على ملامح وجهيهما، وهما يقولان ما نقله الجاحظ عن الضفدعة: في فمي ماء!

* موقع "درج" - الكاتب صحافي لبناني