القلعة نيوز- في ظل تزايد التحديات الإنسانية التي يواجهها أبناء قطاع غزة، يظل الأردن ثابتًا على مبادئ الإنسانية والتضامن. واليوم، يذكرنا بداية العدوان على القطاع في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، حيث يواصل الأردن جهوده المستمرة لإغاثة أبناء فلسطين وتقديم الدعم لهم عبر جميع الوسائل، سواء الجوية أو البرية، من خلال مبادرات إنسانية وطبية وإغاثية لا تتوقف.
ومنذ بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع لم يترك الأردن طريقة لإغاثة الإنسان الفلسطيني هناك إلا وفعلها، حيث أسَّس المخابز وأرسل المستشفيات الميدانية شمال وجنوب القطاع، ونقل الغذاء برًا وجوًا، وأنشأ بنوك دم، وأعاد السير لمن فقد أطرافه، ونقل الأطفال المرضى للعلاج في الأردن، وسقى العطاش، وما زال يسلك كل طريق لإغاثة الإنسان هناك.
فخلال عامين كاملين، شعر الغزيون بوقوف الأردن إلى جانبهم في كل لحظة، واقعًا وفعلاً، فراجع 840 ألف شخص المستشفيات الميدانية المتواجدة مع الغزيين على الأرض، وعادت الأطراف المبتورة لـ637 شخصًا عبر عمليات دقيقة وسريعة ونوعية خلال 13 شهرًا من بدء العمل فيها، وأنزلت المساعدات جوًا عبر القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والشركاء، عبر 564 إنزالًا، ووصلت أكثر من 201 قافلة محملة بالمساعدات إليهم، وقدَّم الخبز مجانًا للقطاع عبر 17 مليون رغيف خبز وعلى مدار الساعة، ووجدوا 210 آلاف سكن متنقل بعد أن ضاقت بهم الأرض.
ولم يتوقف الجهد الدبلوماسي الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، حتى وصل إلى اعتراف 159 دولة بحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة، والإسهام في خطة وقف إطلاق النار في القطاع وإنهاء المأساة التي لحقت بالإنسان هناك.
وتشير الأرقام الأردنية الرسمية الصادرة عن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والهيئة الخيرية الهاشمية، والمنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة وخارجه، والتي تتبعتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إلى أن الأردن قام بعدد من الإنزالات الجوية، والتي بلغت منذ بداية أحداث قطاع غزة 564 إنزالًا، منها 164 إنزالًا نفذتها القوات المسلحة الأردنية، و400 إنزال نفذتها الدول الشقيقة والصديقة.
وأنشأ الأردن في القطاع مستشفيين ميدانيين أردنيين، وهما: المستشفى الميداني الأردني/83 في شمال القطاع، وباشر عمله بتاريخ 7 تشرين الأول 2023، وتم نقله إلى جنوب القطاع بتاريخ 22 أيلول 2025، والمستشفى الميداني الأردني في جنوب غزة/7 في جنوب القطاع، وبدأ بتقديم خدماته بتاريخ 20 تشرين الثاني 2023.
وفي هذه المستشفيات وجد الغزيون ملجأ يخفف من عذاباتهم وجراحاتهم التي أثخنتها آلة الحرب، حيث بلغ العدد الإجمالي لمراجعي المستشفيات الميدانية الأردنية في قطاع غزة أكثر من 840 ألف مراجع، منهم 131 ألفًا و997 مراجعًا في المستشفى الميداني الأردني/83 شمال القطاع، وأُجريت فيه 612 عملية كبرى وصغرى.
وفي المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7، بلغ عدد المراجعين 708 آلاف و927 مراجعًا، فيما أُجريت 30 ألفًا و471 عملية كبرى وصغرى.
ولم يترك الأردن مبادرة إلا وحاول إيصالها للمحتاجين في قطاع غزة، وهنا برزت معاناة الغزيين الذين بُترت أطرافهم بسبب الحرب وفقدوا القدرة على المشي، ومنهم من أُقعدته الحرب عن المسير. فجاء الأردن حاملاً مبادرة استعادة الأمل، واستطاع حتى الآن تركيب 637 طرفًا اصطناعيًا علويًا وسفليًا للجرحى منذ انطلاق المبادرة في 17 أيلول 2024. كما أرسلت القوات المسلحة والهيئة الخيرية الهاشمية، قوافل المساعدات واحدة تلو الأخرى، حيث بلغ عدد القوافل التي أُرسلت إلى قطاع غزة 201، وتضمنت 8 آلاف و664 شاحنة محملة بالمساعدات الطبية والغذائية.
وبدأ الأردن بإنشاء جسر جوي إنساني عاجل، حيث نقلت 102 طائرة عمودية نحو 125 طنًا من المساعدات الإنسانية والأدوية العاجلة، بما في ذلك حليب الأطفال. واستقبل الأردن، ضمن مبادرة "الممر الطبي الأردني"، منذ انطلاقها في آذار، 749 شخصًا من قطاع غزة، منهم 220 مريضًا برفقة 529 من أفراد عائلاتهم، على دفعات متعددة، نقلوا براً وجواً.
وقدَّم الأردن المسكن المتنقل، بعد أن فقد الغزيون منازلهم، وأوصل إليهم أكثر من 65 ألف خيمة، و147 ألفًا و338 شادراً، و30 بيتًا متنقلًا مجهزًا بكافة تفاصيل المنزل، ليصل مجموع ما يوفره من مأوى مؤقت يخفف عنهم برد الشتاء وحر الصيف إلى 209 آلاف و692 مأوى مؤقتًا.
وأرسل الأردن، بأمر وتوجيه من جلالة الملك، أول مستشفى من نوعه إلى قطاع غزة، مختص بالمرأة، وتم تجهيزه وإرساله على أربع مراحل، ويعمل على إدارته نحو 100 من الكوادر الطبية والفنية والإدارية، من بينهم 55 من نشميات الخدمات الطبية الملكية. ويشمل المستشفى غرفتين للولادة، وغرفة عمليات، و30 سريرًا للمرضى، وصيدلية، ومختبرًا، وبنك دم.
وفي 24 كانون الأول 2024، وصل إلى القطاع أول مخبز أردني متنقل، وهو الوحيد هناك بطلب من جلالة الملك عبد الله الثاني، ويكمل شهره الحادي عشر، ويعمل دون انقطاع منذ 330 يومًا، وعلى مدار 7 آلاف و920 ساعة، بالتعاون مع منظمة المطبخ المركزي العالمي، وهي منظمة دولية غير حكومية توفر وجبات ومساعدات غذائية للمتضررين من الصراعات والكوارث. وينتج المخبز في الأسبوع نحو 400 ألف رغيف، وخلال 44 أسبوعًا أنتج 17 مليونًا و600 ألف رغيف خبز، كانت الحاجة ماسة إليها، ويعمل المخبز على مدار 19 ساعة يوميًا لضمان تلبية الاحتياجات، رغم الظروف الصعبة وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق.
وفي شمال غزة وجنوبها، أنشأ الأردن مخابزًا تعمل على مدار الساعة، وتقديم الخبز مجانًا للسكان، خاصة للنازحين عن بيوتهم التي دُمرت، حيث جهز المخبز المركزي في مدينة خانيونس، بجوار محطة مياه طبريا، لتوفير الخبز للنازحين في المنطقة، والتي تعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان والنازحين، ويتم إيصال الخبز إلى منطقة المواصي التي تم النزوح إليها بعد التصعيد الأخير. وتبلغ القدرة الإنتاجية لبعض المخابز حوالي 3500 رغيف في الساعة، وأكثر من 75 ألف رغيف يوميًا.
وقد أطلق الأردن مبادرات لدعم أهل قطاع غزة بدأت الأولى في الأول من كانون الثاني 2024، وتضمنت توزيع 10 آلاف وجبة طعام لمدة 100 يوم، تلتها مبادرة ثانية خلال شهر رمضان، لتوزيع 50 ألف وجبة، وبدأت المبادرة الثالثة في 3 أيلول 2024.
وسياسيًا، لم تتوقف جهود الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، من نقل معاناة قطاع غزة والقضية الفلسطينية إلى دوائر صنع القرار في العالم. واستطاعت الدبلوماسية الأردنية أن تخلق رأيًا عامًا أدى إلى اعتراف 159 دولة بالدولة الفلسطينية المستقلة، وأسهمت مع أشقائها العرب والمسلمين والأصدقاء حول العالم في وضع خارطة طريق لوقف الحرب على القطاع ومنع تهجير السكان. وما زالت الجهود مستمرة لإنهاء هذه المأساة المستمرة منذ السابع من تشرين الأول 2023.
-- (بترا)