شريط الأخبار
الصفدي وأبو الغيط يشددان على الموقف الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين رئيس الوزراء يزور مديرية الأمن العام درجات حرارة تحت الصفر في الأردن .. وأقلها -4 في مطار الملكة علياء الاحتلال يزعم ضبط شبكة لتهريب اسلحة من الأردن إلى الضفة مالية الأعيان تشرع بمناقشة تقرير ديوان المحاسبة 2023 رئيس الوزراء يتفقد أسواق المؤسستين الاستهلاكيتين المدنية والعسكرية في رأس العين ومرج الحمام وزير العدل والسفير الإسباني يبحثان التعاون بين البلدين مبعوث كندا الخاص لسوريا يزور الأردن ومصر ولبنان استراتيجية وطنية لرفع معايير الرعاية الصحية في الأردن الأرصاد: حاجة ماسّة لسن تشريع يضبط عملية التنبؤات الجوية وزير التربية يؤكد أهمية بناء شخصية الطالب "الصناعة والتجارة" تدعو لعدم التهافت على الشراء "المغطس" يفوز بجائزة جيست أكتا العالمية للسياحة الأثرية والثقافية لعام 2025 15 مليار دينار حجم مبادلات الأردن والسعودية التجارية خلال 5 سنوات لجنة برئاسة الشديفات لتنظيم فعاليات عمان عاصمة الشباب العربي 2025 (أسماء) مختصون: الأردن يشهد تحولا ملحوظا في مجال الرقمنة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة قرارات مجلس الوزراء طقس شديد البرودة وثلوج خفيفة على المرتفعات كيا تكشف عن التصميم الخارجي لسيارة EV4الجديدة، وتعرض تصميمي السيدان والهاتشباك قبيل انطلاق فعالية "يوم كيا للسيارات الكهربائية"2025

الأب رفعت بدر من المجر: الأردن أنموذج عالمي للعيش المشترك

الأب رفعت بدر من المجر: الأردن أنموذج عالمي للعيش المشترك

القلعة نيوز :

أجرت صحيفة "Magyar Nemzet" أو الدولة المجرية (الهنجارية) الواسعة الانتشار مقابلة مع الأب الدكتور رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن. وفي المقابلة التي أجرتها الصحفية كاثلين ريكا، ونقلها الى العربية طالب الدكتوراة في المجر اسلام عثامنة على هامش مؤتمر دولي في بودابست، حول الإعلام المسيحي، تحدث الأب رفعت عن حالة الوئام الديني في الأردن واصفاً إياها بأنموذج عالمي لصناعة زمن الوحدة والسلام.

وأضاف الأب بدر بأن الحروب في الشرق الأوسط أخرجت ما يقارب مليوني مسيحي من بيوتهم مشيراً بأن هؤلاء تحولوا الى لاجئين لن يتمكنوا من العودة الى بلدانهم نتيجة الخوف الذي تشكل لديهم، وصعوبة إعادة ثقتهم بدولهم. و عبر الأب رفعت بأن "الإرهاب زرع الخوف في قلوب الناس، ليس فقط في الشرق الأوسط بل في كافة انحاء العالم". وأشار الأب بدر بأننا لا يجب ان نفقد الأمل وان نستمر في العمل لتحقيق السلم حتى لو فشلت السياسات.

س:رغم ان الأردن دولة إسلامية إلا أن فيها إحدى أقدم المجموعات المسيحية في العالم، ما هو السر في هذا التعايش السلمي؟

ج:التنوع الديني تواجد دوماً في الأردن، ورغم ان دين الدولة هو الإسلام - ولا نقول اننا دولة إسلامية - إلا أنه لم يحصل يوماً أي اضطهاد بحق المسيحيين. لذلك نجد ان الكنائس والمساجد ظاهرة بشكل واضح في الدولة، وأحيانا في ذات الحي. و للقيادة الأردنية دور في نجاح هذا التلاحم، فحكمة القيادة الأردنية عاملت جميع فئات الشعب بالمساواة، وهكذا أدار الملك عبدالله الثاني دفة البلاد، وقبله والده وقبلهم جده. اذا مُنعت من حريتك الدينية فلن تجد السبيل لخدمة مجتمعك المحلي، وفي حالتنا كان عكس ذلك، فحرية العبادة سمحت للمسيحيين بالمساهمة في بناء مستقبل بلدهم بسلام، للدولة ولمجتمعهم على حد سواء، كما أشير إلى أن الأردن يحمل أهمية دينية نتيجة عماد السيد المسيح على أرضه.

س:ما هو دور المسيحيين في الأردن اليوم؟

ج:يمكن ملاحظة الكثير من حقيقة أن المسيحيين رغم أنهم يمثلون فئة قليلة من فئات المجتمع الأردني الى أنهم يمتلكون ما يقارب الـ30% من الاقتصاد الأردني، البنوك، المصانع، والشركات الكبيرة تدار من قبل المسيحيين، بشكل عام هم يتبؤون مناصب رفيعة، وأيضاً في البرلمان والحكومة. المسيحية لم تكن يوماً على هامش المجتمع الأردني، بل كانت دوماً متعمقة في المجتمع، وجزءاً لا يتجزأ منه. وظيفتنا روحانية بشكل عام، وثانياً تعليمية وتثقيفية، وثالثاً خيرية تعمل على مساعدة المحتاجين والفقراء واللاجئين. نمتلك الكثير من المؤسسات الخيرية وبالأخص الكاريتاس والمدارس والجامعات، والكنائس، وهي مفتوحة للجميع مسلمين ام مسيحيين على حد سواء.

نحن ندير ما يزيد عن 100 مدرسة حيث يمثل المسلمون ما يقارب 70% من تعداد طلبتها، نحن نفخر بذلك، لأننا نخدم المجتمع ونقدم مستوى رفيعا من التعليم. هنغاريا ايضاً تساعد عدداً من طلبتنا الذين يدرسون هنا عن طريق المنحة المقدمة من حكومة المجر لطلبتنا، وبودابست لا تساعد فقط المسيحيين والكنيسة بل احتوت أيضاً عدداً من اللاجئين من الدول المحيطة بنا في الشرق الأوسط. أرغب أن أضيف أمراً مهماً، رغم أن الحكومة الهنغارية تستخدم مصطلح "المسيحيون المضطهدون" للإشارة الى المسيحيين في منطقتنا، الى أن هذا المصطلح غير دقيق لكافة الفئات المسيحية، فبفضل حكمة بعض الدول وقيادتها مثل الأردن فالمسيحيون يعيشون بسلام وأمان من دون أي حقوق منقوصة.

س:تعتبر دولتك "الأردن" احدى أكثر الدول الإسلامية انفتاحاً

ج:نعم صحيح، لا يوجد أي نزاعات دينية في الدولة، و المسيحيون يمارسون طقوسهم وعبادتهم بحرية كاملة، على سبيل المثال، الاحتفال بعيد الميلاد يتم بشكل جماعي، ويعتبر يوم عطلة وطني في الدولة، وزينة الميلاد تظهر في شوارع المملكة بشكل واضح وجميل، وأشجار الميلاد تتواجد في الساحات العامة، شيء جميل جداً التلاقي الذي نعيشه في الأردن.

س:كيف بدأ هذا التعاون في الممارسات والطقوس

ج:الحوار بدأ في القرن الماضي عن طريق عقد المؤتمرات التي تدعم تعايش الأديان بشكل دوري، ولليوم ما زالت الكثير من المؤتمرات تُعقد، وهنالك مبادرات عديدة صدرها الأردن، وأهمها رسالة عمان قبل 15 عاما، وكلها تهدف الى التشاركية في روح الدولة، او أسبوع الوئام العالمي الذي أنشأناه في الأمم المتحدة وتم قبوله عالمياً، كما حصل ملك الأردن عبدالله الثاني على جائزتين في ستة اشهر من واشنطن ومن روما نظراً لجهوده في دعم الوئام والعيش المشترك الديني ونبذ التعصب، الحقيقة ان الأردن لا يرسل رسالته لهنغاريا وأوروبا وحسب، بل إلى العالم كافة، والأردن يعتبر مثالا واقعيا على إمكانية نجاح التآلف الديني في الدولة.

س:الأردن يمتلك اكثر تواجد لاجئين في العالم، كيف استطاع التأقلم مع ذلك؟

ج:ثلث الدولة من اللاجئين، ولا نتحدث هنا عن الفلسطينيين حيث انهم جزء من المجتمع الأردني، واثناء حرب الخليج الأولى أتى العديد من العراقيين الى الأردن كلاجئين، وفي العام 2003 نتيجة ما يسمى "ارساء الديمقراطية الأمريكية" قدم عدد آخر من اللاجئين من العراق، وبعد قيام تنظيم القاعدة بمهاجمة مسيحيي العراق قام العديد منهم بالقدوم عندنا، ثم جاء مسيحيو الموصل، فضلاً عن الأزمة السورية التي صدرت لدينا أكثر من مليون لاجئ سوري يتواجد في الأردن.

س:أوروبا الشرقية تملك نفس المشكلة لكن لم تنجح في التعايش سوياً.

ج:أهم معضلة في أوروبا اليوم هي الاندماج من قبل اللاجئين في المجتمع، الذي يعد امراً صعباً. ولا اعتقد ان هؤلاء اللاجئين سيعودون الى بلدانهم حيث يواجهون لليوم مشاكل ولن يستطيعوا تأمين حياة كريمة لأبنائهم. والثقة انعدمت من قبلهم باتجاه بلدانهم. من يستطيع أن يعدهم بأن كنائسهم ومعابدهم لن تُدمر؟ في الأردن سمعنا قصص من لاجئين عن اضطرارهم مغادرة بيوتهم بين ليلة وضحاها تاركين وراءهم كل شيء، ما قام به الإرهاب ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع هو زرع الخوف في قلوب الناس، هذا ما نراه في المطارات على سبيل المثال، قبل 20 عام كان الوضع مختلفاً ، اما اليوم فالجميع يراقب بعضهم البعض بقلق وخوف، أمامنا مهمة صعبة لإعادة الثقة وإزالة الخوف.