
كتب / المحرر السياسي
لسنا في مجال جلد الذات ، أو اقتناص الأخطاء رغم الوضع الغير استثنائي الذي يمرّ به الأردن والعالم أجمع الذي يواجه اليوم عدوّا مشتركا ، بل هو سلاح فتاك يضاهي أسلحة الدمار الشامل ، ولكن بصمت وهدوء ودون أيّ ضجيج .
ما يقارب الأسبوعين عاشهما الأردنيون ، ولا أحد يعلم نهاية المطاف وإلى اين ستؤول الامور ، في هذه الفترة عشنا مجموعة من التجارب ، لا بأس ، فالوضع استثنائي وجديد على الأردنيين وحكومتهم ولم يعهدوه من قبل ، ولكن يجب أن تتوقف التجارب والتي أثبتت فشل بعضها.
هناك خلية أزمة في الأردن ، نشكر جهودها التي تقوم بها منذ اليوم الأول لمواجهة هذا الوباء ، ولكن علينا الإعتراف بأنّ بعض أعضاء هذه الخلية باتوا عبئا عليها ، ويمكن القول أنهم كالهواة ، أو حديثي العهد سواء بالأزمات الطارئة أو في كلّ ما يتعلق بشؤون الأردنيين .
الوضع اليوم شديد الحذر والحساسية ، والمسألة لم يعد فيها مجاملة لأحد ، فالوطن وأمنه وسلامة أبنائه فوق كل اعتبار ، وبات الحديث ملحّا باتجاه العمل على إعادة تشكيل خلية الأزمة وبمشاركة من قطاعات مختلفة تدرك حجم الأخطار وتستشرف المستقبل بعيون ثاقبة وتمتلك القدرة على الدراسة وتحديد الأخطار وبما يضمن عدم الدخول في تجارب جديدة فاشلة قد تؤدّي بنا الى كوارث لا سمح الله .
المواطن الأردني بات مرتاحا للإعلام الرسمي الذي عادت إليه هيبته بفضل الشفافية والوضوح من قبل بعض الوزراء الذين ينظر إليهم الأردنيون بارتياح بالغ كوزيري الإعلام والصحّة ، في حين فشل بعضهم بصورة كبيرة ، وربما أصبح عبئا على الحكومة وعلينا أيضا نحن الأردنيين الذين بتنا ننظر إلى الأوضاع بحذر بالغ .
المسألة لم يعد فيها مجاملات ، فما يحدث اليوم يحتاج لجهود كبيرة من مختصين وذوي خبرة ليس في الحكومة وحدها ، وإنما من قطاعات مختلفة ، ومن هنا حان الوقت لإعادة تشكيل خلية الأزمة وبما يجعلنا نشعر بالثقة والأمان والإطمئنان .