خيرا فعلت الحكومة بتأسيس صندوق "همة وطن" لدعم المجهود الوطني لمكافحة فيروس كورونا و ذلك لجمع و ادارة التبرعات من الداخل و الخارج. هي ملفات متوازية تلك التي تواجه الازمة. ملفات الازمة المتلازمة هي الصحية و الاقتصادية و الاجتماعية، و جميعها يجب ان تعمل بتناغم من اجل الخروج بسلامة من هذا التهديد غير المسبوق.
فبعد ان واجهت مؤسسات الدولة المرحلة الاولى من الازمة بنجاح كان لا بد من الالتفات بسرعة الى ما يصاحبها من مصاعب اقتصادية و اجتماعية شاملة و عميقة. على سلم الاولويات هي مداخيل الافراد و الاسر، الناتجة عن العمالة اليومية و اصحاب المهن و المشاريع المتوسطة و الصغيرة، و المزارعين، و شركات السياحة و النقل. جميع هذه الفئات و غيرها تعاني و خصوصا ان اجل الازمة غير معلوم مما يزيد في الغموض و يرفع درجة القلق.
المأمول من صندوق "همة وطن" الكثير، و رئيس لجنته والاعضاء لديهم الخبرة و المعرفة الواسعة في الاقتصاد و المجتمع، و يحظون بالاحترام، و قد لبوا نداء الوطن لهذه المهمة الكبيرة. ندعو كل الشركات الكبرى و المقتدرين من داخل و خارج االاردن بدعم هذا المجهود الوطني العظيم. اضافة الى المساعدات الفعلية المتوقعة من الصندوق للفئات الاكثر تضررا، فان تشكيل الصندوق بحد ذاته، و بشائر الخير من التبرعات لغاية الان، تعمل على تهدئة النفوس و شحذ العزائم، و تعزز من التلاحم المجتمعي.
الامر جلل و المسؤولية كبيرة، و لكن الاردن على مستوى الحدث بقيادته و شعبه و مؤسساته. و الحكومة مدعوة الى تشكيل خلايا عمل اضافية، لملفات مهمة، من الشباب و المبتكرين و الخبراء، و من رواد اعمال شهد لهم العالم بالابداع. لدينا فرصة كبيرة لاشراك المجتمع بكل فئاته لتصميم سياسات تساعد في حلحلة الازمة و صنع مستقبل جديد. حفظ الله الاردن شعبا و قيادة.