شريط الأخبار
وفيات السبت 19-4-2025 المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة السعودية: على الراغبين في أداء فريضة الحج الحصول على تصريح عيسى الخشاشنة نقيباً للأطباء الأردنيين الوزير الأسبق قفطان المجالي: الأردن قوي بقيادته الهاشميه ووحدته الوطنيه وتماسك شعبه فعاليات عجلونية تشيد بمواقف الملك والأجهزة الأمنية بمواجهة التحديات الإمارات: لا استقرار بالمنطقة دون حل الدولتين فاعليات تؤكد اعتزازها بجهود الأجهزة الأمنية في إحباط المخططات الإرهابية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الشمالية وزير الداخلية يكشف عن خطوات سهلة لإصدار الشهادات عبر تطبيق سند "الأونروا": الحصار الإسرائيلي الراهن على غزة الأشد منذ بدء الحرب منتدون يؤكدون دور القيادة الهاشمية في تعزيز الأمن بالأردن الأمن العام : القبض على خمسة مديري حسابات تُثير الفتنة والنّعرات العنصرية ، والادّعاء يقرر توقيفهم جميعاً الأردن يحتفي بيوم التراث العالمي ويؤكد التزامه بحماية الإرث الثقافي والإنساني وزيرة السياحة تشارك صانعي محتوى صينيين جولة بمدينة جرش الأثرية الصفدي: الوصاية الهاشمية حافظت على هوية القدس الأمن العام: جولات للتوعية بالتنزه الآمن والاحتفاء بيوم العلم الأميرة غيداء طلال : سررتُ كثيراً بلقاء الطفل الرائع" أمير" في مركز الحسين للسرطان 24 شهيدا جراء قصف الاحتلال مناطق في قطاع غزة السفير الباكستاني يؤكد عمق العلاقات الأردنية مع بلاده

د. عديل الشرمان يكتب : (كورونا) صور ملفقة وفيديوهات مفبركة

د. عديل الشرمان يكتب : (كورونا) صور ملفقة وفيديوهات مفبركة


القلعة نيوز - د. عديل الشرمان*

-----------------------------
انتشر الكذب والتدليس على مواقع التواصل والتفاخر الاجتماعي، واستطاع قطاع كبير من مستخدمي ورواد هذه المواقع (السوشيال ميديا) الترويج لحالة غير مسبوقة من الخوف والذعر، من خلال محتويات ضالة ومضللة تم تداولها حول الوباء، وتحول البعض إلى علماء وخبراء ومنظرين، وصار أطباء الغفلة من المحتالين يقدمون النصائح والوصفات الشافية، وأصبحنا نسمع عن خلطات سحرية وعشبية عجيبة، فمنهم من يدعي بقدرة اليانسون على الشفاء حتى ندر وغلا ثمنه وذاع صيته بين العرب، وصار العسل الممزوج بالقرفة والليمون علاجا فعالا، وليس الزنجبيل والقرنفل عنه ببعيد، والحجة العجوز تقسم على أن بخار شجرة الكينا فيه الحل، فتسلقها البعض منا، ويخالفها بعلها الحجي الرأي بقوله: ابلعلك سن ثوم على الريق وانسى المرض، فبلعناه حتى نشف ريقنا.

هو عارض ممطر، أيام لا بل شهور وينتهي، إنه كذبة خدعة أو لعبة، وما هو إلا غاز سام تسرب من أحد المعامل، هو ابتلاء من السماء، وهو حرب جرثومية بين الكبار، هكذا تداول الناس بينهم الفيروس، لقد بدأ كل منا كالمضروب على رأسه، (الواعي للفقد)، عذرا الفاقد للوعي، نجمع الأعشاب من الدكاكين، ونأخذ الوصفات من عند الدجالين والمحتالين، وصار للنحّالين والعطّارين شأن وصيت، وعلت سمعة الخبّاز، وبائع الغاز، وموزع الماء

أما الكمامة، ومواد التعقيم، والكفوف فهي حكاية أكبر، فتارة تسمع أن الكمامة التي كممت أفواهنا عن الحقيقة ما هي إلا كلام فارغ، ولا تقي من الفيروسات، وربما الشماغ الأحمر يصلح بديلا عنها، وآخر يحثّ الناس على استخدامها، في حين يذهب البعض إلى الجزم بأن تعقيم الأيدي هو خير وسيلة للوقاية، والبعض الآخر يقول أن غسلهما أفضل، ويصر البعض على أن ارتداء الكفوف يقي من التلوث بالفيروسات، وفي المحصلة صرنا نشبة السوبرمان أو السبيدرمان، وربما عمال الإنشاءات والمقالع فنخرج كالمقنعين المرعوبين، وانشغلنا بالغرغرة واستنشاق البخار، وبشطف أنوفنا بمحلول ملحي لمساعدتنا في القضاء على الفيروس، عندما صدقنا الأساطير.

أما المعلومات الطبية التي يصرح بها الأطباء والمختصون فحالها ليس بأفضل، فكثيرا ما سمعنا معلومات متضاربة متعارضة، تناقلتها وسائل الإعلام، وما أن نعتقد بصحة معلومة حتى يتم نفيها أو تصحيحها، كما هو الحال بالنسبة لانتقال الفيروس عن طريق السعال والعطاس واللمس، ثم عن طريق الكلام والهواء والرذاذ، ولا نعلم إن كان سيأتي يوم نسمع فيه عن انتقال الفيروس بالتخاطر الذهني أو بالأحلام، وكلنا سمعنا عن أن شرب الماء يدفع بالفيروس من الحلق إلى المعدة، لكن العجيب أن ليس بمقدور الماء أن يدفعه عن اليدين ولو غسلتهما بماء البحر كله، وفي البداية كان الفيروس لا يصيب الأطفال ثم أصبحوا في غير مأمن وضمن فئة المتعرضين، كما كانت المعلومات تفيد بأن الأعراض قد لا تظهر خلال أسبوعين ثم زادت المدة إلى ما يقارب الشهر، وفي الوقت الذي كان فيه الفيروس يبقى عالقا على الأسطح لساعتين أو أكثر صار الوقت اسبوعا أو اسبوعين، وآخر تصريحات العلماء بأنهم لا يعرفون كيف يتحرك الفيروس.

تتعرض وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الأزمة إلى اختبار حقيقي في المصداقية، فبالرغم من أنها كانت على مدار السنوات الماضية نافذة ووسيلة سهلة وسريعة لتداول ونقل الأخبار، إلا أن الكثير من الناس باتوا يهرعون ويسارعون الى وسائل الإعلام التقليدية وخاصة التي تتسم بالمصداقية منها بحثاً عن الحقائق، وهو ما يؤشر إلى تراجع شعبية الإعلام الاجتماعي، تلك الشعبية الكبيرة التي بنيت على سلع معظمها من النوع الرخيص، ويعكس أزمة فقدان ثقة في هذا الإعلام المستحدث، وخاصة في أوقات الأزمات.

إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت في العديد من دول العالم، وفي جانب من مضامينها الإعلامية كشف زيف وكذب بعض الحكومات، وضعف إجراءاتها في التعامل مع هذه الأزمة العالمية، وأخذت مكانها مختبئة وهي تتقدم الصفوف والخطوط تتربص وتتجسس وتتصيّد المواقف والأخطاء، وهذا ما باتت تخشاه كثير من الأنظمة والحكومات، وصارت تتوجس خيفة من هذه المواقع، وتحسب لها ألف حساب.

إلا أن ما يؤخذ على تعاطي هذه الوسائل مع الأزمات والقضايا والأحداث، تلك المزاجية والسطحية الكبيرة في تناول وتداول الأخبار والمعلومات، حيث الأخبار التي تتوافق مع حاجات وهموم الفرد ورغباته وميوله النفسية، تلاقي قبولا وتصديقا، وأكثر سرعة في التداول، وهنا يثور التساؤل حول انتقائية المضامين، وتجزئة واقتطاع ما يتوافق مع رغبات الفرد من هذه الأخبار والصور والفيديوهات، ومن ثم نشرها، وهذا يعني تجزئة الحقيقة وربما قلبها وتشويهها على نحو يلحق ضررا بأمن المجتمع، وبسمعة بعض الأشخاص، ومن هم في مواقع السلطة والقيادة.

لقد بات بحكم المؤكد بعد هذا الهرج الماراتوني، وهذا التعاطي الحائر مع الوباء، وبما لا يدع مجالا للشك أن فرض الحظر والحجر الافتراضي للأخبار المغلوطة، والمضامين الكاذبة، والصور الملفقة، والفيديوهات والأفلام المفبركة هو أحد أهم أسلحة المعركة ضد هذا الفيروس، كما بات من الضروري إيجاد منصة إعلامية يعهد إليها رصد وتفنيد ما يتم تداوله من خلال وسائل الإعلام وبخاصة الاجتماعية منها ومن خلال نشرة يومية تصدرها، وعادة ما ينشط الإعلام الأمني في هذا الاتجاه منفردا، في حين أن الجهات الأخرى أقل تفاعلا مع مخرجات الإعلام المستحدث وبحاجة إلى مزيد من المهنية.

-----------------------------------------------

* دكتوراه في الاعلام الامني - مدير العلاقات العامه والاعلام في مديرية الامن العام سابقا