القلعة نيوز :
ما زال الحمام يطير.. ما زل الحمام يحطّ، لكن في زمن الحرب يذهب الحمام إلى الظل.. إلى ظل الوعي، حيث تجرّده الحرب من رمزية السلام، وفي أحيان كثيرة يصبح رمزاً للحزن والنوح، فيجد أكثر من منكوب يغنّي له: «أقول وقد ناحت بقربي حمامةٌ.. أيا جارتا لو تشعرين بحالي».
هنا في مدينة رام الله، رفٌ من الحمام البرّي من فلسطين، يبدو ساهباً، وكأنه حائر بين رمزين.. الحرب والسلام!.. وخلف أسراب الحمام هذه، هناك حياة بلا سراب.
اعتاد هذا السرب، على الظهور في الشوارع الفارغة، خلال جائحة كورونا، التي ألزمت الناس منازلهم قسراً، وكان يلتقط ما تيسر من علف كالقمح أو الأرُز، الذي اعتاد أن يضعه له أحد أبناء المدينة، ويسكن قريباً من أماكن تواجده، وسط مدينة رام الله. وغالباً ما يُنظَر إلى طيور الحمام، كرموز دينية، فمثل هذا السرب، يمكن مشاهدته بكثرة في المسجد الحرام بمكة المكرّمة، وفي الجامع الأموي بدمشق، وفي المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة، كما أنه يرمز للروح القُدُس عند الديانة المسيحية. للحمام، حكاياته المتعددة مع العُشّاق، وحتى اليوم لا زالت عادة إطلاق زوج من الحمام خلال الأعراس موجودة عند الكثير من العائلات الفلسطينية، والبعض ينظر إليها بأنها تجلب الحظ السعيد، ومن هنا، فإن ظهور هذه الأسراب من الحمام حتى بعد أن عادت شوارع رام الله تعجّ بالمواطنين، إثر رفع القيود المفروضة بفعل الجائحة، أصبحت مدعاة لجلب السعادة، وفأل خير، بحياة جديدة بعد انتهاء «الطوارىء».