
ذياب المساعيد / نائب سابق
ليست زلة لسان ولا غباء سياسي، ولا هي عبثية او من سقط الكلام في دبلوماسية الحديث الإعلامي، ما قاله نتنياهو كان تعبيرا صريحا، ورسالة لا تحتمل التأويل ولا تتطلب إيضاحات عن ( مهمته التاريخية والروحية )ومشروع يرانا محله وهدفه.
ثلاثي التطرف والإرهاب ( نتنياهو، سموترتش، وبن غفير) لا يرون ولا يسمعون ولا يقولون ولا يفعلون الا ما يقودهم لتحقيق الحلم والمهمة التوراتية ( إسرائيل الكبرى).
ابادة غزة، التهجير, التسارع في بناء المستوطنات, اقتحامات الاقصى, فرض السيادة على الضفة والقدس، التوسع في الجولان، دعم اقليات انفصالية في سوريا، كل ذلك ( ترجمات) واقعية ومقدمات وتهيئة لما يريدون.
مستندين على دعم غير مشروط وغير مسبوق من ادارة ( ترامب) والذي اعلن يوما عن امتعاضه من صغر مساحة اسرائيل وضرورة توسيعها، مطمئنين لواقع عربي (عاجز) اقصى ادواته ومساحاته الدبلوماسية والموقف الدولي وقوانين الامم المتحدة.
ليس مهما ان يصمت او يخرس او يوضح او يعتذر، فالرجل عدو، وله اجنداته، وعبر عما يؤمن به ويسعى له، فهو في خضم مهمة تاريخية ومهمة اجيال، ديناميكيتها ومحركاتها تعمل وتنجز وتدفع نحو ذلك الحلم المجنون.
المهم والاهم، نحن، فالمطلوب منا كثير وعميق وقاس احيانا.
وحدتنا الوطنية وهويتنا وعقيدتنا والتفافنا حول قيادتنا ودعم جهود جلالة الملك هو الوسيلة والقوة والسلاح الاهم .
على الدولة ان تلتقط هذه الكلمة (كلمة نتنياهو ) وابعادها، لتعيد النظر في بناء الانسان الاردني ( بدءا من مناهج التعليم) لنكون كذلك في مهمة اجيال تؤمن بوعد الله الحق ( ليسوؤوا وجوهكم), كما يؤمنون هم باساطير وخرافات كتبهم المحرفة.
على الدولة ان تصغي كذلك للمطالبات الكثيرة والمحقة بإعادة خدمة العلم العسكرية، ففيها بناء واعداد ورسالة.
كما يجب اعداد واختبار خطط طوارئ خدماتية على مستوى الدولة ( المياه, الكهرباء , الامن الغذائي، النقل، الافران، ....) وكذلك تفعيل كثير من القوانين المسكوت عنها، والتي ترفد هذا المنطق، مثل ضرورة وجود ابار المياه المنزلية شرطا لترخيص البناء.
حلم نتنياهو وخرائطه تشمل سبعة دول عربية، الا يفرض هذا التهديد الوجودي، نوع من التنسيق بل ومشروع تحالف عربي يضم هذه الدول على الاقل، للوقوف في وجه من يرانا بلغنا من الضعف والانكفاء القطري مرحلة تغريه باعادة ترتيب الشرق الاوسط وفق رؤى توراته واحلامه وتطرفه.
على جميع مؤسسات المجتمع المدني وخاصة الاحزاب ان يكونوا اليوم صوت الوطن وادواته ، وان ينظموا حملات اعلامية توعوية تذود وتدافع عنه، ولا تكتفي بالمشاهدة السلبية وبما يصدر عن الحكومة فقط.
واذا ما زدنا في ذات السياق، حملات التشويه والاساءة والتحريض التي تتعرض لها المملكة، لتأكدنا ان الامر لا يقف عند كلمة نتنياهو، بل يتعداه لمخطط تتفاعل وتعمل ادواته على اكثر من مسار، لخلق حالة من الشك والضعف والتنافر داخل المملكة، لضرب وحدتنا الوطنية وكسر الارادة والعزيمة التي تميز بها ابناء هذا الوطن، والتي وكانت دائما ملاذهم بعد الله سبحانه.