القلعة نيوز : اكد إدريس لكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، أن أوربا التي عاشت على إيقاع الحروب والصراعات الطاحنة على امتداد سنوات، أسست تجربة واعدة في التنسيق والتكتل؛ جعلت الخلافات الضيقة تتوارى أمام مستقبل مشرق تصنعه الشعوب، مشيرا إلى أن المرحلة الراهنة بتحدياتها تفرض إبراز المشترك المغاربي، ودعم كل المبادرات البناءة الداعمة لهذا التوجه. وأضاف أن هذه المهمة يستأثر فيها الإعلام بقسط كبير من المسؤولية.
وخلال الجلسة الافتتاحية للندوة المغاربية التي نظمت بمراكش من طرف منظمة العمل المغاربي، بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل، حول موضوع "الإعلام والمشترك المغاربي”، والتي انطلقت، السبت، وستمتد على مدى يومين، أبرز حميد أجانا، عضو مكتب المنظمة، أهمية الإعلام في تلطيف الأجواء وتعزيز التعاون والاندماج بين دول المنطقة المغاربية.
وطرح امحمد مالكي، أستاذ سابق بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض، في مداخلة بعنوان "المشترك المغاربي.. عناصره وسبل تعزيزه”، المداخل الكفيلة باستثمار هذا المشترك لإحياء التكامل المغاربي، مبرزا أهمية الاعتماد على العقلانية، واستحضار تشبيك المصالح الاقتصادية في تحقيق هذا الهدف.
أما المختار بنعبدلاوي، أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني، فتناول موضوع "الإعلام المغاربي بين المهنية وتكريس الضغينة”، محددا المراحل التي مر بها الاتحاد المغاربي، من قبيل مرحلة فقدان الثقة بين دول الجزائر وتونس والمغرب، ومرحلة التموقع الإيديولوجي في إطار الحرب الباردة، واتساع هوة فقدان الثقة بين الدول المغاربية، قبل التوقف عند المرحلة الراهنة وملامح الصراع التنافسي على الريادة بين هذه الدول.
من جهته، أكد الكاتب الصحافي طالع السعود الأطلسي أن الشعوب المغاربية متحدة عاطفيا وتاريخيا، لكن الاتحاد المغاربي كتكتل يسائل الدول وقراراتها بالأساس، مبرزا أن قيام اتحاد مغاربي قوي يتطلب وجود دول تستحضر عنصر المصلحة وتدبرها بشكل عقلاني أسوة بتجارب دولية رائدة.
فيما دعا حفيظ بوطالب، نائب رئيس منتدى مبادرات المجموعات الاقتصادية بالمغرب الكبير، إلى العمل على لغة مغاربية موحدة ومشتركة تجسد اندماجا لغويا مغاربيا (دارجة واحدة)، وإنشاء مضمون مغاربي متكامل، بالإضافة إلى دعوة المؤسسات الدولية إلى القيام بتكوينات تستهدف الصحافيين من أجل محاربة دعاة الحقد والكراهية والحروب.