القلعة نيوز : في بداية الازمة -اصدر الائتلاف الحاكم في بلغاريا- بياناً بشأن تطورات الأحداث في أوكرانيا، وقد قام خريستو إيفانوف، رئيس تحالف (بلغاريا الديموقراطية)، بقراءة البيان المشترك بالنيابة عن المجموعات البرلمانية للإئتلاف الرباعي الحاكم ; (نواصل التغيير) و(يوجد هكذا شعب) و(الحزب الاشتراكي البلغاري) وتحالف (بلغاريا الديموقراطية).
وقال إيفانوف إن الأغلبية الحاكمة ستقدم مشروع قرار إلى الجمعية الوطنية السابعة والأربعين. وجاء في البيان : إننا ندين بشدة قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بالدول التي نصَّبت نفسها دولاً مستقلة في مناطق من شرق أوكرانيا، ونعتبر هذا انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقيات مينسك، واضاف البيان : اننا نؤيد بلا تحفظ وحدة اراضي اوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دوليا.
وعبَّر عن قلقه من أطروحات الرئيس بوتين، التي يشكك فيها بوجود أوكرانيا كدولة مستقلة وإننا سنعمل داخل الاتحاد الأوروبي والناتو على تطبيق مبادئ القانون الدولي بصرامة ودعم عقوبات ضد روسيا وذلك بالتنسيق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال إيفانوف إن مثل هذا القرار يجب أن يتخذ من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
ويأسف البيان على أن التصرفات الخاطئة لروسيا قد أدَّت إلى إنهاء اتفاقيات مينسك، الأمر الذي يقلص بشكل كبير فرص الحل الدبلوماسي للأزمة. وأضاف الائتلاف الحاكم بإننا نتابع ما يحدث في شرق أوكرانيا ونأمل أن يكون الحوار والدبلوماسية قادرين على منع مزيد من التصعيد للصراع، ونشدد على حماية أرواح المدنيين كأولوية مطلقة، ونؤكد على ان وزارة الدفاع تعلن وفي ظل هذه الازمة عن إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين بلغاريا وأمريكا.
وقد أعلنت وزارة الدفاع البلغارية بأن ما يقارب من 150 جندي أمريكي سيأتون إلى بلغاريا قادمين من رومانيا، مع معداتهم القتالية لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة في ساحة تدريب «نوفو سيلو» في الفترة ما بين 22 و 24 فبراير، وقالت وزارة الدفاع بأنه سيرافق القوات الأمريكية فرق من الشرطة العسكرية.
وقالت الوزارة إن التدريبات المشتركة ستزيد من القدرة القتالية للقوات المسلحة البلغارية وستساهم في العمل المشترك والتنسيق بين الشكيلات الوطنية.
« قال الجنرال ديميتار شيفيكوف، القائد السابق للواء ميكانيكي 61 بأن القوة العسكرية الروسية تفوق بكثير القوة العسكرية لأوكرانيا، ليس هناك مجال للمقارنة، وروسيا تستثمر مواردها في الاساس في تطوير التكنولوجيا العسكرية الحديثة، بينما تمتلك أوكرانيا معدات عسكرية متقادمة أخلاقياً وتقنياً، وهي من إرث الاتحاد السوفيتي السابق، ووفقاً له فإن فلاديمير بوتين والشعب الروسي يتبعون مصالحهم الوطنية.
وأضاف شيفيكوف بأن هذا الصراع قد تم خلقه بشكل مصطنع منذ 7-8 سنوات، حيث تم تحريض الأوكرانيين والروس ضد بعضهم البعض للنزاع على أراضي أوكرانيا وقال أنه لا مجال للعودة إلى الوراء، غير أن الصراع لن يتنامى، وسيتم ضمان أمن منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وشدد على أن السياسيين والمحللين البلغار يتنافسون للدفاع عن قضية خارجية، وقال أنه يرى بأن بلغاريا تقف في المكان الخطأ مرة أخرى.وقد اعتبرت بلغاريا وادرج اسمها كدولة غير صديقة لجمهورية روسيا.
وصرح كيريل بيتكوف رئيس الوزراء البلغاري -بعد لقاءاته، الأسبوع الماضي مع القادة الأوروبيين بمناسبة الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، إن وزارة الخارجية لديها مقر يقوم بالتنسيق مع السفراء الأوروبين من أجل إخلاء البلغار من أوكرانيا، وأضاف أن ما يحدث الآن في أوروبا مذهل، وأكد أن بلغاريا مستعدة لقبول المواطنين الأوكرانيين.
وبشأن إستقبال اللاجئين، قال إن هؤلاء «يقصد الأوكرانيين» ليسوا مثل اللاجئين الذين اعتدنا عليهم!. وأضاف مستشهداً بما قاله المستشار النمساوي : انهم أقاربنا ومن عائلاتنا، هؤلاء هم أوروبيون وأذكياء ومتعلمون، وبعضهم حتّى مبرمِجون، ونحن في بلغاريا، مستعدون للترحيب بهم. وقال بيتكوف: هذه ليست موجة اللاجئين المعتادة للأشخاص الذين ليس لديهم ماض واضح!، وبالتالي لا تشعر أي دولة أوروبية بالقلق حيالهم.
وقال الرئيس البلغاري رومين راديف انه لن نسمح بالصراع ان يؤثر على بلغاريا وهو خطاب واع وعقلاني.
وحث الرئيس رومين راديف في خطابه الذي ألقاه بمناسبة 3 مارس / آذار من أمام ساحة الجمعية الوطنية، الشعب،قائلاً دعونا لا نسمح للصراع الرهيب الذي يجتاح أوكرانيا بالإنتقال إلى وطننا.
وركَّز الرئيس في خطابه على الحرب في أوكرانيا ودعا إلى التعاطف مع طالبي اللجوء. وقال إنها مع الأسف حرب بين أبناء شعبيْن شقيقيْن واللذين توجد رفات أجدادهما هنا على أرضنا، وكانوا يقاتلون جنبًا إلى جنب معنا من أجل حريتنا. وبالنسبة لنا نحن البلغار، فإن هذه الحرب بين الأشقاء جدُّ مؤلمة لنا بشكل خاص في هذا اليوم، و لهذا السبب أناشد شعوبنا عدم الاستسلام، وعدم السماح للعنف الذي يجتاح شمال أوكرانيا بالتوسع والانتشار. وقال دعونا نفتح أذرعنا لجميع المحتاجين اليوم، مثلما، وجد أسلافنا ملاذًا في كييف وأوديسا وموسكو وسانت بطرسبرغ!.
وأضاف رومين راديف: دعونا نكون بشراً.
واضاف الرئيس إننا إذ نحتفل اليوم، فإننا نقوم بتكريم أبطالنا الوطنيين، مثل باييسي وراكوفسكي وليفسكي وبوتيف، الذين ضحُّوا بأنفسهم في سبيل حرية وإستقلال بلغاريا.
اما وزيرة الخارجية تيودورا جينتشوفسكا: فصرحت ان وزارة الخارجية البلغارية -تواصل إجلاء الناس من أوكرانيا.
وقال :لقد قمنا بإجراء عملية منظمة جيدة لإجلاء الناس، وإننا نواصل إجلاء المواطنين البلغار والأجانب من أوكرانيا.
وبينت الوزيرة تيودورا جينتشوفسكا في إفادة صحفية لها بوزارة الخارجية، انه تم، حتى الآن إجلاء حوالي ألف مواطن بلغاري من الأراضي الأوكرانية، بواسطة الحافلات والقطارات.
وقالت انه من الواضح أن هذه الأوضاع في أوكرانيا لن تنتهي قريبا.
وأضافت جينتشوفسكا بأن هناك العديد من «البلغار البيسارابيين» يرغبون في المجيء إلى بلغاريا، وهناك خطوط حافلات منظمة لهم.وقالت إننا نخطط لزيارة مولدوفا - (توجد في مولدوفا أقلية كبيرة من البلغار في منطقة بيسيرابيا ويسمُّون ‹›البلغار البيسارابيون) -، وأشارت إلى أن السفارة البلغارية والقنصلية العامة في كييف هي واحدة من آخر السفارات التي تم إجلاؤها، وقد بذلت البعثة الدبلوماسية البلغارية جهوداً ضخمة بهذا الملف.
واعلن مجلس الوزراء انشاء هيكل وقيادة ادارة الازمة في رئاسة الوزراء البلغارية.
وأعلنت نائبة رئيس الوزراء للحوكمة الفعالة كالينا كونستانتينوفا عن قيادة وهيكل مقر هيئة أزمات، تشرف على إدارة الأزمة المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، وقد اتخذ مجلس الوزراء قرارا بمنح الحماية المؤقتة، وفقا لتوجيهات الاتحاد الأوروبي، والتي يتم تفعيلها لأول مرة في تاريخ الاتحاد، وذكَّرت كونستانتينوفا بأن الحماية المؤقتة توفر عددًا من التسهيلات وأشكال المساعدة لجميع الأشخاص الذين غادروا أوكرانيا خلال الأعمال العدائية.
وأوضحت أنه، سيتم إصدار وثيقة خاصة في جميع المعابر الحدودية للبلاد لجميع الأوكرانيين الراغبين في الحماية المؤقتة، مما يمنحهم الحق في الإقامة بشكل شرعي في بلغاريا.
وستمنحهم هذه الوثيقة حقوقًا وواجبات على حدٍ سواء، فمن ناحية، سيكون بإمكانهم الإنخراط في سوق العمل والتعليم والرعاية الصحية والدعم الاجتماعي، ومن ناحية أخرى، سيكون عليهم الالتزام بالامتثال لقوانين جمهورية بلغاريا.
وقالت نائبة رئيس الوزراء بأن الحكومة وافقت على توفير السكن والطعام للفارين من الحرب بمبلغ 40 ليفا في اليوم، ووفقاً لها، يوجد حالياً حوالي 30 ألف شخص في بلغاريا فروا من الصراع العسكري وقد تم إطلاق بوابة معلومات وطنية موحدة، حيث تتوفر جميع المعلومات المتعلقة بكل ما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا.
وأعلن (اتحاد النقابات المستقلة في بلغاريا) عن فتح مراكز استقبال مؤقتة للاجئين من أوكرانيا في فارنا وبورغاس وروسه ودوبريتش وخاسكوفو.
هذا وسيتم تزويد المحتاجين بالمعلومات والاستشارات المجانية المتعلقة بتشريعات العمل والضمان الاجتماعي وقد اعلن اتحاد النقابات أيضًا عن إمكانية إيواء اللاجئين الأوكرانيين في منتجع «ايزفوريتي» / (الينابيع) في قرية «مينيرالني بانيي»/ (الحمامات المعدنية).
كما أن الاتحاد قد انضم إلى الحملة الخيرية الوطنية للصليب الأحمر البلغاري لجمع الأموال والمساعدات المادية.
ودعا اتحاد النقابات المستقلة في بلغاريا أعضاءه إلى إظهار التعاطف من خلال الانضمام إلى الحملة والتبرع بالملابس والأحذية الجديدة وأغطية الأسرة والبطانيات الدافئة ومواد النظافة والخيام والفوانيس والبطاريات.
ومن حيث تأثير الازمة على الاقتصاد البلغاري والشعب البلغاري فهو كبير وواضح من ارتفاع كبير غير مسبوق لفاتورة النفط والطاقة والغاز والمواد الاساسية والخبز - حيث وصل سعر لتر البنزين للمستهلك لتاريخ كتابة هذا المقال دينارا ونصف الدينار - وهناك ارتفاع جنوني بالاسعار، حيث بدأ الشعب البلغاري بتخزين المواد الغذائية ومنعت الحكومة البلغارية تصدير القمح خارج بلغاريا لتأمين مخزونها الاستراتيجي وهي دولة منتجة وبكميات كبيرة للقمح والشعير والذرة،وكذلك بسبب التصخم الكبير اليوم. وقدوصل عد اللاجئين الاوكرانيين للان الى بلغاريا حوالي 40 الف لاجئ.
ويعيش الشعب البلغاري الان ظروفا استثنائية وصعبة بسبب الحرب الاوكرانية الروسية.الذي يتوقع ان تطول - فمن ازمة كورونا الى الحرب الروسية الاوكرانية.
ورغم ذلك الشعب البلغاري ينظر ويتطلع الى السلام وعدم تعرض الجيران الى حروب وخلافات تنتهي بالدمار على اوروبا الشرقية وتغير الخارطة الجيوسياسية لهذه المنطقة المهمة من العالم.