مشاهد صادقة بلهجة صعيدية حادة وملامح صادقة، نجحت هند صبري أو الثورية "دولت فهمي" في خطف قلب الجمهور منذ المشهد الأول الذي أطلت فيه دون حوار ولكن بمشاهد صامتة، أدت فيها لغة العيون التي تجيدها هند صبري ببراعة دوراً مهماً في تقديم وصف دقيق للشخصية والغوص في تفاصيلها دون النطق بكلمة واحدة، إلى أن تفوهت دولت فهمي أو هند صبري لتشعر وكأنك أمام مناضلة ثورية حقيقية تعيش آلام وطنها وتبحث عن الحرية في كل ميادينه، لا تخاف المحتل ولم يمنعها من قول الحق سوى الموت.
خارج السرب ورغم قوة شخصيتها التي حاولت أن تهرب بها من حبها للجن أو عبد القادر الذي يجسده أحمد عز، لكنها لم تمنعها من الدفاع عنه ومساندته حتى الموت، وهو المصير الذي أوجع قلوبنا وسرق دموعنا بعد أن لفظت دولت أنفاسها الآخيرة ظلماً على يد شقيقها. هكذا نجحت هند صبري في أن تقتنص لقب الأفضل هذا الموسم وبجدارة وبدون أن تكون ضمن منافسة، فهي التي دائماً ما تبحث عن منافسة نفسها لتتفوق عليها في كل عمل تجسده لتفاجئنا بعمل تلو الآخر، وفي هذه المرة أيضاً تغرّد بعيداً عن السرب المعتاد بمعزوفة سينمائية نادرة وأداء صادق يلمس الوجدان والعقل.