
أعاد
التصعيد الأخير بين إسرائيل والجهاد الاسلامي في قطاع غزة إحياء دور إيران في
الشرق الأوسط، كما طرح العديد من التساؤلات حول طريقة تعامل حماس مع التصعيد والذي
أصبح يتخذ نهجا مغايرا عما مضى ويتسم بنوع من ضبط النفس وعدم الاندفاع في مواجهة
مباشرة مع الاحتلال مع السماح أن تكون حركة الجهاد في طليعة المواجهة العسكرية
====================
لندن- القلعه نيوز *
.
أظهرت إيران خلال العام الماضي المزيد من التقرب للجهاد الإسلامي وحظيت الزيارة التي قام بها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة بزخم اعلامي وزادها النظام الإيراني وزنا عندما وضع النخالة في ثوب القائد الكبير كما خصص له لقاءا مع مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي في طهران في أغسطس 2022 والذي حث على توثيق العلاقات،
وفي نفس تلك الزيارة التقى نخالة مع كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، وقد تضمنت التصريحات التي أطلقها كبار المسؤولين في ايران محاولة لجس نبض ولردة فعل حماس لكنها تلقت ردا من إسرائيل التي شنت هجوما على غزة في الخامس من أغسطس أي بعد يومين من تلك الزيارة
وفي الوقت الذي
كانت تشير كل المؤشرات تشير الى انضمام حماس الى تلك المواجهة اختارت حماس النأي
بالنفس ولم تتعدى ردة فعلها عن العدوان سوى اطلاق تصريحات نارية محذرة للاحتلال في
الوقت الذي كان الجميع يترقب منها الدخول في المواجهة المباشرة، مما فتح الباب على
فيض من التساؤلات والقراءات حول الأسباب والدوافع الحقيقة التي جعلت من حماس
المعروفة باندفاعها حتى عندما يتعلق الأمر بالأحداث في الضفة الغربية وليس في غزة
فحسب الى عدم اقحام نفسها في مواجهة تضر أكثر مما تنفع وتشوش على علاقتها الجديدة
مع مصر التي سعت الى هدنة سابقة وجب على حماس أن تؤكد فيها على حسن النوايا بعد
إعادة العلاقات، ويمكن ربط ردة فعل حماس أيضا بموقفها من تلك الزيارة التي أجراها
النخالة لطهران وذلك الأسلوب الإيراني في اظهار النخالة كقائد محور المقاومة في
غزة، وأن حماس لا تتلقى أوامر أو تنفذ أجندة من طهران أو غيرها للدخول في مواجهة
مع الاحتلال
.
محاولة إيران ان تجعل من دعمها وتركيزها على
الجهاد وحثها على الدخول في مواجهة عسكرية مع الاحتلال هو في نفس الوقت عامل محفز
لحماس يدفعها لتقديم خدمات أكبر للمشروع الإيراني من أجل قطع الطريق على حركة
الجهاد التي أصبحت ترى في نفسها قوة موازية لحماس داخليا وخارجيا وهو ما يظهر
عندما تكثف وفودها الجولات الخارجية بداية من إيران الى مصر الى العراق الى سوريا
ولبنان، ولكن ايران فهمت امتعاض حماس من محاولة تقزيم دورها أمام الجهاد وحاولت
تصحيح ما حدث من خلال دعوة إسماعيل هنية لزيارة رسمية الى طهران في أبريل الماضي
والتي تتجه الى التأجيل بعد التصعيد الأخير
.
وحتى وان أصبحت حركة الجهاد الأقرب لطهران وتتواجد دائما على أهبة الاستعداد للرد للتصعيد العسكري ولإزعاج إسرائيل، فان دعم طهران لحماس لا يمكن أن يتوقف ذلك لأن فيه ميزتان استراتيجيتان رئيسيتان. فمن ناحية، وجود حماس سيبقى يشكل توترا دائما للاحتلال على جبهة قطاع غزة وجنوب لبنان ومخيمات الفلسطينيين في سوريا ومن جهة أخرى سيكون لإيران دائما سلطة موازية لسلطة رام الله في غزة تستمر في اسقاط أي مشروع لتسوية سياسية مع دولة الاحتلال الأمر الذي يضمن استمرار الصراع في الشرق الأوسط ووجود إيران طرفا في المعادلة من خلال شركائها –
*عن - ايلاف - لندن