نيڨين العياصرة
لست محللةرياضية، لكنني ادمنت مشاهدة كرة القدم منذ صغري، ولا افوت الشعور بالحماس والنصر، وايضا بالهزيمة، فكرة القدم تنتقل بنا من احساس لآخر في وقت زمني قصير نرفهُ من خلاله عن النفس، ونفرغ الكثير من الأيونات المشحونة، كما أنها تحفز طاقة الإنتماء للوطن وهذا ما تشعر به الشعوب.
المختلف أنه لأول مرة أحس أنني لست متفرجة بل لاعبه على أرض الملعب،ولعل أكثر ما شد انتباهي هو ركلات وحركات تخبرنا بمستوى ممتاز وصل اليه فريق النشامى في ظل إمكانيات بسيطة متوفرة لهم ضمن مراحل التدريب المختلفة، وخاصة أنهم في مواجهة فريق قطر الذي احترف اغلب لاعبيه.
والحقيقة أن فريق النشامى فريق أردني بامتياز من جنوبنا ومخيماتنا وشمالنا، لذلك لم يكن تشجيعي لفريق! بل كان تشجيع لتضاريس الأردن، لتفاصيل لا تستطيع السطور أن تنسجها، ليس لوطن فقط بل لشعب متعب منهك يحتاج أن يزوره الفرح.
ولعلِ كنت اشجع نفسي واحلل لها ان المحاولة بالفوز فوز، واترجم لها رسائل عديدة منها الإجتماعي ومنها السياسي،وتلك الزاوية المسيسة التي ربما استطاعت أن تشتري اللوحة لكنها لم تغير شيئا فيها، فجميعنا شاهدنا الريشة وهي تتراقص وتنفث الوانا أخبرتنا من الفنان؟.
حقيقة أنني لم اغضب اليوم فالأردن لم تخسر، بل فازت وشرفت وعرفت أن المهارة ليست في السقوط، بل المهارة في أن تكون رجلًا حتى في على أرض الملعب، والجميع لاحظ كم كان الأبيض يضم رجالًا نهضوا سريعًا، وهذا ما نحتاج.