القلعة نيوز- يشهد الأردن تحولاً رقميًا متسارعًا، حيث أعلن وزير الاقتصاد الرقمي عن نجاح رقمنة 50% من الخدمات الحكومية. هذه الخطوة النوعية تأتي تتويجًا لجهود حثيثة تبذلها الحكومة الأردنية لبناء اقتصاد رقمي مزدهر وتحسين تجربة المواطنين.
فلقد صرح وزير الاقتصاد الرقمي والريادة في الأردن، أحمد الهناندة، لأحد وكالات الأخبار العالمية أن الأردن وضع بالفعل استراتيجية خاصة نحول التحول الرقمي حتى عام 2025، وقال أن الأردن يسير بخطى ثابتة نحو تنفيذ الخطة المتعلقة بهذه الاستراتيجية التي تمتاز بالمرونة وتراعي التغيرات الراهنة، وكشف الهناندة عن رقمنة ما يزيد عن 50% من الخدمات الحكومية في الأردن مع تفعيل مليون هوية رقمية.
مؤشرات التحول الرقمي في الأردن
تُظهر المؤشرات أن الأردن يشهد تحولاً رقميًا ملحوظًا، خاصة بين فئة الشباب الذين باتوا يستخدمون الإنترنت بشكل مكثف في مختلف جوانب حياتهم اليومية. فالشباب الأردنيون لا يقتصرون على استخدام الإنترنت للتواصل الاجتماعي والترفيه، بل يستغلونه أيضًا للعمل عن بعد، والدراسة الإلكترونية، وممارسة الألعاب الإلكترونية.
فهناك أعداد كبيرة من مستخدمي الإنترنت في الأردن يستخدمون الإنترنت من أجل الترفيه عبر الألعاب الإلكترونية، ونسبة كبيرة من مستخدمي الألعاب يقبلون على العاب كازينو اون لاين في الأردن بحثًا عن الترفيه والفوز بالجوائز من الألعاب.
هذا الاستخدام المكثف للإنترنت يساهم في خلق جيل جديد من رواد الأعمال والمبدعين الرقميين، ويعزز من تنافسية الأردن في الاقتصاد الرقمي.
دور الرقمنة في تعزيز اقتصاد الأردن
تلعب الرقمنة دورًا محوريًا في دفع عجلة الاقتصاد الأردني نحو آفاق أوسع وأكثر رقياً. فهي تعمل على تحسين كفاءة القطاعات المختلفة، من خلال أتمتة العمليات وتبسيط الإجراءات، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف. كما تساهم الرقمنة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزيز تنافسية المنتجات والخدمات الأردنية في الأسواق العالمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الرقمنة تخلق فرص عمل جديدة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وتدعم نمو الشركات الناشئة. من خلال تمكين التواصل الفعال بين الحكومة والمواطنين والقطاع الخاص، تساهم الرقمنة في بناء بيئة أعمال أكثر جاذبية، وتشجع على الابتكار والإبداع، مما يساهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
الجهود المبذولة من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة
تولي وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة اهتمامًا كبيرًا بدفع عجلة التحول الرقمي في الأردن. فمن خلال وضع الاستراتيجيات والخطط اللازمة، وتوفير الدعم المالي والفني للشركات الناشئة، تسعى الوزارة إلى تعزيز نمو الاقتصاد الحديث. كما تعمل الوزارة على بناء بنية تحتية رقمية متطورة، وتشجيع الشراكات بين القطاع العام والخاص، وتطوير الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في مجال الرقمنة.
مؤخرًا، أطلقت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في الأردن مشروع تطوير الأعمال للشركات الناشئة وهي مبادرة نوعية لدعم الشركات الناشئة في الأردن. فمن خلال مشروع "تطوير الأعمال"، تتيح الوزارة فرصة ذهبية لـ 100 شركة لتطوير أعمالها وتعزيز مكانتها في السوق. وبتمويل يصل إلى 25,000 دولار للشركة الواحدة، يمكن للشركات الناشئة تسريع نموها وتوسيع نطاق أعمالها.
ولقد أعلن الهناندة عن خطة طموحة لتوسيع شبكة مراكز الخدمة الشاملة في الأردن، حيث تم افتتاح أربعة مراكز جديدة، ومن المتوقع مضاعفة هذا العدد خلال العام الحالي. تهدف هذه المراكز إلى توفير تجربة مريحة للمواطنين، حيث يمكنهم إنجاز جميع معاملاتهم الحكومية تحت سقف واحد، مما يوفر عليهم الوقت والجهد.
ختامًا، فإن رقمنة 50% من الخدمات الحكومية في الأردن تمثل إنجازًا مهمًا، ولكنها ليست سوى بداية الطريق. فالأردن يسعى لأن يكون رائدًا في مجال الرقمنة على مستوى المنطقة، ولتحقيق هذا الهدف يتطلب الأمر استمرار الجهود وتضافر كافة الإمكانيات.