شريط الأخبار
الأحداث تتسارع.... سفينة مساعدات إماراتية إلى غزة رئيس النواب يلتقي في لندن رئيسي مجلسي العموم واللوردات البريطانيين حماس: ندرس عروضا جديدة لوقف إطلاق النار تلقيناها من الوسطاء وزير الخارجية ونظيرته الفلسطينية يؤكدان ضرورة وقف العدوان على غزة بشكل فوري أميركا: قرار إيران تعليق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية غير مقبول محافظ دمشق من عمان : السوريون في الأردن لم يكونوا يومًا في المهجر مصدر سوري: الحديث عن سلام مع إسرائيل سابق لأوانه كتلة عزم نقف خلف مواقف الملك ونرفض التصريحات الإسرائيلية التصعيدية بشأن الضفة الغربية ولي العهد عن مشروع أول قمر صناعي أردني: إنجاز بأيدي شبابنا رسميا.. فريق سعودي يتعاقد مع المهاجم ألكسندر لاكازيت 3 شركات مطورة للعبة "عالم الدبابات" تنتقل إلى ملكية الدولة الروسية إعلام عبري يكشف تفاصيل ضمن المبادرة المصرية القطرية الجديدة بشأن غزة تعرقل صفقة حماس ـ إسرائيل بعد الإطاحة بـ"البلدوزر".. رسالة "مفاجئة" من هالاند إلى الهلال السعودي "إسرائيل تشيطن مشروعا مصريا قبل ولادته".. خبير يرد على تحذيرات تل أبيب من خطة مصرية قد تدمرها تقرير أمريكي عن دلالات تعليق ترامب مساعدات واشنطن العسكرية لنظام كييف الذكاء الاصطناعي يتوقع نسبة تأهل الهلال إلى المربع "الذهبي" لمونديال الأندية 2025 خطوة كبيرة لحزب الاتحاد الوطني الأردني تعيد تشكيل الخارطة السياسية الحزبية في الأردن مع اندماج حزب الأرض المباركة وحزب الشباب الأردني الأردن يدين تصريحات إسرائيلية تدعو إلى فرض السيادة على الضفة الجيش الأردني يقوم بإجلاء دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى

الزيود تكتب : خطاب العرش: دلالات ورسائل سياسية

الزيود تكتب : خطاب العرش: دلالات ورسائل سياسية
دعاء الزيود
تضمّن خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين الرؤية الاستراتيجية للأردن في مواجهة التحديات الراهنة. وركّز جلالته على مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري التي تشكّل العمود الفقري للمستقبل الوطني.

عند استقراء الخطاب، نجد أنه حافل بالإشارات السياسية العميقة، والتي تعكس إدراكًا دقيقًا لتحديات الداخل والإقليم، مع تأكيد واضح على المواقف الثابتة للأردن في حماية مصالحه العليا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. الخطاب لم يكن مجرد إعلان عن بدء دورة برلمانية، بل رسم خارطة طريق وطنية تُبرز رؤية القيادة الهاشمية لترسيخ مبادئ السيادة وتعزيز المشاركة الوطنية الفاعلة.

أكّد جلالته أن هذه الدورة تمثل بداية فعلية لتطبيق مشروع التحديث السياسي، الذي يهدف إلى تعزيز دور الأحزاب وتوسيع مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية. ويُعد هذا المسار الأكثر أهمية لتحقيق الأهداف الوطنية، حيث يعتمد على تمكين الأحزاب من التنافس الحر ضمن أطر قانونية تعزز من بناء دولة المؤسسات.

كما دعا جلالته إلى الالتزام بقواعد العمل البرلماني المستندة إلى النزاهة والشفافية، وهو ما يعكس رغبة القيادة في تفعيل المشاركة الشعبية وتوسيع دائرة الفاعلية السياسية بما يواكب تطلعات المواطنين نحو مستقبل أفضل.

فيما يتعلق بتعزيز التعاون بين الحكومة والبرلمان، شدد جلالته على أهمية العمل وفق قواعد دستورية تنظّم علاقة السلطات، مشيرًا إلى أن الإصلاح السياسي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التنسيق والتكامل بين جميع الأطراف المعنية. هذه الرؤية تسعى إلى تحقيق شراكة استراتيجية مبنية على الشفافية والمساءلة لتعزيز مسيرة الإصلاح الشامل.

تناول الخطاب رؤية التحديث الاقتصادي التي ترتكز على تعزيز معدلات النمو الوطني واستثمار الإمكانات المحلية لتحقيق نمو مستدام. كما دعا جلالته إلى تحديث القطاع العام ليكون قادرًا على تقديم خدمات نوعية تُلبي احتياجات المواطنين، مشددًا على ضرورة مكافحة البيروقراطية والفساد لتحسين مستوى الخدمات وضمان العدالة في توزيعها.

أبرز جلالته أهمية استثمار الكفاءات البشرية الأردنية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، تحقيقًا لتنمية مستدامة تعود بالنفع على المواطن.

حظيت القضية الفلسطينية بجانب مهم من الخطاب، باعتبارها قضية مركزية ستظل في صلب السياسة الأردنية. وأكد جلالته الموقف الثابت للمملكة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الوحيد لإنهاء الظلم التاريخي وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وفي ظل التصعيد الأخير في غزة والضفة الغربية، أشار جلالته إلى الجهود الأردنية المستمرة لوقف التصعيد العسكري وتقديم الدعم الإنساني. هذه المواقف تعكس دور الأردن المحوري كفاعل أساسي يسعى بجدية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

في ختام خطابه، وجه جلالة الملك رسالة واضحة إلى الشعب الأردني، مشددًا على أهمية تضافر الجهود الوطنية لبناء المستقبل. وأكد أن الجيش والأجهزة الأمنية سيظلان مصدر فخر واعتزاز للأردنيين، مجسّدين وحدة الصف الوطني وقدرة المملكة على مواجهة التحديات.

خطاب العرش جاء ليحدد معالم الطريق الوطني في هذه المرحلة الدقيقة، داعيًا إلى تعزيز وحدة الصف وتكاتف الجهود بين الحكومة والبرلمان والشعب لتنفيذ رؤية الإصلاح الشامل. وبينما يظل الالتزام الأردني بالقضية الفلسطينية ثابتًا، فإن التطلع نحو مستقبل أفضل يتطلب من الجميع العمل المشترك بروح المسؤولية والالتزام لتحقيق تطلعات الأردنيين في بناء دولة قوية ومزدهرة.