شريط الأخبار
" عزم النيابية" تزور مصابي المداهمة الأمنية في الرمثا رئيس الأعيان بالإنابة وأعضاء المكتب الدائم يعودون مصابي المداهمة الأمنية في الرمثا الفراية يزور مصابي المداهمة الأمنية في الرمثا الملك يهنئ بعيد استقلال موريتانيا اللواء الركن الحنيطي يلتقي رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي مقتل أردنيين جنّدا للقتال مع الجيش الروسي .. والخارجية تتابع محافظ البنك المركزي:الاقتصاد الوطني يستند إلى بيئة مستقرة مالياً ونقدياً "الخارجية" تدين حادثة إطلاق النار بالقرب من البيت الأبيض وزير الثقافة: إطلاق منصة لجمع الإرث الأردني خلال الأيام المقبلة وزير الاستثمار والسفير الكندي يبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي ماكرون يعلن إطلاق خدمة عسكرية تطوعية جديدة باكستان تعلن نجاح تجربة صاروخ باليستي مضاد للسفن القاضي يفتتح الملتقى الخامس للطلبة العرب الدارسين في الأردن مدير الأمن العام يفتتح معهد إعداد وتأهيل الشرطة – سواقة التابع لاكاديمية الشرطة الملكية أبو رمان يطالب الحكومة بمداخلته تحت القبة بالامتثال إلى قرار لجنة التحقيق الصادرة عن هيئة مكافحة الفساد الرواشدة : وزارة الثقافة ستعلن عن إنتاج فيلم يتحدث عن معركة "حد الدقيق" استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال جنوب جنين مندوبًا عن جلالة الملك ... وزير الزراعة يفتتح مهرجان الزيتون الوطني الـ25 ( صور ) الأمير الحسن بن طلال يدعو لتطوير المؤسسات الوقفية وزير المياه يطلع على مأخذ الناقل الوطني الجديد

(القمم العربية والقضية الفلسطينية: بين التنديد اللفظي والعجز الفعلي))

(القمم العربية والقضية الفلسطينية: بين التنديد اللفظي والعجز الفعلي))
القلعة نيوز:
د:إبراهيم النقرش

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما يشهده من تصاعد للأزمة الإنسانية، تجدد القمة العربية دعواتها التقليدية لدعم الشعب الفلسطيني والتضامن معه. إلا أن القمة الأخيرة، على غرار سابقتها، لم تخرج عن الإطار المعهود من البيانات الداعمة التي تفتقر إلى أي خطوات عملية تفرض ضغوطًا حقيقية على إسرائيل أو تضع حدًا للمأساة المستمرة. هذا التكرار يثير تساؤلات عديدة حول مدى جدّية الموقف العربي في تقديم الدعم الفعلي، وهل حان الوقت لإتخاذ قرارات جريئة تُترجم المواقف السياسية إلى أفعال ملموسه.
لم يكن مُستغربًا أن تقتصر القمة العربية كعادتها على إصدار بيانات الإدانة والشجب، دون تقديم قرارات وآليات عملية تسهم في الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على أهلنا في غزه والضفه. ورغم المطالبات والقلق الشعبي المتزايد من الأوضاع في غزة، ظلت القمة كما هو الحال في جميع الإجتماعات السابقة، تكتفي بالكلمات التي تُعلن التضامن ، لكنها تفتقر إلى الإجراءات الجادّة التي يمكن أن تُسهم في تغيير المعادلة على الأرض. فقد غاب عن القمة أي قرار مُلزم للدول العربيه لفرض عقوبات إقتصادية على إسرائيل، أو تجميد التطبيع معها، أو تقديم الدعم العسكري المباشر للفصائل الفلسطينية ولو من باب التهديد (العين الحمراء ) . هذا التراخي عزز قناعة الإحتلال بأن القمم العربية ليست سوى منابر إعلامية تهدف لإمتصاص الغضب الشعبي، دون التأثير الحقيقي في الواقع الفلسطيني.(فأصبحت قمم تأبين لما فعلته اسرائيل قبل إنعقادها ....وقمم تطمين لما ستفعله بعدها)...لا بل لم تتوانا(لاجمتهم) جامعة الدول العربية بالتصريح أن مُعضلتها في نزع سلاح المقاومة وتغييب حماس عن الوجود....وكأنهم يحررون صك برأة وغفران للعدوا المحتل...ويوجهون لائحه اتهام بالإعدام للمقاومة الفلسطينيه وأنصارها ... ليقدّموا لاسرائيل ماعجزت عن تحقيقه بعقود.
إن الواقع العربي بقممه الوضيعه الهزيله يظهر انقسامًا حادًا مُتضاداً في المواقف تجاه القضية الفلسطينية. ففي حين أن دولًا تواصل دعمها لفلسطين، تختار دول أخرى المضي في مسار التطبيع مع إسرائيل كفرصه لتعزيز مصالحها الاقتصاديه ، مما يُضعف الصف العربي بشكل كبير ويُفقد التحركات الجماعية أي زخم سياسي حقيقي مؤثر في المنطقه. هذه الانقسامات تتضاعف بفعل تبعية بعض الأنظمة العربية للغرب، سواء من خلال العلاقات الاقتصادية أو العسكرية مع الولايات المتحدة وأوروبا(والغياب عن الاجتماع الدليل)، وهو ما يجعل اتخاذ قرارات جريئة ضد إسرائيل أمرًا بالغ الصعوبة مما يجعل العدو بفسحة من العيش والأمل لتحقيق أحلامه التوسعيه. .
ولا يغيب عن البال أن هناك قلقًا من الأنظمه العربيه بأن الدعم المباشر للمقاومة الفلسطينية قد يؤدي إلى تعزيز قوة الفصائل الفلسطينية المسلحة، وهو ما يخشى البعض من أن يُلهم شعوبهم للتحرك ضد التضييق الداخلي في محمياتهم.
ويبقي الخطاب العربي المكررالمهترئ منذ عقود بالتأكيد والألتزام بالسلام (الإستسلام) فوقّعوا المعاهدات والإتفاقيات الخائبه ولا تزال اسرائيل تطعنهم تحت الحزام وفوقه ، ظلت المبادرات العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية تتكرر دون تقديم أي نتائج ملموسة أو تبشر بها. ورغم طرح مبادرة السلام العربية في 2002، ورغم رفض إسرائيل لها وتسفيهها لها ولمن طرحها ، لم تتخذ أي ردة فعل او قرارات أو تُمارس أي ضغوط فعليّة عليها للقبول بها أو تقديم تنازلات . بدلاً من اتخاذ خطوات عملية مثل تجميد العلاقات مع إسرائيل أو فرض عقوبات اقتصادية ووقف التعامل معها ، ظل الخطاب العربي يقتصر على كلمات تمنّي وتوسل وشجب لا تُترجم إلى أفعال لابل أمعنوا بغيّهم بان اصبحوا شريان الحياه الأقتصادي لأسرائيل خلال حرب غزه.
واصبح ألامل يخبؤا لدى الشعوب العربيه في ظل هذه الأنظمه.... فهل للأمل بقيه ...؟ إذا توفرت الإرادة السياسية الصلبه البعيده عن الاعتبارات المصلحيه ، لا تزال أمام الدول العربية العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها للضغط على إسرائيل بشكل حقيقي والأنتصار لأنفسهم ولأهل غزه الصامدين .فالحرب على غزه تفتح أفاق وأبواب التحرر للعرب من الهوان والتبعيه والأذلال الذي لحق بهم طوال عقود(ومن الغريب العجيب أن المؤتمر لم يتعرّض لذكر اسرائيل في الإدانه وتحميلها مسؤولية دمار غزه لابخشونه ولابنعومه النبره). فالخطوة الأولى تتطلب اتخاذ موقف حازم بإيقاف كافة أشكال التطبيع والتنطيع مع إسرائيل، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية والأمنية. كفرض حظر على التعاملات التجارية مع إسرائيل، مع ممارسة ضغوط على الشركات العالمية التي تدعم الاحتلال ,وفرض التعميه الأمنيه ووقف التعامل بها.
أما على الصعيد المالي، يمكن إنشاء صندوق عربي لإعمار غزة، يُموّل من الدول العربية الغنية، ويُخصص لدعم إعادة البناء وتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين وإعادة الثقه بالعرب كرافعة لإعمار غزه بعيدا عن الإبتزازات الغربيه. كما يمكن للمجتمع العربي أن يقدم الدعم العسكري الفعلي لغزة من خلال تزويد المقاومة الفلسطينية بوسائل دفاعية،على ألأقل لبقائهم ، ولا بد أيضا من تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك لحماية الفلسطينيين في غزة وحمايه الدول العربيه نفسها لأمنها القومي الذي أصبح مهدد من أخس شعوب ألأرض وأهونها.
علاوة على ذلك، فإن هناك فرصه وضرورة للتحرك على الصعيد القانوني والدولي واستغلال جرائمهم في غزه وغيرها وعلى مدى عقود ، من خلال رفع دعاوي ضد الاحتلال وقادته في المحاكم الدولية، والضغط لطرد إسرائيل من المنظمات الدولية التي تدعم سياساتها الاستيطانية. وعلى المستوى الإعلامي، يمكن أن تلعب القنوات الإعلامية العربية دورًا مهمًا في نقل الرواية الفلسطينية والعربيه إلى العالم، من خلال إطلاق منصات إعلامية عالمية وتنظيم حملات إلكترونية تكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وتبقي غزه في القلب الجرح النازف والغائرفي ضمير ووجدان الأمه العربيه والأسلاميه وكل حر غيور في العالم ,فلا بد من النصرة والاغاثه بفتح معابر غزه لاستقبال المساعدات بشكل دائم ودون التودد للعدو ... وارسال الفرق الطبيه لمُعالجة الجرحى....وتوفير منح دراسيه لطلاب غزه .... وتوفير المأوى للنازحين .. وهذا أقل ما تستطيع فعله أُمّة قصّرت بالدفع عنها ... بل عَجَزت عن إدخال رغيف خبزوشربة ماء تنقذ بها جوعى غزه.
الواقع يُظهر بوضوح أن إسرائيل لم تعد تأخذ القمم العربية على محمّل الجد "وهاهي ترفض الخطه العربيه لإعمار غزه"، لأنها تعرف أن هذه القمم لا تُترجم إلى أفعال ملموسة بل هي مجسّات لِخفض ضغط الشعوب و حرارتها, وإذا استمر هذا النهج كمحاولة لإمتصاص الغضب الشعبي وإظهار تضامن شكلي مع القضية الفلسطينية، دون أي تاثير ، فستظل غزة تدفع الثمن الباهظ، ليس فقط نتيجة العدوان الإسرائيلي، ولكن أيضًا بسبب التخاذل العربي. ما هو مطلوب اليوم ليس المزيد من البيانات والشجب والإدانات، بل قرارات جريئة وفعّالة تُنهي مُعاناة الفلسطينيين وتضع حدًا للسياسات الإسرائيلية المُهينه للكرامة العربيه وحُرّاسها. ويبقى السؤال ماذا لو رفضت أمريكا خطة العرب لإعمار غزه بعد أن رفظتها اسرائيل..وهي تستعد للهجوم على غزه ماهي الخيارات والبدائل لدى العرب…؟؟فهل سيكون القادة العرب قادرين على إتخاذ خُطوات حاسمة؟ أم سيظل الشعب الفلسطيني وحيدًا في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية؟