
القلعة نيوز:
أعلنت شركة تسلا، الثلاثاء، عن تراجع أرباحها بنسبة 71% في الربع الأول من عام 2025، في نتائج جاءت أقل من توقعات المحللين، وسط تحذيرات من انخفاض الطلب نتيجة «تغير المزاج السياسي».
وسجّلت الشركة المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية أرباحًا بلغت 409 ملايين دولار، بعد انخفاض في مبيعات السيارات، وهو ما أرجعه بعض المحللين إلى تضرر سمعة العلامة التجارية بسبب ارتباط إيلون ماسك بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما انخفضت الإيرادات بنسبة 9% لتصل إلى 19.3 مليار دولار.
وتراجعت تسلا عن توجيهاتها السابقة لعام 2025، مشيرة إلى عدم اليقين المرتبط بالسياسات التجارية والطلب العالمي.
وقالت الشركة في بيانها: «تتزايد حالة عدم اليقين في أسواق السيارات والطاقة، إذ تؤثر السياسات التجارية المتغيرة بسرعة سلبًا على سلاسل التوريد العالمية وهيكل التكاليف لكل من تسلا ومنافسيها».
وأضافت: «هذا الواقع، إلى جانب تغير المزاج السياسي، قد يؤدي إلى تأثير ملموس على الطلب على منتجاتنا في المستقبل القريب.»
إطلاق نماذج جديدة
ورغم التحديات، أكدت تسلا أنها لا تزال على المسار الصحيح لإطلاق سيارات جديدة، بما في ذلك نماذج بأسعار أكثر تنافسية، خلال النصف الأول من عام 2025. ويأتي هذا بعد تقارير أشارت الأسبوع الماضي إلى تأجيل في موعد الإطلاق.
وكان بعض المحللين قد أشاروا إلى قِدم تشكيلة سيارات تسلا كأحد أبرز التحديات التي تواجه الشركة.
ومن المتوقع أن يتحدث ماسك، مساء اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر هاتفي مع المستثمرين والمحللين، حيث يطالبه البعض بتوضيح خططه بخصوص ارتباطه بإدارة ترامب، خاصة في ظل مطالبات متزايدة بأن يركّز جهوده على تسلا.
وكان ماسك، الذي يُعد أغنى رجل في العالم، قد تبرع بأكثر من 270 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية لعام 2024، كما يتولى قيادة «وزارة كفاءة الحكومة» (DOGE)، وهي هيئة حكومية جديدة مثيرة للجدل، منحت نفسها صلاحيات واسعة للاطلاع على قواعد بيانات حكومية حساسة، ونفّذت آلاف حالات تسريح للموظفين.
«كود أحمر» إذا استمر ماسك في DOGE
التحولات التي تشهدها الإدارة الأمريكية، وخصوصًا في البرامج الاجتماعية مثل التأمينات التقاعدية وتوقعات الأعاصير، أثارت تساؤلات بشأن مستقبل هذه المبادرات.
وقال دان آيفز، المحلل لدى «ويدبوش سيكيوريتيز»، إن الوضع سيكون «كود أحمر» إذا استمر ماسك في إدارة DOGE، مشيرًا إلى أن سهم تسلا «تعرّض لضغوط حادة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض».
وكانت تسلا قد أكدت في يناير الماضي خططها للكشف عن سيارات أرخص سعرًا في النصف الأول من عام 2025، وهو ما ساعد حينها في تهدئة الانتقادات بشأن افتقارها للتجديد.
لكن تقريراً نشرته «رويترز» الأسبوع الماضي أشار إلى تأجيل محتمل لإطلاق النسخة الأرخص من موديل Y لبضعة أشهر، دون توضيح الأسباب.
ومع ذلك، أكدت تسلا في بيانها الأخير أن خططها لإطلاق سيارة الأجرة الذاتية القيادة «روبوتاكسي» ما زالت في المسار المحدد، ومن المتوقع إطلاقها في يونيو.
مطالب بتوضيح من ماسك وخطة واضحة للمستقبل
ودعا دان آيفز ماسك إلى تقليص تدخله في شؤون DOGE، مطالبًا إياه بوضع جدول زمني واضح و«حقائق ملموسة» بشأن مشروعات تسلا الطموحة في مجال القيادة الذاتية والروبوتات.
من جانبها، قالت «مورغان ستانلي» إن الشركة قد تعلن قريبًا عن إعادة هيكلة لخفض التكاليف، في ظل انخفاض هوامش الأرباح بسبب الاستثمارات المكثفة في التكنولوجيا الجديدة.
وأشارت إلى أن أداء سهم تسلا سيتأثر كذلك بمدى وضوح التزام ماسك تجاه تسلا مقارنة بانشغالاته السياسية.
وختمت «مورغان ستانلي» بالقول: «المستثمرون سيبحثون عن أي إشارات تدل على إعادة ترتيب أولويات الرئيس التنفيذي بين تسلا والأنشطة ذات الطابع السياسي.»
وظل سهم تسلا شبه مستقر في تعاملات ما بعد الإغلاق.