
القلعة نيوز - قالت كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية النيابية إنه وفي "ذروة الصمت الدولي، وأمام مؤسسة تشريعية تمثل أحد أبرز مراكز القرار الأوروبي، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني لا ليخطب، بل ليضع المجتمع الدولي أمام مرآة الحقيقة السياسية والأخلاقية، مقدما تشخيصا دقيقا لانهيار المنظومة القيمية العالمية، في لحظة يعاد فيها تشكيل المشهد الدولي على أنقاض المبادئ، وعلى حساب المظلومين".
وأضافت، في بيان صحفي أصدرته اليوم الثلاثاء، أنه وفي مواجهة واحدة من أكثر اللحظات تقلبا في المشهد العالمي، قدم جلالة الملك خطابا مفصليا أمام البرلمان الأوروبي، أعاد فيه ضبط المعايير الأخلاقية والسياسية للنظام الدولي، وكشف بشكل مباشر مكامن الخلل في التعاطي مع أزمات العالم، وعلى رأسها ما يحدث في قطاع غزة، وما يتهدد مستقبل القيم الإنسانية.
ورأت الكتلة أن هذا الخطاب يعتبر وثيقة سياسية عالية المستوى، تجاوزت التقليد الدبلوماسي إلى تشخيص استراتيجي لحالة الانهيار الأخلاقي الدولي، إذ أعلن جلالة الملك أن "عالمنا قد فقد بوصلته الأخلاقية"، وهو توصيف دقيق لحالة التردد والازدواجية التي جعلت من القتل والمجاعة والتهجير في غزة مجرد أخبار عابرة.
وأكدت أن جلالة الملك لم يكتف بإدانة الأفعال، بل ذهب إلى جوهر الأزمة، عندما قال جلالته "عندما يفقد العالم قيمه الأخلاقية، نفقد حينها قدرتنا على التمييز بين الحق والباطل"، وهي رسالة موجهة إلى صناع القرار الدولي الذين يلوذون بالصمت حين تستباح إنسانية شعوب بأكملها.
وتابعت الكتلة، "لقد تحدث جلالته باسم شعوب لا صوت لها، حين تساءل بغضب: (كيف يعقل لما كان يعتبر فعلا وحشيا قبل عشرين شهرا فقط، أن يصبح الآن أمرا شائعا بالكاد يذكر؟)، ليضع العالم أمام فضيحة صمته، ويعري ما آل إليه الضمير العالمي من خذلان وتطبيع مع الفظائع".
وأشادت بتركيز الخطاب على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، حيث ربط جلالته هذه الوصاية بجذورها التاريخية والدينية والإنسانية، مستحضرا العهدة العمرية والشرعة الأخلاقية التي دافعت عن التنوع والكرامة منذ قرون، في رسالة واضحة ضد مشاريع التهويد والتطرف الديني والسياسي.
وثمنت الكتلة ما ورد في خطاب جلالته من ربط عميق بين القيم الإنسانية وأسس الاستقرار الحقيقي، إذ قال: "الأمن الحقيقي لا يكمن في قوة الجيوش، بل في قوة القيم المشتركة"، وهي دعوة صريحة لإعادة بناء النظام العالمي على أساس العدالة، لا على منطق المصالح والمساومات.
وشددت على أن جلالة الملك، في خطابه، لم يدافع فقط عن فلسطين، بل عن مستقبل المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن جلالته قال: "إذا استمرت الجرافات الإسرائيلية في هدم منازل الفلسطينيين فإنها ستهدم أيضا الحدود الأخلاقية".
واعتبرت أن هذا تحذير مباشر بأن ما يجري في الضفة وغزة يتجاوز كونه صراعا إقليميا، إلى كونه خطرا على القيم العالمية ذاتها.
وأوضحت الكتلة أن خطاب جلالة الملك يمثل إعلانا صريحا بأن الأردن، بقيادته الهاشمية، سيبقى في طليعة من يواجهون هذا الانهيار، ويقدم بدائل واقعية قائمة على القانون الدولي والسلام العادل.
ودعت إلى تبني ما ورد في الخطاب كخارطة طريق للعمل العربي والدولي، فالصراع في منطقتنا ليس سياسيا فقط، بل هو معركة على المعنى، على المبادئ، وعلى مستقبل الإنسانية ذاتها.
--(بترا)