شريط الأخبار
الاحتلال يشن حملة مداهمات واسعة في الضفة الغربية المومني يرعى انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني حول الخطاب الإعلامي في الجامعة الهاشمية قائد الحرس الثوري: قواتنا في ذروة الجاهزية للرد على أي تهديد وردنا الصاروخي انتهى بهزيمة "إسرائيل" اجتماع إسطنبول يرفض أي وصاية على غزة: الحكم للفلسطينيين وحدهم ترامب يهدد بحرمان نيويورك من التمويل إذا فاز ممداني مندوبا عن الملك .. حسان يشارك في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم: التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة للطالب والمعلم وزير الخارجية يعقد مباحثات موسعة مع وزيرة الخارجية والتنمية البريطانية قطر تؤكد دعمها للوصاية الهاشمية وتحرص على تعزيز التعاون الاقتصادي مع الأردن وزير المياه يوعز بزيادة صهاريج المياه وسرعة إنجاز محطة المعالجة في البربيطة الهلال الأحمر الفلسطيني: رفح معزولة عن المساعدات وتواجه مجاعة متفاقمة أكسيوس: واشنطن تقدم مشروع قرار لإنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين الملكة: "لحظات لا تنسى في قمة عالم شاب واحد" استشهاد فلسطيني وإصابة آخر برصاص مسيرة إسرائيلية شرق غزة الديوان الملكي ينشر صورة جديدة للملك عالم اجتماع اسرائيلي: خطة غزة سيناريو لكارثة مؤكدة الملكة رانيا تدعو شباب العالم لمواجهة الكراهية بالأمل الحكومة تحصل 159 مليون دينار من "المساهمة الوطنية" العام الماضي غوتيريش: 700 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع في العالم واشنطن تقدم مشروع قرار لإنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين

التحوّل الصامت: كيف أعادت جامعة البلقاء التطبيقية تعريف التعليم التقني في الأردن؟

التحوّل الصامت: كيف أعادت جامعة البلقاء التطبيقية تعريف التعليم التقني في الأردن؟

القلعة نيوز :

خاص: خ ق

في زمنٍ كانت فيه مؤسسات التعليم العالي في الأردن تترنّح تحت وطأة التحديات، بدت جامعة البلقاء التطبيقية وكأنها تسير في دربٍ مُثقلٍ بالماضي، تبحث عن إشراقة تقودها نحو المستقبل. كانت الفجوة تتسع بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات السوق، وكان التعليم التقني أشبه بوردة مهملة في بستان التعليم العالي، لا ترويها السياسات ولا ترعاها الميزانيات.
لكن، كما يُبعث النور من رحم العتمة، أطلّ الدكتور أحمد فخري العجلوني، بعقليته المرنة وحضوره المتزن، ليعيد تشكيل ملامح المشهد الجامعي، لا عبر الخطابات الرنانة، بل من خلال فعلٍ مؤسسيّ هادئ ومتصاعد. دخل الجامعة لا كإداري عابر، بل كمُهندس رؤى، يُعيد ترتيب المعادلة التي طالما غابت عن وعي كثيرين: أن الجامعة لا تُقاس بعدد طلبتها، بل بعدد الفرص التي تخلقها، وعدد العقول التي تحرّرها.
في غضون عامين فقط، شهدت الجامعة قفزة نوعية في التعليم التقني، تضاعف فيها عدد الطلبة المنتسبين إلى الدبلوم الفني بنسبة تجاوزت 60%، وتم إطلاق تخصصات نوعية تلبي احتياجات السوق المحلية والعربية، من الذكاء الاصطناعي إلى الأمن السيبراني، مرورًا بالتكنولوجيا الحيوية والتصنيع الغذائي. تحوّلت المشاغل والمختبرات من غرف معزولة إلى منصات للإبداع، وامتزجت رائحة الحديد والنحاس برائحة الحبر والأفكار.
أما البحث العلمي، فقد غادر رتابته القديمة، وتحول إلى محرّك فعلي للتنمية، إذ تضاعف عدد الأبحاث المنشورة في المجلات المصنفة، وتم ربطها مباشرة بمشكلات المجتمع والصناعة، ليُحدث فرقًا في حياة الناس. استُحدثت صناديق لدعم الباحثين، وعُقدت شراكات دولية منفتحة، جعلت من الجامعة بيئة خصبة للابتكار، ومع ذلك، لم يكن الدكتور العجلوني صانع رؤية تقليدية، بل مربيًا من طراز فريد، جعل من شخصية الطالب محورًا لكل تحول، تزايدت المبادرات الطلابية كأغصان زيتون في أرض خصبة، ورُسّخت فكرة القيادة المجتمعية من خلال برامج تدريبية تجاوزت المألوف، لتمنح الطالب ليس فقط معرفة، بل كيانًا، وثقة، ومكانة.
لقد باتت الجامعة، أشبه بمختبر حيّ للنهضة الوطنية و مسرحًا تفاعليًا تُصقل فيه الطاقات، تحوّلت جامعة البلقاء إلى قصة تُروى، لا لأنها مؤسسة تعليمية، بل لأنها أصبحت مرآة لبلدٍ ينهض حين يُحسن اختيار رجاله.
في قلب المشهد، يظل الدكتور العجلوني حاضرًا؛ لا كمجرد رئيس جامعة، بل كعقلٍ يُجيد استنطاق الأرقام، وعينٍ ترى ما بعد الأسوار، وروحٍ تؤمن أن التعليم التقني ليس خيارًا ثانيًا، بل هو خط الدفاع الأول عن الاقتصاد، والمحرّك الأهم لعجلة التنمية. ليس من السهل أن تنجح جامعة أردنية رسمية في تحقيق التوازن بين الواقعية والطموح، بين محدودية الموارد واتساع التحديات، لكنّ العجلوني، بعقلية تنويرية مرنة، أثبت أن الإصلاح ممكن، إن توفرت الإرادة، والرؤية، والفريق، هو لا يتحدث كثيرًا، لكن ما تحقق في عهده يتحدث عنه بصوتٍ عالٍ.