شريط الأخبار
العميد حسان القضاة مديرة إدارة مكافحة المخدرات .. قيادة فذة وإدارة حصيفة ونظرة ثاقبة ‏"وزيرة قطرية "تخرج عن صمتها بعد القصف الإسرائيلي : إفلاس أخلاقي وسياسي العين العياصرة : الإقليم أصبح " ملطشة " ومستباحًا للاحتلال الإسرائيلي ترامب يدعو قطر إلى مواصلة جهود الوساطة لإنهاء حرب غزة الأردن يشارك غدا في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2025 بالشارقة دول ومنظمات تدين العدوان الإسرائيلي على قطر المومني : الأردن يدين العدوان على قطر ويؤكد عدم عبور الطائرات الإسرائيلية للأجواء الأردنية المومني : أمن واستقرار قطر جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني العربي والأردني قطر تنفي إبلاغها بالهجوم الإسرائيلي مسبقاً مصدر عسكري ينفي مرور طائرات إسرائيلية لضرب أهداف بقطر عبر الأجواء الأردنية رئيس مجلس النواب: هجوم جبان على الدوحة يتطلب موقفا عربيا موحدا وقويا البيت الأبيض: ترامب لم يوافق على عملية إسرائيل وطلب إبلاغ الدوحة حماس تعلن اغتيال 5 من أعضائها ونجاة قادتها من الهجوم الإسرائيلي الداخلية القطرية: استشهاد عنصر وإصابة آخرين من قوة الأمن نتنياهو: استهداف قادة حماس قد ينهي حرب غزة الصفدي ونظيره السعودي يبحثان الهجوم الإسرائيلي السافر على قطر الرواشدة يلتقي المدير العام للمركز الوطني للثقافة الآسيوية ماكرون الضربات الإسرائيلية في قطر غير مقبولة ولي العهد: دعمنا الكامل للحفاظ على امن وسيادة قطر الاحداث ووجهة نظر أخرى

التحوّل الصامت: كيف أعادت جامعة البلقاء التطبيقية تعريف التعليم التقني في الأردن؟

التحوّل الصامت: كيف أعادت جامعة البلقاء التطبيقية تعريف التعليم التقني في الأردن؟

القلعة نيوز :

خاص: خ ق

في زمنٍ كانت فيه مؤسسات التعليم العالي في الأردن تترنّح تحت وطأة التحديات، بدت جامعة البلقاء التطبيقية وكأنها تسير في دربٍ مُثقلٍ بالماضي، تبحث عن إشراقة تقودها نحو المستقبل. كانت الفجوة تتسع بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات السوق، وكان التعليم التقني أشبه بوردة مهملة في بستان التعليم العالي، لا ترويها السياسات ولا ترعاها الميزانيات.
لكن، كما يُبعث النور من رحم العتمة، أطلّ الدكتور أحمد فخري العجلوني، بعقليته المرنة وحضوره المتزن، ليعيد تشكيل ملامح المشهد الجامعي، لا عبر الخطابات الرنانة، بل من خلال فعلٍ مؤسسيّ هادئ ومتصاعد. دخل الجامعة لا كإداري عابر، بل كمُهندس رؤى، يُعيد ترتيب المعادلة التي طالما غابت عن وعي كثيرين: أن الجامعة لا تُقاس بعدد طلبتها، بل بعدد الفرص التي تخلقها، وعدد العقول التي تحرّرها.
في غضون عامين فقط، شهدت الجامعة قفزة نوعية في التعليم التقني، تضاعف فيها عدد الطلبة المنتسبين إلى الدبلوم الفني بنسبة تجاوزت 60%، وتم إطلاق تخصصات نوعية تلبي احتياجات السوق المحلية والعربية، من الذكاء الاصطناعي إلى الأمن السيبراني، مرورًا بالتكنولوجيا الحيوية والتصنيع الغذائي. تحوّلت المشاغل والمختبرات من غرف معزولة إلى منصات للإبداع، وامتزجت رائحة الحديد والنحاس برائحة الحبر والأفكار.
أما البحث العلمي، فقد غادر رتابته القديمة، وتحول إلى محرّك فعلي للتنمية، إذ تضاعف عدد الأبحاث المنشورة في المجلات المصنفة، وتم ربطها مباشرة بمشكلات المجتمع والصناعة، ليُحدث فرقًا في حياة الناس. استُحدثت صناديق لدعم الباحثين، وعُقدت شراكات دولية منفتحة، جعلت من الجامعة بيئة خصبة للابتكار، ومع ذلك، لم يكن الدكتور العجلوني صانع رؤية تقليدية، بل مربيًا من طراز فريد، جعل من شخصية الطالب محورًا لكل تحول، تزايدت المبادرات الطلابية كأغصان زيتون في أرض خصبة، ورُسّخت فكرة القيادة المجتمعية من خلال برامج تدريبية تجاوزت المألوف، لتمنح الطالب ليس فقط معرفة، بل كيانًا، وثقة، ومكانة.
لقد باتت الجامعة، أشبه بمختبر حيّ للنهضة الوطنية و مسرحًا تفاعليًا تُصقل فيه الطاقات، تحوّلت جامعة البلقاء إلى قصة تُروى، لا لأنها مؤسسة تعليمية، بل لأنها أصبحت مرآة لبلدٍ ينهض حين يُحسن اختيار رجاله.
في قلب المشهد، يظل الدكتور العجلوني حاضرًا؛ لا كمجرد رئيس جامعة، بل كعقلٍ يُجيد استنطاق الأرقام، وعينٍ ترى ما بعد الأسوار، وروحٍ تؤمن أن التعليم التقني ليس خيارًا ثانيًا، بل هو خط الدفاع الأول عن الاقتصاد، والمحرّك الأهم لعجلة التنمية. ليس من السهل أن تنجح جامعة أردنية رسمية في تحقيق التوازن بين الواقعية والطموح، بين محدودية الموارد واتساع التحديات، لكنّ العجلوني، بعقلية تنويرية مرنة، أثبت أن الإصلاح ممكن، إن توفرت الإرادة، والرؤية، والفريق، هو لا يتحدث كثيرًا، لكن ما تحقق في عهده يتحدث عنه بصوتٍ عالٍ.