
عواد العثمان
تقول العرب: إذا طلع سهيل، امتنع القيل، وخيف السيل، وبرد آخر الليل، ويقول أهل البادية في الزمن المتأخر: إذا طلع سهيل لا تامن السيل ويضيف أهل نجد: وتلمّس التمر بالليل، فماهو نجم سهيل وما هي علاقته بكل ما ذكر؟
يقع نجم سهيل في كوكبة السفينة وهي من الكوكبات التي تقع في القسم الجنوبي من القبة السماوية، ولذلك فهو من الكواكب التي يقل وقت ظهورها ويقل ارتفاعها كلما ابتعد موقع الرصد إلى الشمال من خط الاستواء.
يمكن لسكان جنوب الجزيرة العربية أن يروا نجم سهيل فجرًا اعتبارًا من نهاية شهر تموز/ يوليو، وفي وسط الجزيرة العربية يمكن رؤيته في نهاية شهر آب/ أغسطس، أما في الأردن فلا يمكن رؤيته قبل العاشر من شهر أيلول/سبتمبر.
أما عن علاقته بامتناع القيل وتحري السيول فهو لأنه يطلع في الوقت الذي يبدأ النهار فيه بالتقاصر والليل بالتطاول وبذلك لا يعود هنالك وقت كافٍ للقيلولة، ولأنه يطلع بالتزامن مع وقت هطول أمطار الوسم التي غالبًا ما تسبب سيولًا جارفة، ولأنه يطلع في الوقت الذي ينضج فيه التمر.
وقد كانت العرب قديمًا تعرف دخول الخريف وانصرام الصيف بطلوعه، فإذا طلع سهيل بدأوا بالاستعداد لفصل الشتاء، أما بحراثة الأرض وزراعتها بالنسبة لأصحاب الزراعة، أو بالاستعداد للترحال والنجعة البعيدة بالنسبة لأهل البادية.