
القلعة نيوز- يُعد متنزه الملك عبدالله الثاني السياحي الواقع في قلب مدينة معان، واحداً من أبرز الوجهات السياحية والترفيهية في المحافظة، ويمتاز بطابع تاريخي وتراثي فريد، إذ يضم أشجاراً معمّرة يعود عمرها إلى مئات السنين، لتشكل معاً لوحة طبيعية متكاملة تجمع بين عبق الماضي وجمال الحاضر.
ويستقطب المتنزه العائلات والمتنزهين يومياً لما يتمتع به من مرافق وخدمات متكاملة تجعله مقصداً مثالياً لقضاء أوقات عائلية ممتعة، فضلاً عن دوره في توفير بيئة آمنة ومساحات خضراء رحبة تلبي احتياجات الزوار من مختلف الأعمار.
وقال مدير مديرية سياحة محافظة معان حمزة كريشان، إن المتنزه يضم أربعة مرافق رئيسة، بدءا بمركز الحرف اليدوية الذي يعنى بالحفاظ على التراث المحلي، ومتحف معان التراثي الذي يعرض المقتنيات التراثية والتاريخية للمدينة، والثالث يحتوي على ساحة مخصصة لألعاب الأطفال لتوفير بيئة ترفيهية مناسبة للصغار، أما القسم الأخير فهو حديقة عائلية مزودة بجلسات مهيأة للزوار، ما يجعل المتنزه وجهة سياحية متكاملة تجمع بين الترفيه والمعرفة.
وأشار كريشان إلى أن المتنزه يحتضن أشجاراً معمّرة يعود عمر بعضها إلى أكثر من 400 عام، من بينها أشجار النخيل والتين والزيتون والرمان، وهي أشجار تحكي قصة الزراعة التراثية القديمة في مدينة معان.
وأضاف، إن هذه الأشجار التاريخية والمعمّرة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجيل الأمس، ما جعلها تحمل تحت ظلالها الوارفة موروثاً شعبيا وحضوراً اجتماعياً وثقافياً وسياحياً وجمالياً لا حدود له وسط الصحراء، وليشكل وجودها جزءاً مهماً من تاريخ المنطقة وموروث المجتمع.
وأكد أن المتنزه يشكل جزءاً من مسار معان السياحي الذي يربط سوق معان القديم بمتحف التراث ومركز الحرف اليدوية، وينتهي عند قصر الملك عبدالله المؤسس، مشيرا الى أن أهمية هذا المسار تتجلى في رمزيته التاريخية، إذ يعكس من خلال الآثار والبساتين التي تحتضن الأشجار المعمرة شواهد الاستقرار البشري في المحافظة منذ أجيال.
وأشار إلى أن المتنزه يترجم رؤية وزارة السياحة والآثار الرامية إلى تعريف السياح بالمعالم التي تتميز بها المحافظات، وتعزيز السياحة الداخلية، وتوفير فضاءات عامة تخدم المجتمع، ما يجعله رافداً سياحياً مهماً ومعلماً حضارياً بارزاً في المدينة.
وأضافـ إن المتنزه يتميز بموقعه الجغرافي لقربه من السوق القديم، ويمتد على مساحة واسعة تبلغ نحو 24 دونماً، تحتوي على مسطحات خضراء، وأماكن للجلوس، وركن للترفيه، بالإضافة إلى مسارات للمشي.
ويفتح المتنزه أبوابه يومياً للزوار من الساعة 5:00 مساءً وحتى 11:00 مساءً طيلة أيام الأسبوع، موفراً بيئة مريحة وآمنة للعائلات، ويعتبر متنفساً حقيقياً، خصوصاً في العطل الأسبوعية.
وأوضح كريشان أنه جرى تطوير المتنزه في وقت سابق، وشملت الأعمال العناية بأشجار النخيل المعمرة التي تُجسّد رمزية تاريخية ارتبطت بمسار الحج الشامي قديماً، إلى جانب زيادة أعداد الأشجار، وتوسيع الرقعة الخضراء، وصيانة الآبار، وإضافة ألعاب جديدة للأطفال، وتوفير الإضاءة باستخدام الطاقة الشمسية.
--(بترا)