شريط الأخبار
ترامب يعلن بدء المرحلة الثانية من خطة غزة إسرائيل: لن يدخل غزة إلا 300 شاحنة مساعدات وقيود صارمة على الوقود ولي العهد يلتقي ممثلين عن شركة بيرسون العالمية في لندن الأردن يعرب عن تطلعه بأن تسهم مخرجات قمة شرم في إنهاء الحرب على غزة ولي العهد يلتقي رئيس مجلس العموم البريطاني ورئيسة لجنة التنمية الدولية بالمجلس الأمن العام: إسعاف 22 شخصا إثر تسرب غاز داخل مصنع في العقبة استعدادات أمنية مشددة وقناصة على الأسطح قبل المواجهة بين إيطاليا وإسرائيل في تصفيات كأس العالم صندوق النقد الدولي يرفع توقعات النمو العالمي محذرا من مخاطر التفتت الاقتصادي "رويترز" : قائد عسكري في مدغشقر يعلن السيطرة على الحكم‌‏ منتخب سوريا يتأهل لكأس آسيا 2027 صندوق النقد الدولي يحذر من تداعيات العقوبات الأمريكية على أسواق النفط "بيلد": "قمة شرم الشيخ للسلام" في مصر انتهت بـ"فوضى" بالنسبة لميرتس برشلونة يكشف طبيعة إصابة نجمه ليفاندوفسكي شكر وتقدير .. للنائب رانيا ابو رمان ورئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور احمد العجلوني إسرائيل تقرر عدم فتح معبر رفح وتقليص المساعدات رئيس "الأعيان": قانون الإدارة المحلية رافعة للتنمية ومحور للإصلاح الشامل الجيش الإسرائيلي يتعرف على رفات 4 رهائن سلمتها حماس "الصحة العالمية": 15 ألف حالة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل في غزة الأمم المتحدة: 70 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار غزة الأمم المتحدة: هناك دول مستعدة للمساهمة في تكلفة إعادة إعمار غزة

المرأة الريفية الأردنية.. روح السياحة البيئية ومحرك التنمية المستدامة

المرأة الريفية الأردنية.. روح السياحة البيئية ومحرك التنمية المستدامة

القلعة نيوز- في ظل التحولات التنموية التي يشهدها الأردن، يبرز الدور المحوري للمرأة الريفية في دعم السياحة البيئية وتعزيز الاقتصاد المحلي بوصفها الشريك الأساسي في تحقيق التنمية المستدامة، وتعد المرأة الريفية الأردنية ركنا ثابتا في معادلة التنمية وشريكا فاعلا في حماية التراث وتعزيز السياحة البيئية بما تمتلكه من عزيمة ومعرفة وخبرة متجذرة، فتمكينها يشكل استثمارا في مستقبل أكثر استدامة وعدلا ويعزز حضور الأردن على خريطة السياحة البيئية والتنمية المستدامة.

وأكدت مستشارة السياسات في قضايا تمكين المرأة والنوع الاجتماعي الدكتورة ميسون الدبوبي لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن تمكين النساء الريفيات يشكل ركنا رئيسا في مسار التنمية الزراعية والبيئية وفي الحد من الفقر والبطالة وتعزيز الأمن الغذائي.
وقالت إن تحقيق التنمية المستدامة لا يمكن أن يتم من دون مشاركة فاعلة من النساء الريفيات اللواتي يشكلن الركيزة الأساسية للتغيير الاقتصادي والاجتماعي والحفاظ على الموارد الطبيعية، خصوصا في ظل التحديات البيئية والتغيرات المناخية وشح الموارد المائية.
وأضافت إن تمكين المرأة الريفية يشكل محورا رئيسا في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ومن أهم الاستراتيجيات التي تبنى عليها برامج تنمية المرأة حول العالم، مبينة أن تطوير قدرات المرأة المادية عبر تأسيس مشاريع خاصة يسهم في فتح آفاق جديدة لمشاركتها الاقتصادية ضمن مجتمعها المحلي.
وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية، أشارت الدبوبي إلى أن الأردن يولي اهتماما كبيرا لتمكين المرأة من خلال التزامه بأهداف التنمية المستدامة واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، خاصة المادة 14 التي تؤكد دور المرأة الريفية في الحد من الفقر والبطالة وتحقيق الأمن الغذائي.
وأشارت إلى أن قضايا المساواة وتمكين المرأة تحتل موقعا بارزا في رؤية التحديث الاقتصادي الأردني، التي تسعى إلى رفع نسبة مشاركة النساء الاقتصادية من 14 إلى 28 بالمئة خلال السنوات العشر المقبلة من خلال التركيز على القطاعات ذات الأولوية مثل السياحة لتوفير فرص عمل آمنة ولائقة تعزز استقلالية المرأة الاقتصادية.
وأوضحت أن وزارة السياحة والآثار استحدثت خطة عمل لدمج النوع الاجتماعي في القطاع السياحي بهدف الحد من المعيقات التي تواجه النساء في المشاركة الاقتصادية، مشيرة إلى أن الخطة تضمنت برامج لتعزيز إدماج المرأة وتمكينها في السياحة، إضافة إلى إنشاء مديرية تعنى بتمكين المجتمعات المحلية، بما فيها النساء الريفيات.
وبينت أن السياحة البيئية تعد من أبرز القطاعات الاقتصادية في الأردن، لما توفره من فرص للنساء الريفيات لاستثمار الموارد الطبيعية والترويج للمنتجات والخدمات المحلية، ما يسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام للمجتمعات الريفية.
وأشارت الدبوبي، إلى أن المرأة الريفية الأردنية أثبتت قدرتها على الإبداع من خلال إدارة بيوت الضيافة وتحويل منازلها وأراضيها الزراعية إلى وجهات سياحية تستقبل الزوار وتقدم الأطعمة التقليدية والمنتجات المحلية والحرف اليدوية، ما يعزز الوعي بالتراث الأردني ويمنح السائح تجربة فريدة للتفاعل مع الحياة الريفية، مؤكدة أن هذا النموذج يحقق دخلا مستداما للنساء ويحافظ على البيئة والتنوع الحيوي.
وقالت إن الأردن يزخر بقصص نجاح لنساء ريفيات استطعن توظيف السياحة البيئية لتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي من خلال جمعيات تعاونية حصلن من خلالها على التدريب والدعم اللازمين لتطوير مشاريعهن، مثل جمعية نساء عراق الأمير في بيادر وادي السير، وبيت السلطانة في جرش ومراح حمدة في مادبا، وجمعية خزف البتراء، حيث تمكنت هذه المبادرات من إدراج مشاريعها ضمن المسارات السياحية الداخلية والخارجية.
وبينت أن المرأة الريفية تواجه عددا من التحديات، أبرزها محدودية الوصول إلى التمويل، ضعف البنية التحتية كخدمات النقل ورعاية الأطفال، بالإضافة إلى ضعف البرامج التدريبية والفجوة الرقمية التي تحد من تسويق المنتجات إلكترونيا، فضلا عن تأثير العادات والتقاليد وضعف التمكين القانوني للمرأة العاملة في القطاع.
ودعت إلى تمكين النساء في مجالات إدارة المشاريع الصغيرة والتسويق الرقمي وتحسين جودة المنتجات الحرفية والغذائية واستثمار معرفة المرأة الريفية بالتراث المحلي وتحويلها إلى فرص اقتصادية عبر التدريب المتخصص.
كما دعت الى إنشاء منصات إلكترونية مخصصة للنساء الريفيات العاملات في السياحة البيئية لتبادل الخبرات والترويج لقصص النجاح وتسهيل إجراءات ترخيص المشاريع ودعم إنشاء علامات تجارية تساعد في تسويق منتجاتهن، فضلا عن دمج مشاريعهن ضمن المسارات السياحية الوطنية.
من جانبها، قالت الأستاذ المساعد في قسم الإدارة السياحية بالجامعة الأردنية الدكتورة منى سليحات، إن المؤسسات التعليمية في الأردن تلعب دورا محوريا في دعم المرأة الريفية وتمكينها من خلال التعليم والبحث العلمي باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة.

http://petra.gov.jo/upload/Files/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%20(87).jpg
وأكدت أن دور الجامعات لا يقتصر على الجانب الأكاديمي في إحداث التغيير من خلال التعليم والتأهيل بل يمتد إلى خدمة المجتمع وتمكين فئاته، خصوصا المرأة الريفية التي تعد عماد الأسرة الأردنية وشريكا رئيسا في الإنتاج الزراعي والحرف التقليدية، مشيرة إلى أن المرأة الريفية ما تزال تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية تحد من استثمار طاقاتها.
وأشارت إلى أن الجامعات الأردنية، مثل الأردنية ومؤتة واليرموك، نفذت مبادرات مجتمعية بالشراكة مع مؤسسات محلية ودولية لدعم النساء في تأسيس مشاريع صغيرة وتطوير منتجاتهن الزراعية والغذائية، ما ساهم في تعزيز الدخل الأسري وتحقيق التنمية المحلية.
وأضافت، إن الجامعات تنفذ ورش عمل وندوات في المحافظات لرفع الوعي بأهمية التعليم وتمكين المرأة الريفية من المشاركة في الحياة الاقتصادية، انسجاما مع رؤية الأردن 2030 التي تركز على تمكين المرأة وتعزيز التنمية المتوازنة والمستدامة.
وأكدت أن البحث الأكاديمي يمثل أداة فاعلة لتحويل الاستراتيجيات الوطنية إلى واقع عملي يخدم السياحة المستدامة والمرأة الريفية، عبر تعزيز البحوث التطبيقية والمشاريع الميدانية التي تترجم الخطط إلى مبادرات ملموسة مثل تطوير المنتجات السياحية المحلية أو إنشاء مسارات سياحية تدار من قبل النساء في القرى الريفية.
وتابعت سليحات، أنها تشجع الطلبة على المشاركة في برامج خدمة المجتمع لتقديم حلول مبتكرة قائمة على المعرفة في مجالات التسويق الرقمي وإدارة الموارد الطبيعية المستدامة، مؤكدة أن هذه الجهود تتكامل من خلال شراكات الجامعات مع القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية.
ولفتت إلى مبادرة "مشوار بيئي" التي ينفذها قسم الإدارة السياحية في كلية السياحة والآثار بالجامعة الأردنية بالتعاون مع مركز الشرق الأوسط لتمكين المبادرات، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي وتطبيق مفاهيم السياحة المستدامة عمليا عبر برنامج تدريبي ميداني في مواقع طبيعية غير موثقة.
وشددت على أن القطاع السياحي قادر على الإسهام بفاعلية في تمكين المرأة الريفية، لدوره المؤثر في دعم الاقتصاد الوطني وارتباطه المباشر بقطاعات إنتاجية متعددة، مبينة أن تجربة جمعية سيدات عراق الأمير تعد أنموذجا ناجحا يجمع بين تمكين المرأة الريفية وتعزيز السياحة المستدامة من خلال مشاريع تعتمد على الحرف التقليدية مثل السيراميك والمنسوجات والصابون الطبيعي، ما يسهم في تحويل التراث المحلي إلى مصدر دخل مستدام يحافظ على الهوية الثقافية الأردنية.
--(بترا)