عقد السفير حسن صالح سوار الذهب، سفير السودان لدى المملكة الأردنية الهاشمية بمقر إقامته بضاحية عبدون، اليوم الأربعاء الموافق 12 نوفمبر 2025، مؤتمراً صحفياً تناول فيه التطورات الأخيرة للأوضاع بالسودان، خاصة الأوضاع المأساوية والإنتهاكات التي جرت في مدينة الفاشر. وقد أشار سعادة السفير أن حكومة السودان تواجه تمرد ميليشيا الدعم السريع مؤكداً في ذات الوقت أن الحرب سببها الرئيسي هذا التمرد الذي سعى للاستيلاء على السلطة بالقوة منذ فجر 15 أبريل 2023. وأكدت أن هناك دعماً إقليمياً ودولياً للميليشيا يشمل تسليحاً متطوراً وشراء مرتزقة، ما أدى إلى تمدد الحرب زمنياً وشجع الميليشيا على ارتكاب مجازر مروعة ضد المدنيين في مدن مثل الجنينه والفاشر والهلالية وغيرها. على الصعيد العسكري، أبرز السفير صمود الجيش السوداني في مواجهة الميليشيا، مع سيطرة الجيش على عدة ولايات واستخدام الميليشيا المقابل لتكتيكات غير أخلاقية مثل هجمات الطائرات المسيّرة على المقدرات المدنية والمواطنين. اقتصادياً، أشار السفير أيضاً إلى أن الصراع أدى إلى تدهور كبير، بينما يشهد المستوى الإنساني نقصاً غذائياً محدوداً بسبب حصار الميليشيا للعديد من المناطق مع استمرار جهود الحكومة بمساعدة العديد من الجهات في تسهيل وصول المساعدات رغم تعنت قيادة ميليشيا الدعم السريع المتمردة في السماح بها واعتداءاتها المتكررة على قوافل الإغاثة.
فيما يخص مبادرات الحل، أوضحَ السفير أن الحكومة السودانية تلتزم باتفاق جدة وتتحفظ على مبادرة الرباعية، وتصر على إشراكها في أي مفواضات تعنيها والنص في أي مبادرة على انسحاب الكامل لـميليشيا الدعم السريع المتمردة من المناطق المدنية وتجميع مقاتليها في معسكرات وتسليم أسلحتهم ووقف هجماتهم على المدنيين، وأضاف أن الحكومة ترفض المساواة بين الدولة ذات السيادة والميليشيا المتمردة وترفض مبدأً وضعهما على عتبة أخلاقية واحدة، وأشار في ذات السياق إلى أن الحكومة السودانية لديها تحفظات على بعض أطراف الرباعية. استطرد سعادته إلى ترحيب حكومة السودان بالمبادرة الأمريكية للهدنة، ذلك الترحيب المشروط بعدم التهاون مع المتمردين وحرمانهم من مواصلة التعبئة العسكرية، مع تأكيد أن الحل النهائي يجب أن يكون، بعد الفراغ من الحل الأمني، بابتدار عملية سياسية بقيادة مدنية وإعادة بناء الدولة، مع فتح الباب لمفاوضات سلام شاملة تحافظ على وحدة وسيادة السودان وتفتح الطريق لانتقال ديمقراطي سلس يرجوه الجميع.




