شريط الأخبار
الدكتور موسى بني خالد يلسع أحمد الصفدي : أتعبتمونا حقاً الصفدي وغوتيريش يؤكدان أهمية دعم الأونروا لضمان استمرار خدماتها للاجئين الفلسطينيين ولي العهد: مبارك للأردن .. النشامى لنصف نهائي كأس العرب الملكة للنشامى: فخرنا فيكم ما له حدود الأمير هاشم يشجع النشامى بين الجماهير الأردنية في قطر الأردن ودول عربية وإسلامية: الاقتحام الإسرائيلي لمقر أونروا تصعيد غير مقبول النائب أروى الحجايا تُهنئ النشامى : إنجار رياضي أردني نفتخر به منتخب النشامى يفوز على العراق ويتأهل لملاقاة السعودية في نصف نهائي كأس العرب الاقتصاد الرقمي توسع نطاق خدمة براءة الذمة المالية الإلكترونية في البلديات ولي العهد: كلنا مع النشامى إعلان تشكيلة النشامى في مواجهة العراق (أسماء) وزير الثقافة يفتتح معرض "ما وراء الإطار – فراشي من أجل الحرية" ويشيد بإبداع الأطفال والشباب ( صور ) ترامب: النزاع في أوكرانيا قد يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة بوتين يعقد اجتماعا مطولا مع أردوغان في عشق آباد.. ورئيس وزراء باكستان ينضم إليهما! الجمعية الأردنية لدعم مبتوري الأطراف والحملة الأردنية تطلقان برنامج الصحة العلاجية والتغذوية في غزة الأرصاد الجوية: استمرار الأجواء الضبابية خلال الأيام الثلاثة المقبلة وزير الاتصال الحكومي ينعى الصحفي بسام الياسين الزراعة: الموسم المطري إيجابي مقارنة بالعام الماضي رؤية النائب الشبيب الاقتصادية : مدينة جديدة في البادية الشمالية مشروع دولة استراتيجي ترامب: سنستهدف شحنات المخدرات الفنزويلية البرية قريبا

نصيرات يكتب : "تحسين التل" مؤرخ حمل ذاكرة إربد على كتفيه وكتب تاريخ الشمال بصدق

نصيرات يكتب : تحسين التل مؤرخ حمل ذاكرة إربد على كتفيه وكتب تاريخ الشمال بصدق
الدكتور خلدون نصيرات
في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتراجع فيه الذاكرة، يبرز مؤرخون يصنعون فرقاً حقيقياً عبر حفظ ما قد يندثر. ومن بين هؤلاء يبرز اسم تحسين أحمد التل؛ الباحث والمؤلف والمؤرخ الذي كرس جهداً استثنائياً لتوثيق تاريخ إربد والشمال الأردني، مقدّماً نموذجاً نادراً في الدقة والموضوعية والاعتماد على المصادر الموثقة.
دور تحسين في توثيق تاريخ إربد والشمال.
وُلد التل في مدينة إربد عام 1961، ونشأ في بيئة تُقدّر الكلمة وتعتز بالتراث. ورغم عمله في مجالات إدارية ومحاسبية، ظلّ شغفه بالبحث والتوثيق يقوده نحو مشاريع ثقافية شكلت لاحقاً مرجعاً أساسياً لكل من يدرس
شمال الأردن. فقد وضع جهوده في إطار علمي يعيد للتاريخ دقته ويصحح ما علق بالوعي العام من روايات شفوية غير دقيقة.
تميّز التل بقدرته على العودة إلى الوثائق العثمانية، والدفاتر الرسمية، والسجلات التاريخية، ليعيد ترتيب المعلومات ضمن سردية علمية متماسكة. ومن أبرز إنجازاته دراسته المتعمقة حول قرى الشمال عام 1871، والتي أصبحت مرجعاً رئيسياً للباحثين في تاريخ المنطقة. كما ألّف كتاب "ما يخطر في البال عن أهل الشمال”، الذي ربط فيه التاريخ بالإنسان، وقدّم سرداً اجتماعياً ثرياً يوثق الحياة اليومية ويكشف التحولات التي شهدتها المنطقة.
ولم يكتفِ التل بالتاريخ المحلي، بل درس الإمارة الزيدانية ودورها السياسي، مقدماً سرداً مبسطاً وواضحاً لحقبة معقدة لطالما بقيت حبيسة الكتب المتخصصة. كما تناول تاريخ آل التل بموضوعية تامة، بعيداً عن التجميل أو الانحياز، مقدماً نموذجاً لكيف يجب أن يُكتب التاريخ العائلي في الأردن: توثيق دقيق، وحياد علمي، واحترام للحقيقة.
وإلى جانب الكتابة التاريخية، قدم التل مقالات وتحليلات في السياسة والاقتصاد والمجتمع، تميزت باستقلالية الرأي وجرأة الطرح، وظلّ قلمه منحازاً للمصلحة العامة ومبتعداً عن المجاملة.
ورغم هذا الجهد الكبير، وما لا يزال في أدراجه من مخطوطات لم تُطبع بعد، يبقى التكريم الرسمي لهذا الباحث أقل من حجم ما قدمه لتاريخ الوطن. ومن هنا تدعو آفاق نيوز الجهات المعنية — من جامعات ومؤسسات ثقافية وبلديات وروابط تاريخية — إلى الالتفات لهذا العطاء، وتكريم تحسين التل تقديراً لخدمة ثقافية ووطنية تستحق الوقوف عندها.
إن تكريم تحسين التل ليس مجرد احتفاء بشخص، بل هو احترام لذاكرة مدينة، وتثمين لجهد علمي رصين، ورسالة بأن الأردن يقدّر من يوثق تاريخه بصدق وإخلاص.
تحسين التل ليس مجرد مؤرخ؛ إنه ذاكرة إربد وروح الشمال وقلم كتب ليدوم… وسيبقى.