شريط الأخبار
استشهاد فلسطيني عقب إطلاق الاحتلال الرصاص على مركبة جنوبي نابلس ترمب: أردوغان صديق عزيز.. وندرس عودة تركيا لـ "إف-35" قطر تجدد دعمها للشرعية اليمنية وتثمن مواقف السعودية والإمارات لتعزيز استقرار المنطقة نابلس.. احتراق مركبة برصاص الاحتلال واستشهاد شاب و3 إصابات في مجزرة ميدانية جنوب المدينة وزير خارجية الإمارات يتلقى اتصالا من نظيره الأميركي ناقشا فيه التطورات في اليمن ‌‏الإمارات تعلن إنهاء وجودها العسكري في اليمن مدير فريق تصميم العملة السورية الجديدة يوضح مغزى الرموز والدلالات المضافة على العملات الجديدة منخفض جوي عالي الفعالية قادم إلى المملكة الخميس مع أمطار غزيرة وتحذيرات من السيول الشياب : تشكيل فرق ميدانية لمتابعة أداء المراكز الصحية بإربد أحمد بن بريك: إعلان دولة الجنوب في اليمن بات وشيكا وزير الخارجية يدعو لتحرك دولي عاجل لإدخال المساعدات إلى غزة برئاسة الملك سلمان .. مجلس الوزراء السعودي : لن نتردد في مواجهة أي تهديد لأمننا الوطني مصر تؤكد قدرة السعودية والإمارات على التعامل بحكمة في اليمن إسرائيل تعترف بجنودها المنتحرين بعد مشاركتهم في الحرب مَن هيبت الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي الجديد؟ برلمان العراق يتجاوز أزمة سياسية... ويفتح الترشح لـ«رئيس الجمهورية» النائب العياش يطالب بتقسيط المخالفات المرورية لتسهيل ترخيص المركبات وزارة الإدارة المحلية تباشر بتقييم أضرار السيول في الكرك وزير السياحة ورئيس سلطة البترا يتفقدان الموقع الأثري ويطلعان على الخدمات المقدمة للزوار وزراء الداخلية والأشغال والسياحة يعلنون إجراءات فورية لمعالجة أضرار الهطول المطري في الكرك

العواملة يكتب: ماذا بعد احداث الرمثا؟

العواملة  يكتب: ماذا بعد احداث الرمثا؟

ماذا بعد احداث الرمثا؟

المحامي معن عبد اللطيف العواملة

لقد جاءت أحداث الرمثا لتؤكد مجدداً على نهج الأردن الثابت في التعامل مع التهديدات الإرهابية، وأن الأردن بوعي شعبه ووحدته الوطنية ويقظة أجهزته أقوى من الإرهاب. فالعملية الأمنية التي انطلقت استباقيا بناءً على معلومات استخبارية دقيقة أتاحت إحكام السيطرة على موقع الخلية قبل أن تتسع دائرة الخطر.

و هنا لا بد من وقفة متجددة من الاجلال و الاحترام لفرسان الحق في دائرة المخابرات العامة، وإخوتهم في كافة أجهزة الدولة الأردنية من أمنية وعسكرية ومدنية، على إنجازهم و تضحياتهم. تميزت هذه العملية الوقائية كسابقاتها بروح عالية من الانضباط، و حافظت على سلامة الابرياء. و كذلك اظهرت تطور القدرات التقنية للأجهزة الأمنية باستخدام روبوت مقاتل بالتوازي مع الطائرات المسيّرة.

الأردنيون يدركون أن من يضمرون الشر للوطن هم موتورون مجرمون لا ينتمون للوطنية أو العروبية ولا للدين الحنيف، بل هم موغلون في ظلمات عقولهم وقلوبهم المريضة و المضللة. وقد أكدت حادثة الرمثا على قوة النهج الأردني ورصانته في التعامل مع مثل هذه التحديات.

المهم قوله هنا ان المواجهة مع الارهاب شاملة، اذ ان مكافحة الإرهاب والتطرف والأفكار الضلالية ليست مسؤولية امنية حصرية. فالجاهزية الأمنية هي محور أساس، ولكن هناك حاجة ماسة إلى استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الأفكار المتطرفة يكون المحور الأمني جزءاً حيوياً منها وليس الوحيد. فالمطوب، و بحكمة، تفعيل العناصر الثقافية والاجتماعية والسياسية. وعلى قادة المجتمع وأصحاب الفكر والسياسيين تحليل الأسباب التي تجعل الشباب لقمة سائغة للتنظيمات غير الوطنية. علينا أن نعترف بأن الأفكار الدينية المتطرفة منتشرة بشكل اعمق مما نظن. و هنا مطلوب منا طرح الأسئلة المركزية حول طبيعة الدولة الحديثة المدنية التي ننشد، و ما مميزات الحراكات السياسية التي تعبر عن النبض الحقيقي للوطن.

نحن نعيش لحظات فارقة اقليميا و دوليا، و لا بد لنا من وقفة جادة. علينا ان نراجع و بطرق علمية و معلوماتية، و ليس انطباعية او شكلية، العوامل التي تغري الشباب بالانخراط في العمل الارهابي، او التعاطف معه. الشجاعة الوطنية تقتضي ان نعيد تعريف المشكلة من جذورها و ان نطرح الاسئلة الحرجة، و على رأسها طبيعة تعامل المجتمع مع التطرف و ليس مؤسسات الدولة فقط. في العقود القليلة الماضية، قامت الدول العربية بجهود مضنية و مخلصة لمحاربة الارهابيين، و لكنها لم تستأصل الفكر الارهابي في عمقه، لان ذلك هو مسؤولية المجتمع باكمله.

مجددا، علينا ان ندرك اللحظة التاريخية التي تفرضها الظروف الحالية، و ان نقتنص الفرص السانحة، و الا اعاد التاريخ نفسة مرات و مرات. على مرحلة ما بعد الرمثا ان لا تكون كما قبلها.