شريط الأخبار
ترامب يهدد حماس ويؤكد التزام إسرائيل بالهدنة الامن يلقي القبض على متهم بسرقة صيدلية في عمان ترامب يطلب من نتنياهو "عدم استفزاز" الحكومة السورية الكرك: تأخير دوام الدوائر الحكومية الثلاثاء حتى 10 صباحاً 69 مركزًا لإيواء المتضررين من السيول في جرش النائب الطراونة يطالب بإعلان حالة الطوارئ في الكرك لمعالجة أضرار المنخفض "الدكتورة رولا حبش " تُهدي "القلعة نيوز" نسخة من كتابها الجديد " أسرار الطاقة الكونية" "أشغال البلقاء" تعيد فتح طريق وادي شعيب -السلط محافظة الزرقاء في 2025.. مشاريع واعدة تحظى برعاية ملكية وحكومية هيئة الطاقة: مراجعة شروط ترخيص وآليات التعاقد مع شركات الغاز المنزلي القوات المسلحة تجلي دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج في المملكة ترامب: آمل الوصول للمرحلة الثانية من خطة السلام في غزة "بسرعة كبيرة" الأردن يدين إقرار الكنيست قانونا يستهدف الاونروا الكرك: إغلاق طريق النميرة باتجاه العقبة الدفاع المدني يتعامل مع عدد من المركبات العالقة والأشخاص المحاصرين بمركباتهم والعديد من حالات شفط المياه بمختلف المحافظات غرف طوارئ بلدية جرش الكبرى تتعامل مع الملاحظات الواردة دوام الطلبة والكوادر الإدارية والتعليمية بالطفيلة التقنية داخل الحرم الجامعي كالمعتاد الأرصاد تحذر من السيول وارتفاع منسوب المياه في الكرك والطفيلة إغلاق طريق وادي عربة (غور إعسال) بسبب ارتفاع منسوب المياه بلدية المفرق تكثف حالة الطوارئ خلال المنخفض الجوي

السردي يكتب : "بوتين في الهند" تعزيز الشراكة الاستراتيجية والبحث عن توازن دولي جديد

السردي يكتب : بوتين في الهند تعزيز الشراكة الاستراتيجية والبحث عن توازن دولي جديد
د.علي السردي
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها النظام الدولي وتصاعد التوترات بين القوى الكبرى، تكتسب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند أهمية استثنائية، إذ تأتي في لحظة جيوسياسية دقيقة تعيد تشكيل خرائط النفوذ وتكشف عن توجهات جديدة في بنية العلاقات الدولية. فالهند وروسيا، اللتان ترتبطان بتاريخ طويل من التعاون الاستراتيجي، تسعيان اليوم إلى توسيع دائرة شراكتهما بما يتجاوز الإطار التقليدي، ليصبح رافعة مؤثرة في صياغة توازن عالمي يعكس تعددية القوى وطبيعة المرحلة القادمة.

وتمثل الزيارة نقطة انعطاف بارزة في سياق دولي يزداد تعقيداً، حيث تتقاطع الأزمات الأمنية مع المواجهات الاقتصادية وتتسع مساحات التنافس بين الأقطاب الصاعدة. وتبرز الهند، بثقلها السكاني واقتصادها السريع النمو وقدراتها العسكرية المتقدمة، كقوة قادرة على إعادة توزيع موازين القوة في آسيا والعالم، فيما ترى موسكو في تعزيز شراكتها مع نيودلهي خطوة استراتيجية تتيح لها توسيع خياراتها ومواجهة الضغوط الغربية المتزايدة. كما تمنح هذه الشراكة الطرفين مساحة أكبر للتحرك بعيداً عن الاستقطاب الحاد بين المعسكرات التقليدية.

وفي ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، تبدو الهند شريكاً اقتصادياً وسياسياً لا غنى عنه لموسكو، خصوصاً في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والابتكار الدفاعي. فقد أثبتت نيودلهي، من خلال اتباعها سياسة خارجية متعددة المحاور، قدرتها على الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف القوى العالمية دون الارتهان لأي طرف، ما يجعلها نقطة ارتكاز أساسية في التحولات الجارية داخل النظام الدولي.

وتكشف المباحثات بين بوتين والقيادة الهندية عن رغبة مشتركة في تحديث البنية الدفاعية للبلدين عبر مشاريع تصنيع عسكري متقدمة وتطوير أنظمة مشتركة لتوطين التكنولوجيا الحيوية في القطاعات الاستراتيجية. ولا يقتصر التعاون على المجال العسكري، بل يمتد إلى الصناعة والفضاء والطاقة، في إطار رؤية أوسع تستهدف بناء شراكة مستقرة قادرة على الصمود أمام الضغوط الدولية وإعادة هندسة التفاعلات الاقتصادية والسياسية في المنطقة.

أما بالنسبة لروسيا، فإن تعميق حضورها في جنوب آسيا لم يعد خياراً تكتيكياً بل ركيزة أساسية في سياستها الخارجية، خاصة في ظل احتدام التنافس الأميركي–الصيني. وتمنحها العلاقة المتينة مع الهند فرصة لإعادة تثبيت موقعها كفاعل رئيسي في معادلات الأمن الإقليمي والدولي، ورسالة واضحة بأن موسكو لا تزال قادرة على بناء تحالفات مؤثرة رغم محاولات عزلها.

وختاماً إن زيارة بوتين إلى الهند تتخطى حدود المجاملة الدبلوماسية لتشكل خطوة عملية نحو إعادة صياغة العلاقات الدولية، إذ تؤسس لشراكة تستند على مصالح استراتيجية عميقة ورؤية مشتركة لنظام عالمي أكثر توازناً وتعدداً. ومع اتساع التعاون بين موسكو ونيودلهي، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد بروز محور سياسي واقتصادي قادر على التأثير في مسار الأحداث العالمية، وفتح الباب أمام معادلة دولية جديدة لا تهيمن عليها قوة واحدة، بل تقوم على تفاعل مرن بين الأقطاب الصاعدة والقوى التقليدية في آن واحد.