شريط الأخبار
ترامب يهدد حماس ويؤكد التزام إسرائيل بالهدنة الامن يلقي القبض على متهم بسرقة صيدلية في عمان ترامب يطلب من نتنياهو "عدم استفزاز" الحكومة السورية الكرك: تأخير دوام الدوائر الحكومية الثلاثاء حتى 10 صباحاً 69 مركزًا لإيواء المتضررين من السيول في جرش النائب الطراونة يطالب بإعلان حالة الطوارئ في الكرك لمعالجة أضرار المنخفض "الدكتورة رولا حبش " تُهدي "القلعة نيوز" نسخة من كتابها الجديد " أسرار الطاقة الكونية" "أشغال البلقاء" تعيد فتح طريق وادي شعيب -السلط محافظة الزرقاء في 2025.. مشاريع واعدة تحظى برعاية ملكية وحكومية هيئة الطاقة: مراجعة شروط ترخيص وآليات التعاقد مع شركات الغاز المنزلي القوات المسلحة تجلي دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى للعلاج في المملكة ترامب: آمل الوصول للمرحلة الثانية من خطة السلام في غزة "بسرعة كبيرة" الأردن يدين إقرار الكنيست قانونا يستهدف الاونروا الكرك: إغلاق طريق النميرة باتجاه العقبة الدفاع المدني يتعامل مع عدد من المركبات العالقة والأشخاص المحاصرين بمركباتهم والعديد من حالات شفط المياه بمختلف المحافظات غرف طوارئ بلدية جرش الكبرى تتعامل مع الملاحظات الواردة دوام الطلبة والكوادر الإدارية والتعليمية بالطفيلة التقنية داخل الحرم الجامعي كالمعتاد الأرصاد تحذر من السيول وارتفاع منسوب المياه في الكرك والطفيلة إغلاق طريق وادي عربة (غور إعسال) بسبب ارتفاع منسوب المياه بلدية المفرق تكثف حالة الطوارئ خلال المنخفض الجوي

العواملة يكتب : بذور الوعي العربي في فكر الكواكبي

العواملة يكتب  : بذور الوعي العربي في فكر الكواكبي
المحامي معن عبد اللطيف العواملة
وُلد عبد الرحمن بن أحمد الكواكبي في حلب عام 1855، في كنف أسرة عريقة من المثقفين و العلماء. و تلقى علومه الاولى في المدرسة الكواكبية التي كان يديرها والده، حيث درس العلوم الشرعية، واللغة العربية، وأتقن التركية والفارسية. و عمل في عدة وظائف حكومية عثمانية مما سمح له بالاحتكاك المباشر بالولاة و السلطة و المجتمع ككل.
أسس جريدتي "الشهباء" و "الاعتدال" ، و وثق خلالهما تجاوزات الإدارة العثمانية و الفساد المستشري في البلاد. فاغلقت صحفه و تم سجنه عدة مرات. فاستشعر الخطر و قرر الهجرة إلى القاهرة عام 1899، والتي كانت في ذلك الوقت مركزاً حيوياً للصحافة والفكر، وتتمتع بحرية نسبية تحت الاحتلال البريطاني مقارنة بالرقابة العثمانية.
في القاهرة قام الكواكبي بنشر مقالات كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" في جريدة "المؤيد" المصرية باسم مستعار هو "السيد الفراتي". و توفي الكواكبي مبكرا في القاهرة في عام 1902 في ظروف مريبة رجحت موته بالسم رحمه الله.
استهل الكواكبي كتابه الفريد بتعريف الاستبداد بانه صفة كل من "يتصرف في شؤون غيره وكأنه المالك والمطاع المطلق"، و حدد انواعه بالسياسي و الديني و الاجتماعي. و اسهب في شرح اثاره على المجتمع حيث قال انه يقتل النخوة والشجاعة ببث الخوف في نفوس الرعية، و يؤدي الى تفشي النفاق والرياء، و الى التعلق باوهام الخلاص.
و كان الكواكبي يرى ان بين الاستبداد والعلم حرباً دائمة، لأن العلم نور يكشف عيوب الاستبداد. و كذلك فان الاستبداد يستخدم الدين لتحقيق غاياته. اما الاقتصاد و المال فانهما وسيلة الظلم لتقوية ذاته، و تصبح الرعية لا تفكر لا في لقمة العيش.
كان تفكير الكواكبي منصبا على كيفية احداث التغيير في المجتمعات العربية، و هنا اقتنع بأن التغيير لا بد ان يبدأ من الوعي و ان اي عمل سياسي فاعل يجب ان يسبقه التثقيف و تحرير العقول. و دعى الى "التدرج واللين" بدلاً من الشدة، وذلك لأن الثورات العفوية التي لا تستند إلى وعي عام غالباً ما تستبدل "مستبداً بآخر". و ان الدواء الحقيقي هو الحكم الدستوري المقيد بالشورى، حيث تكون الأمة هي مصدر السلطات والرقابة. وقد أشار بوضوح إلى أن الهدف هو "تحقيق الشورية الدستورية".
تعد افكار الكواكبي مؤسِّسة للنهضة العربية الحديثة والفكر القومي العربي، و اثرت في المسيرة السياسية العربية و على رأسها الثورة العربية الكبرى. فقد الهمت افكاره أجيال من الإصلاحيين والمفكرين في الحجاز و بلاد الشام ومصر والعراق، وساهم في تشكيل الوعي السياسي الذي سبق الحركات الدستورية والقومية في أوائل القرن العشرين.
العبقرية في فكر الكواكبي تكمن في أن الاطر التي اسسها لا تزال حاضرة في اجزاء واسعة من العالم العربي بعد أكثر من قرن على وفاته. حوّل الكواكبي معاناته ومواجهاته المتكررة مع الظلم إلى نظرية فكرية متكاملة لتحرير العقول و تنمية المجتمعات، و لا تزال المسيرة قائمة.