تدير الحكومة الازمة الحالية باقتدار، و قد تناغم اداء جميع المؤسسات بما فيها القوات المسلحة، حيث كانت الحكومة سريعا في الميدان و اتخذت الاجراءات المناسبة و بترتيب و وتيرة فعالتين. اعاد ذلك الثقة الشعبية في الاداء الحكومي بعد عقود من التراجع. لدينا الان فرصة عظيمة للبناء الايجابي على تداعيات هذه الازمة و تحويلها الى نهج مختلف عماده الثقة المتبادلة ما بين الحكومة و المواطن. عقود مرت سادت فيها اللامبالاة و عدم الاكتراث في نظرة المواطن للحكومة و لكن الوضع اختلف كليا في بضعة ايام ماضية. حيث قابل المواطن الوقفة الحكومية المسؤولة باحترام اعاد الهيبة و رد الاعتبار للادارة الحكومية. السؤال الجوهري هنا هل سيكون هناك استدامة لهذه الوضع الايجابي الجديد و هل ستتمكن الحكومة من استغلال ذلك للقيام بنهضة شاملة في مناحي التنمية المتعددة؟ الاجابة معقدة اذ ان لا خط نهاية واضح لهذه الازمة المتطورة، عالميا و بشكل يومي، فالابعاد الاقتصادية لوحدها هائلة و تتعدى ازمة 2009 العالمية بمراحل واسعة. الفرص تأتي من الازمات اذ احسن اداراتها. فما بعد كورونا ليس كما قبل كورونا على صعد عدة منها التعليم الالكتروني و العمل عن بعد و كذلك مراجعة شاملة للمنظومة الصحية و الهياكل الحكومية بمجملها، و غير ذلك كثير. علاقة الفرد مع الدولة ستتغير و سيؤسس ذلك لمفهوم مواطنة متطور. اذا استطاعت الحكومة ان تبقي على نمط ادارة الازمة ، بعد انتهائها باذن الله ، و على الجدية في الاداء و سرعة الاستجابة ، فانها ستجد في المواطن شريكا فاعلا في ادارة كل الملفات المهمة و التي ستحتاج الى الحكمة مع السرعة في التعامل. واجهنا الموجة الاولى من الازمة بنجاح و لكن هناك موجات قادمة لها ارتدادات اقتصادية و اجتماعية جسيمة لا بد من التحضير لها من الان و على رأسها دخل الاسر و مستقبل الوظائف . حمى الله الاردن شعبا و قيادة من كل سوء.
اللواء (م) عبد اللطيف العواملة يكتب : تحويل الازمة الى فرص
تدير الحكومة الازمة الحالية باقتدار، و قد تناغم اداء جميع المؤسسات بما فيها القوات المسلحة، حيث كانت الحكومة سريعا في الميدان و اتخذت الاجراءات المناسبة و بترتيب و وتيرة فعالتين. اعاد ذلك الثقة الشعبية في الاداء الحكومي بعد عقود من التراجع. لدينا الان فرصة عظيمة للبناء الايجابي على تداعيات هذه الازمة و تحويلها الى نهج مختلف عماده الثقة المتبادلة ما بين الحكومة و المواطن. عقود مرت سادت فيها اللامبالاة و عدم الاكتراث في نظرة المواطن للحكومة و لكن الوضع اختلف كليا في بضعة ايام ماضية. حيث قابل المواطن الوقفة الحكومية المسؤولة باحترام اعاد الهيبة و رد الاعتبار للادارة الحكومية. السؤال الجوهري هنا هل سيكون هناك استدامة لهذه الوضع الايجابي الجديد و هل ستتمكن الحكومة من استغلال ذلك للقيام بنهضة شاملة في مناحي التنمية المتعددة؟ الاجابة معقدة اذ ان لا خط نهاية واضح لهذه الازمة المتطورة، عالميا و بشكل يومي، فالابعاد الاقتصادية لوحدها هائلة و تتعدى ازمة 2009 العالمية بمراحل واسعة. الفرص تأتي من الازمات اذ احسن اداراتها. فما بعد كورونا ليس كما قبل كورونا على صعد عدة منها التعليم الالكتروني و العمل عن بعد و كذلك مراجعة شاملة للمنظومة الصحية و الهياكل الحكومية بمجملها، و غير ذلك كثير. علاقة الفرد مع الدولة ستتغير و سيؤسس ذلك لمفهوم مواطنة متطور. اذا استطاعت الحكومة ان تبقي على نمط ادارة الازمة ، بعد انتهائها باذن الله ، و على الجدية في الاداء و سرعة الاستجابة ، فانها ستجد في المواطن شريكا فاعلا في ادارة كل الملفات المهمة و التي ستحتاج الى الحكمة مع السرعة في التعامل. واجهنا الموجة الاولى من الازمة بنجاح و لكن هناك موجات قادمة لها ارتدادات اقتصادية و اجتماعية جسيمة لا بد من التحضير لها من الان و على رأسها دخل الاسر و مستقبل الوظائف . حمى الله الاردن شعبا و قيادة من كل سوء.