ادارة الازمات منظومة متكاملة كافة تدابيرها تدعم بعضها و تمثل نظرة شاملة تمكن الحلول و تؤمن النجاحات و تبني عليها. لا شك ان ادارة الازمة في الاردن لغاية الان تسير بشكل جيد جدا و قد تجاوب الناس مع الدعوة الملكية السامية بالتعاون مع الحكومة و البقاء في البيوت و الحركة فقط للحاجات الضرورية. و قد استنفرت الاجهزة الحكومية كافة بكفاءة و اقتدار و ارتقت بأداءها لمستوى الوطن و نالت تقدير المواطنين و اعادت الثقة للعمل الحكومي.
منظومة ادارة الازمة لها محاور عدة منها نفسية و اجتماعية و اقتصادية. على المستوى النفسي، فان التحرك الحكومي السريع و الكفؤ اعاد الثقة للمواطن باداء و قدرة الحكومة بعد عقود من التدهور. نفسيا، وضع المواطن ثقته في الحكومة و كافة اجهزة الدولة. معيار النجاح هنا هو استدامة الاداء العالي و التعامل السريع مع الاخطاء.
و على المستويين الاجتماعي و الاقتصادي فان المطلوب هو خارطة طريق و اجراءات محددة لتعريف خط المسير. صحيح ان العالم كله يعيش حالة غموض كبيرة بشان الوباء و تداعياته، و منها عدم معرفة الخط البياني الحقيقي له و الزمن المتوقع لنهايته، الا ان المواطن بحاجة الى مؤشرات، و لو عامة، بان الحكومة لديها الخطط الملائمة و ان لديها تصورا لكيفية التعامل مع الازمة بمراحلها المختلفة.
مع مرور الايام، سيعاني الناس اكثر من حيث المداخيل و الوظائف و تأمين الاحتياجات الاساسية، و هذا امر خطير من الناحيتين الاجتماعية و الاقتصادية و علينا التحرك. لا بد من خلايا عمل فيها من كل قطاعات المجتمع للمشاركة في ايجاد الحلول و في التطبيق. الازمة اكبر من قدرة الحكومة على التعامل معها لوحدها، و لا بد من اشراك القطاع الخاص و مؤسسات المجتمع المدني و الخبراء و الشباب و جميع الشرائح.
الاجراءات الحكومية بحاجة ماسة الى دعائم من اجل الاستدامة. اذا تسلل الشك الى عقل المواطن بان الازمة مفتوحة على كافة الاحتمالات، فانه يحتاج ان يرى استراتيجية مقنعة و بمراحل زمنية واضحة. من الضروري اشراك المجتمع في تحمل المسؤولية الان.