حيث أكد الطبيب انه ولغاية الآن لم تظهر عليه أعراض الفيروس التي يتم نشرها في المواقع الصحية العالمية ، إلا ان نتاج الفحوصات أظهرت إصابتي بالفيروس رغم قيامي بالحجر على نفسي لمدة تزيد عن الـــ15 يوماً على التوالي دون قيامي بالاختلاط مع أي من أفراد آسرتي .
وحول تفاصيل رحلته وإصابته روى الطبيب انه وبتاريخ 10/3/2020 ، قمت بالذهب إلى اسبانيا لاجراء امتحان إقامة بريطاني يعقد داخل القنصلية البريطانية في العاصمة الاسبانية مدريد ، على ان أعود إلى الأردن يوم الجمعة الموافق 13/3/2020 .حيث كنت حريص على عدم المخالطة ، والابتعاد عن أي تجمع خلال مدة اقامتي وسط التحذيرات التي كنت أشاهدها وأقوم بمتابعتها للفيروس وانتشاره في اسبانيا .
وما ان انتهيت من تقديم الامتحان يوم الخميس ، قمت بتجهيز حاجياتي واغراضي الشخصية للمغادره في اليوم التالي ، ولدى وصولي للمطار يوم الجمعة تفاجئت بإلغاء الملكية الأردنية جميع رحلاتها القادمة والمغادرة من عمان إلى اسبانيا ، الأمر الذي اضطررت به للذهاب إلى اليونان التي لم يكن فيها سواء 150 إصابة والرحلات مفتوحه اليها سواء من اسبانيا أو الأردن بالرغم من استطاعتي بالعودة عن طريق بيروت إلا انني فضلت العودة بطيران الملكية من اثينا الى عمان .
وأضاف الطبيب انه ولدى وصولي الى اثينا قمت بالحجز فوراً على طيران الملكية ، حيث وصلت الى العاصمة الأردنية يوم الأحد الموافق 15/3/2020 ، وقمت بالخضوع للفحص بواسطة الكاشفات الحرارية وتم توقيعي على تعهد بالحجر لمدة " 14 " يوم داخل منزلي .
واثناء خروجي من قاعة المطار ، وجدت " والدي " و " شقيقتي " بانتظاري لتوصيلي من عمان الى مدينة الرمثا بمحافظة اربد ، حيث قمت بالجلوس بالكرسي الخلفي للسيارة ولم أقم بالسلام عليهم مصافحة على ارض المطار ، وما ان وصلت للمنزل لم أقم بمصافحة أو الاقتراب مع أي من أفراد آسرتي نهائياً ، وعلى الفور اتخذت "غرفة " منعزله تماماً لتنفيذ الحجر كوني طبيباً واعلم مدى خطورة هذا الفيروس وفترة حضانته التي وفق الدراسات الطبية العالمية تمتد لنحو " 14 " يوماً .
وبين الطبيب لـــ " الوقائع " انه ومنذ اليوم الأول للحجر وحتى انتهائه يوم الأحد 29/3/2020 ، كنت أقوم بأخذ قراءات يوميه لدرجة حرارتي وبشكل منتظم ، إضافة الى قيام والدي وشقيقتي الذين قاموا بمرافقتي من المطار الى منزلي وكانت جميع القراءات ضمن المعدل الطبيعي وبحمد لله ،إلا انه وفي يوم الجمعة الموافق 27/3/2020 ، اخبرتني شقيقتي التي رافقتني من المطار وهي تعمل " صيدلانية " باصابتها بــ " رشح " عادي يرافقه صادع بالرأس دون وجود ارتفاع بالحرارة ، وتم الأخذ بالأمر انه " رشح " اعتيادي .
وبين انه وبعد الانتهاء من الحجر كما ذكرت سابقاً يوم الأحد29/3/2020 ، خرجت من غرفتي ، الا ان نقطة التحول كانت ليلة يوم الثلاثاء الموافق 31/3/2020 اثناء مناوبتي داخل المستشفى الذي اعمل به والتي كنت فيها بنشاطي الاعتيادي ، ولا يوجد أية أعراض على الإطلاق ، ورغم ذلك كنت حريصاً على ارتداء الكمامة والكفوف الطبية ، والتعقيم بعد معاينة كل حالة مرضية قمت بمعالجتها ، ولم يكن ، حيث تلقيت اتصالاً هاتفياً من شقيقتي التي اصيبت بالرشح ، تخبرني بفقدانها لحاستي " الشم والذوق " الأمر الذي سبب لي ارباكاً وتخوفاً ، وفور بزوغ فجر يوم امس الأربعاء 1/4/2020 قمت بالتوجه الى مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي لاجراء فحص " الكورونا " والذي للاسف اثبتت نتائجه ايجابية أي انني مصاب بهذا " الفيروس " .
وعلى ضوء هذه النتيجة ، قامت فرق الاستقصاء الوبائي التابعة لوزارة الصحة بأخذ تفصيلات دقيقه حول تفاصيل المعايشه والاختلاط التي قمت بها منذ وصولي للأردن والتي وبحمد لله انحصرت فقط في عائلتي لانني كنت ملتزماً ودقيقاً جداً بتنفيذه داخل غرفتي ولم اخرج من الغرفة نهائياً ولم أتوجه الى السوق أو الذهاب الى منزل أو جهة باستثناء مناوبتي بالمستشفى التي قمت بالتوجه لها لعدم ظهور أي أعراض ولغاية الآن.
حيث قامت فرق الاستقصاء الوبائي بأخذ عينات من والدي ووالدتي وشقيقاتي الــــ " 5 " ، حيث ابلغت صباح اليوم بظهور 6 اصابات بينهم ، باستثناء والدتي واحدة شقيقاتي التي لم تظهر نتائجهن لغاية الآن لاتضرع لله ان تكونا سلبية .
واختتم الطبيب حديثه انه ولغاية الآن لم يستطيع الجزم والحسم بخصوص الإصابة ومن اين جاءت وكيف تم انتقالها لافراد عائلتي بالرغم من الإجراءات التي قمت بأخذها وتنفيذها وعدم ظهور اية اعراض علي ، الا انه من المرجح وفق حديثه ان شقيقته أخذت الفيروس مني اثناء مرافقتي من المطار الى المنزل ، وهي من بقيت مخالطه لافراد أسرتي ، داعياً الله ان يحفظ الأردن قيادة وشعباً من كل مكروه وان ينعم الشفاء العاجل على كل المصابين من هذا الفيروس .