القلعة نيوز : اللواء المتقاعد عبد اللطيف العوامله
التوجيه الملكي السامي للحكومة بدراسة امكانية العودة التدريجية للقطاعات الانتاجية يعد نظرة استراتيجية مهمة لمعالجة اثار الازمة و تداعياتها الكبيرة. الصحة اولوية و لكن استدامتها تتطلب ايضا استقرار المجتمع نفسيا و اقتصاديا فهي، منظومة شاملة و متكاملة .
حكومات العالم جميعها تواجه اليوم هذه المعضلة الكبرى في الموازنة ما بين حياة الناس و صحتهم و ما بين استدامة معيشتهم. اسئلة كثيرة صعبة من غير اجابات واضحة، و المسؤولية جسيمة. لا شك ان الاولوية للصناعات الدوائية و الغذائية و الزراعة و ما يتصل بها من قطاعات حيوية، مع ان الامر اعقد من ذلك على ارض الواقع لتشابك سلاسل الانتاج و التوريد بطريقة يصبح التبسيط فيها معقدا.
و هنا فان الحكومة في موقف صعب جدا، فهي توازن بين الامور بدقة و عينها على المستقبل المتوسط و البعيد. بعض القطاعات اذا طال تعطلها قد لا تتمكن من اعادة شحن ذاتها بعد الازمة، و لو بمساعدة الحكومة. و كذاك فان الحكومة تفكر ايضا في دعم الافراد و الاسر فهم في نهاية المطاف عماد الصحة و الاقتصاد معا. مع كل هذه الصعوبات فان المطلوب من الحكومة خارطة طريق و بعض المؤشرات تقلل من شدة الغموض الذي نعيشه، و معنا العالم كله، حتى يستمر المواطن في معنويات عالية و استقرار و لو كان نسبيا. الرسالة المطلوب التأكيد عليها اننا جميعا في نفس السفينة، شعب، حكومة، فعاليات اقتصادية و اجتماعية و مدنية. حتى ننجح، لا بد من الشراكة الفاعلة ما بين الحكومة و الجمبع.
نكرر الدعوة لانشاء خلايا عمل قطاعية مع الحكومة من قطاعات الاعمال و المبتكرين و الخبراء و الشباب على مستوى الوطن لايجاد الحلول الناجحة و تنفيذها. و لا بد من توظيف التكنولوجيا الحديثة، من ذكاء اصطناعي و غيره، اولا لاستمرارية التعامل الكفؤ مع الازمة الصحية، و ثانيا من اجل دفع عجلة الانتاج من غير الاضرار بالصحة العامة.
لغاية الان كسب الاردن معركته مع الوباء، و حتى نستثمر المنجزات لا بد من اشراك كل من لديه الرغبة و القدرة على الابتكار في هذه المرحلة الحرجة، و هم كثر.
جنب الله قيادتنا الملهمة ، و الاردن ، كل مكروه ، باذنه تعالى . -----------------------------------------------------------------------------