
القلعة نيوز: كتب / محرر الشؤون السياسية
في كلّ دول العالم ودون استثناء ، الشعب يخشى الجيش ، وإذا ما نزل الجيش الى الشارع فحتما هناك أمر جلل مما يثير الذعر والخوف في قلوب المواطنين ، الذين يشعرون بأن الوضع بات غير سوي ، وما نزول الجيش إلّا لردع المواطنين فيما إذا كان هناك اعتصام او تظاهرة أو احتجاج أو سياسة معينة .
لا نبالغ أبدا ؛ إذا ما قلنا بأنّ ما يجري في الأردن هو حدث نادر وغير مسبوق فيما يتعلق بالجيش ، ففي ظلّ أوضاع استثنائية وحفاظا على الوطن وسلامة المواطنين كان القرار بنزول الجيش إلى الشارع لضبط الأمور بصورة سلسة وناعمة وبتلاحم كبير بينه وبين المواطنين الذين عبّروا عن سعادتهم وهم يرون الجيش العربي في شوارع المدن بصورة بهيّة وزاهية جنبا إلى جنب مع القوى الأمنية وكوادر الطب والتمريض ، في خلية عمل وطنية قلّ نظيرها .
القوات المسلحة الأردنية أثبتت من خلال التصدي للوباء اللعين بأنها على قدر المسؤولية ، وأنها جزء من هذا الشعب ، بل تقف الى جانبه بكل قوّتها وإمكانياتها ، تعمل على مساعدته ، وتعينه في أوقات الشدّة ، وتعمل على إيصال المساعدات للمحتاجين ، لم تحمل بندقية وجهتها إلى صدور المواطنين ، بل حملت الورود للمرضى وعائلاتهم .
صورة زاهية رأيناها في جيشنا العربي الذي أحببناه أكثر فأكثر ، فكان جزءا من حياتنا اليومية ، نشعر بالأمن الكامل حين نجده في كل مكان ، فهو يعمل على ضمان بث المزيد من الطمأنينة والتفاؤل بمستقبل أكثر إشراقا لهذا الوطن العزيز .
لقد تابعت ما كتبته كبريات وسائل الإعلام في العالم عمّا يجري في الأردن في ظلّ هذا الوباء ، تشعر بالفخر في بلد صغير ومتواضع بإمكانياته ولكنه قدّم نموذجا في حربه ضد وباء كورونا ، والنموذج الأعظم هو هذا الجيش المتلاحم مع الشعب ، والذي كان مثار استغراب العديد من المحللين والكتاب في أكثر من وسيلة إعلامية عالمية .
من حقّنا أن نفخر بجيشنا ، الذي تزيّن بالشعب وعمل على تزيين المدن والقرى والشوارع بوجوده ، حتى أصبح هو المطلب الأهم في هذا الظرف الإستثنائي الذي نأمل زواله قريبا .
كل التحية لجيشنا الباسل ولهذا الشعب الذي يفخر به ، ولهذه القيادة التي تدرك معنى أن يكون الجيش رديفا لشعبه ولكافة مؤسساته وصولا إلى حالة راقية متقدمة قلّ نظيرها في عالم اليوم .