المواطنة الحقة هي عماد الدول الحديثة . الابداعات الفردية، و الجماعية ، هي لبنات بناء الاوطان . الاردن رسالة في وطن و هو لكل من يعيش على ارضه و يؤمن به و يدافع عنه . بني الاردن على التعدد و رحب بكل الناس من بقاع الدنيا كافة الذين ساهموا في نهضته و عليائه من يومه الاول . اذا تقوقعنا لا سمح الله بدعوات اقليمية و عرقية ضيقة او متشددة ، او غيرها من الهويات المغلقة و حتى المناطقية الجهوية ، نكون قد ابتعدنا عن مبادىء الاردن التي جعلت منه ايقونة في منطقته و " شوكة ردت الى الشرق الصبا ".
فالاردن لكل من ساهم و يساهم في نهضته . الاردن منسجم مع ذاته ، محب و حاضن لكل ابنائه ، و يحب الخير و السلام للعالم اجمع . عقيدة الاردن بنيت على قوة الحق لا حق القوة ، واول صحيفة اردنية صدرت في عهد الامــارة كان اسمهـا " الحق يعلو ". اثبت نموذج المواطنة الاردني صلابته و عمق جذوره. الاردن رسالة ارض و شعب و تاريخ و قيادة و جغرافيا و ثقافة . اجتمع الاردنيون على ثقافة وسطية معتدلة و منفتحة فلا عرق و لا لون و لا اعتقاد مغلق بل مواطنون متساوون في الحقوق و الواجبات و الفرص . هذا هو سر الاردن ، هويته جامعة بالفعل لا بالقول .
و الاردن كذلك قيادة شريفة من ال البيت تجمعنا تحت رايتها الخفاقة و لا ينازعها في تلك الميزة احد . جيشه هو الجيش العربي ، ضمير شعبه نقي لا يتعالى و لا يقصي ، بل يحب و يجمع . نموذج الاردن يمكن ان يكون نبراسا ناجحا لاقليمنا المضطرب ، فنحن نقيض العنصرية و العصبية و الظلم و العنف .
قوة الاردن في تنوعه و احتضانه للجميع . ابداعات الاردن و منعته بنيت على الانسجام مع كل من يقيم على ارضه و يقبل بالمواطنه الحقة و يساهم في مستقبله. المواطنه و حكم القانون هما عماد الحاضر و المستقبل ، فلنعض عليهما بالنواجذ، و لنعمل على التدعيم المستمر لذلك بالقانون و السياسات و الممارسات. عاش الاردن وطنا لكل من يؤمن برسالته .