لا زال تدخل خالد مشعل الزعيم السابق لحركة حماس في حوار له على هامش "منتدى الفكر العربي"، الشغل الشاغل للشارع الفلسطيني، حيث أشاد طيف واسع من الفلسطينيين برؤية الرجل وتصوره للمشروع الوطني الفلسطيني. وقدم مشعل الخطوط الكبرى لمشروعه الوطني القائم على فكرة النضال والنزاع المسلح ضد قوات الاحتلال معرجاً على ملف الضم الأخير والذي يهدد مصالح الشعب الفلسطيني بصفة مباشرة ويعدّ تعدياً صارخاً على حقوقه.
بدا تدخل مشعل أقرب إلى برنامج انتخابي منافس للقيادة الحالية، حيث ينتقد الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس ركون الحركة اليوم إلى منطق التفاوض مع المحتل ورفضها الحشد للتصعيد ضده.
هذا وقد طالب مشعل في تدخله القيادة الحلية بالتحلي بالشجاعة اللازمة والتي تفرضها المرحلة والاستعداد للدخول في مواجهة مفتوحة مع قوات الاحتلال معتبراً أن ما سلب بالقوة لا يمكن أن يسترد إلا بذات القوة.
مصادر مقرّبة من حماس تحدثت عن مساندة واسعة لعدد من القيادات داخل الحركة لتصريحات مشعل والتي تعكس حسب قولهم التوجه الحقيقي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الفصيل المقاوم أولاً وفوق كل شيء.
يبدو أن سنوات الحكم التي قضتها حماس قد خلقت نوعاً من القطيعة بين قياداتها التي حافظت على نسق التفكير الأول والقيادات التي تعلمت من تجربة الحكم أن ترضى بالقليل مادام سيوفر فاتحة للمزيد.