شريط الأخبار
الأردن يؤكد ضرورة الالتزام باتفاق وقف النار في غزة وإنهاء الحرب ترامب: سأتوجه إلى مصر لحضور توقيع اتفاق غزة 4 شهداء وعشرات المفقودين والجرحى في قصفٍ منزلٍ بغزة وزير الثقافة يرعى حفل تخريج طلبة مركز الفنون بمسرح مركز الحسن الثقافي ترامب: بعض الحاصلين على نوبل للسلام لم ينجزوا شيئًا مقارنة بي وزير خارجية فرنسا: أمن غزة ستحققه شرطة فلسطينية مدربة الرواشدة يزور الباحث في التراث حامد النوايسة ترامب: أنهينا الحرب في غزة وأعتقد أنه سيكون هناك سلام دائم ولي العهد يشيد بموقف فرنسا الداعم لإنهاء حرب غزة والاعتراف بفلسطين ماكرون: توسع الاستيطان في الضفة يتعارض مع خطة ترامب ولي العهد يلتقي مع رئيس أركان الجيش الفرنسي ويزور مقرا للدرك وزراء إسرائيليون يجتمعون لوضع اللمسات الأخيرة على وقف إطلاق النار بغزة رئيس حركة حماس في غزة: الاتفاق يتضمن فتح معبر رفح من كلا الاتجاهين الأمن العام يوضّح ملابسات الفيديو جرى تداوله يظهر إطلاق نار على منزل داخله سيدة في إربد ذوي الطفل محمد الخالدي يناشدون الديوان الملكي الهاشمي العامر الحية: الاتفاق يضمن الإفراج عن جميع النساء والأطفال المعتقلين ولي العهد عبر انستقرام: اليوم الثاني من الزيارة الرسمية إلى فرنسا حمدان: إسرائيل ستفرج عن 250 أسيرًا من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية بوتين: لا حل لملف النووي الإيراني الّا بالدبلوماسية والمفاوضات "السفير القضاة "يواصل حراكه الدبلوماسي في دمشق ويعقد عدة لقاءات

هبة الحجاج تكتب : هل الصراحة راحة ..ام ماذا ؟!

هبة الحجاج تكتب : هل الصراحة راحة ..ام ماذا ؟!

القلعه نيوز - هبة أحمد الحجاج *


إنّ منْ أصعبِ فتراتِ حياةِ الإنسان عِندمَا تكُون حالتهُ النفسيةُ ليستْ بالجيدة ، سيئةً نوعاً ما ، قدْ يكون تعرضَ لخيبةِ أملٍ من شخصٍ عزيز ، لصدمةٍ في موقفٍ مَا لمْ يتَوقع أنْ يحصل ذلك ، قد يكُون سَمِع بعضَ العباراتِ المُحبطةِ المَمّزُوجة بالخُذلان ، قدْ يكونُ انتابهُ الفشلُ منْ عدةِ مُحاولات ، وهو ومَع الأسف لم يتخلصّ من هذهِ المَواقفِ في وقتِها ، بلْ احتفظَ بِها في نفسهِ وتعاملَ معَها وكأنهُ لمْ يتأثرّ بِها، فأدتْ إلى ترَاكُمها في داخِله،


وكما تَعلمُون أن الضَغطَ يُولدُ الانفِجَار، وهذا ما حَصَل معه، فيَتجهُ للعُزلةِ والبُعدِ عن العائلةِ و الأصدِقاء ، مِمَا يُؤدي إلى تَفاقُمِ حالتهِ وازديادِ تَعبه ، قد يُلاحِظ عليهِ أشّخاصٌ مُقربون مِنه ذلك فيَبدَؤون بإلقاء بعضًا من الجملِ على مسامعهِ " فضفض بترتاح "، صَارحنا فِيما يَدورُ في داخلك " الصراحة راحة".


لنَتوقفّ هُنا قَليلاً ، هل الصَراحةُ راحةٌ فعلاً أم أنّها بعدَ فترةٍ منَ الزمنِ ستُصبحُ كارثةً وطامةً في آنٍ واحد؟ هل أنّتم مِمّن يَتبِعون قولَ زكريا ياسين "لا يهُمني أنّ أتألمَ أو أنّ أفرح، ما يهُمني هوَ أنْ تقولَ لي الصَراحة، نَعم أُريدُ الصَراحةَ كَيفما كانتْ". فأبدأُ بالمُصارحةِ وأقولُ لكم : أنكم في المَوقفِ الفُلاني فَعلتُم كَذا وأنا لمْ يُعجبني ، في اليومِ الفُلاني تَكلمتُم عَني كذا ، وأنا لَم يُعجبني ذاكَ المَوضُوع ، أنا لمّ أتقَبل هَذهِ الفِكرةِ السَخِيفة ، أنّ المَطعمَ الفُلاني الذي ذَهبنا إليهِ لا أُحبهُ ، أُحِب مطعمًا آخَر ، لبْسُك في اليومِ الفُلاني كانَ غيرَ لائق ، هل ستَجعلُونَنِي ُأُكملُ مُصارحتي في أخطاءِكُم بِحَقي أم سَأقرأُ ما بينَ السُطور أنّ هُناك " الكثيرُ منَ الناسِ يطلبُ منكَ قولَ الحَقِيقة، ولكنّ القليلَ مِنهم الذي يَتقبلُ مِنكَ الصَراحة "؟


وعِندَما أترددُ في البوحِ و التَعبيرِ أكثرَ وأكثَر عمّا يُضَايقني ويُكدِر خَاطِري، يقفُ شخصًا ما منَ الموجُودينَ ويقول: تَابع ما بِكَ أنتَ شخصٌ مُثقَف، بالطبعِ سَمِعت مَاذا قالَ عُمر طاهر "لا تثق بشخصٍ يبدأُ كلامهُ معك بـ ( عيبى إنى صريح ) .. لا تَثق أصّلاً بشخصٍ يرى أنّ الصَراحةَ عَيب". صراحتُكُ هي التي قدْ تُساعِدني بالبقاءِ مَعك ، أعلمُ ما يُزعجُك واتجنبُه ، أعلمُ ما يُفرِحُك وأقومُ بِه، بلْ وأيضاً أُطبِقه بِحذافِيره ،


الصَراحةُ هي الطَريقُ الذي سيأخذُ بيدَيّنا وتَجعلُنا نُكملُ معَ بعضِنا البعضِ بقلوبٍ نقيةٍ وصَافية، لا يُوجدُ فيها غِلٌ وحِقد أليسَ كَذلك؟ جَلستُ بَينهم وقُلتُ في نفسي "قدْ تكونُ جلسةُ المُصَارحةِ هذهِ كَشفتّ لي عنْ بعضِ الأقنِعَة" ، ولحُسنِ الحظِ كانوا في ذاتِ الجَلسةِ مَقسومين إلى قِسمين ، نظرتُ إلى القسمِ الأولِ وقُلتُ لهم " نحنُ نُقدر الصَراحةَ ممّن يُحبوننا، أما الصَراحةُ منَ الآخرين فنُطلقُ عليها وقاحَة" . ومنْ ثُم التفتُ إلى القسمِ الآخرِ وقلتُ لهم "وبالتأكيدِ أيضاً لا يُمكن أنْ ننسى أنّ " ليس من الأدبِ أنّ تجرحَ مشاعرَ الناس،


وتقولُ أنا صَريح، هُناك فرقٌ بين الصراحةِ والوقاحَة، وتَذكر بأنّ ليسَ كُل صامتٍ غيرُ قادرٍ على الرد" ". ثُم ابتسمتُ للجميعِ وجلستُ مَعهم وأخذتُ أُردد كما قال "بوبليوس كورنيليوس تاسيتوس" : (الصراحةُ و الكرم ، إذا لمْ يصحبهُما الاعتدال فإنهُما يُؤديان بِصاحبهما للخَراب).


* hebaalhajjaj20@gmail.com