
إنتهاء الإنتخابات ؟
الأحزاب شربت مرارة الإخفاق والأمناء العامون لم يشربوا بعد حليب السباع
القلعة نيوز: كتب / محرر الشؤون المحلية
شكلت نتيجة الإنتخابات النيابية إخفاقا كبيرا لغالبية الأحزاب الأردنية التي شاركت فيها من خلال قوائم خاصة أو عن طريق تحالفات هشّة لم تقدّم شيئا للعمل الحزبي . النتائج كانت صادمة جدا للجسم الحزبي ، وباستثناء جبهة العمل الإسلامي وعدد نوابها المتواضع ، لا يمكن القول بوجود نواب حزبيين في المجلس التاسع عشر . المصادر أشارت إلى وجود عشرين نائبا حزبيا ، وفي ذلك انحراف عن الحقيقة ، فالنائب الحزبي هو الذي يتحدث تحت القبة باسم حزبه ، ولم نرى ذلك أبدا طيلة مجالس عديدة باستثناء النواب التابعين لجبهة العمل الإسلامي أو جماعة الإخوان . فهذا المجلس يضم خمسة فقط من العمل الإسلامي ، ولا يمكن حساب الآخرين إلأ باعترافهم علانية بأنهم يمثلون الحزب سين أو صاد . في الدول الديمقراطية المتقدمة ؛ حين يخفق حزب ما في الإنتخابات أو يحصل على عدد أقل من الأعضاء في المجلس التشريعي تبادر قيادة الحزب للإستقالة وتعلن عن تحملها مسؤولية هذا التراجع
وتفسح المجال للمراجعة والوقوف على مكامن الخطأ والخلل التي أدّت لتراجع النتائج . في الأردن ؛ ورغم الإخفاق الحزبي الكبير والمجلجل ، فالقادة الحزبيون يتمترسون في مواقعهم ، وبعض الأمناء العامين يرفضون المغادرة رغم وصول بعضهم لسن الثمانين عاما ، والبعض الآخر يتربع على كرسي الأمانة من ثلاثين سنة . الحالة الحزبية في الأردن تكشّفت بوضوح مع ظهور نتائج الإنتخابات ، فالأحزاب اليسارية والقومية عجزت عن إيصال نائب واحد ن وهي أحزاب تاريخية ، غير أنها ما زالت تفكر بعقلية الخمسينات . أما أحزاب الوسط ؛ فحدّث ولا حرج ، فالنتائج كانت وبالا عليها ، فكيف لحزب سياسي لا يحصل أكثر من ستة من مرشحيه على أكثر من أربعمائة صوت ، وكيف لمسؤول حزبي يحصل على صوته فقط ، فإذا كانت زوجته لم تقم بانتخابه ، فما الداعي من وجود الحزب على الساحة السياسية .؟ . انتهت الإنتخابات ، وشربت الأحزاب مرارة هزيمتها ، غير أن أمينا واحدا لحزب لم يشرب حليب السباع ويعلن استقالته واستقالة القيادة الحزبية وافساح المجال للآخرين لعل وعسى يتمكن هؤلاء من إنقاذ ما يمكن إنقاذه .
نحن جميعا مع العمل الحزبي وندعم كل توجه لتقوية هذا العمل وترسيخه وجعله ثقافة عامة ، غير أن تصرفات قادة حزبيين لم تعد مقبولة أبدا في ظل هذه الجائحة التي مرّوا بها والمتمثلة بنتائج مخيبة في الإنتخابات . ليس أمامكم سوى التحلي بروح المسؤولية وتعلنوا على الملأ بأنكم فشلتم وتضعوا استقالاتكم بين يدي القائمين على أحزابكم ، فما جرى مؤخرا لا يغتفر أبدا ، وأنتم السبب في ذلك .